احتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الثقافي السبت الماضي بالذكرى الأولى لرحيل الشاعر حبيب النورس مستذكراً سيرته الطيبة وتجربته الإبداعية بحسب ما أورده مقدم الجلسة الشاعر هلال كوتا مبينا انه زرع المحبة في قلوب زملائه فصار ب
احتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وضمن منهاجه الثقافي السبت الماضي بالذكرى الأولى لرحيل الشاعر حبيب النورس مستذكراً سيرته الطيبة وتجربته الإبداعية بحسب ما أورده مقدم الجلسة الشاعر هلال كوتا مبينا انه زرع المحبة في قلوب زملائه فصار بالنسبة لهم الحبيب النورس، ثم دعا الحضور الى قراءة الفاتحة وقوفاً. وقال: هو الآن يطل علينا نسمة عطرة في أجواء نادي الشعر الذي عاش فيه حلمه ونذر له عمره وهذا ما ستشير له وتوضحه عبارات الأصدقاء ومداخلاتهم.
وكانت البداية مع الناقد علي الفواز مشيراً الى صعوبة تذكر الانسان الغائب الذي كان مفعماً بالأحلام والمستقبل. وقال: بودي ألا أتحدث عن النورس الذي رحل كالنورس، وانما بما يتوجب علينا فعله كمثقفين لنكرس أحلامه، لأن حبيبا ترك فينا أثرا ثقافيا طيبا في المشروع الثقافي الذي كنا نشتغل عليه جميعاً، كما ترك اثراً علمياً داخل المؤسسة الأكاديمية التي تحقق من خلالها حصوله على رسالة الماجستير في مجال الحداثة. وما ينبغي علينا الآن هو مواصلة هذه المسيرة.. مسيرة ان يكون المثقف في صلب المتغيرات والتحديات الكبرى سواء على مستوى الحداثة كقيم ومفاهيم وأفكار او على مستوى التحديات السياسية والاجتماعية التي نعيش اليوم مخاضها، فكلنا اليوم نعيش تحديات أخلاقية وقيمية تتطلب منا ألا نكون حملة فؤوس فقط وانما حملة قيم تصر على الحياة وتؤمن بالتجديد وان نحول الحداثة من كونها مصطلحات الى فعاليات حقيقية تسهم في بناء العقل الثقافي والوطني فحبيب النورس كان واحداً من الذين يؤمنون ان يكون الفضاء الثقافي هو الفضاء التعويضي لحياتنا المليئة بالاجهاضات. وأوضح: رهاننا على المثقف العراقي ان يكون في الخط الأول للمواجهة وان يتخلى عن سلبيته وهشاشة مواقفه القديمة وان لا ينظر الى السياسة بعين واحدة علينا ان نحول الخطاب المأزوم الى خطاب عقلاني.
وأوضح الشاعر مروان عادل انه بالأمس كان مع النورس في المنام ولم يعلم بمرور سنة على وفاته. وقال: حقيقة ما فوجئت به قبل قليل جعلني اتساءل هل جاء النورس يدعوني للمشاركة في جلسة استذكاره الأولى؟. موضحا ان النورس كان متواضعا ومضيافا وحالماً جداً وهادئاً لم يقحم نفسه وقصائده في الجلسات برغم اهتمامه وحثه على إقامة الندوات والقراءات الشعرية. لذلك فجر موته الكثير من الجلسات التي احتفت به.
فيما وصفه الشاعر الفريد سمعان بالزهرة الجملية التي قطفت من حديقة الأدب. وقال: أتمنى للآخرين ان يسلكوا سلوكه في التواضع وعدم التبجح فقد كان هادئاً ناعماً، كان انساناً وديعاً يستحق كل احترام واعتزاز لخلقه ولأسلوبه المعبر في ادارة الندوات الثقافية. لذا كان رحيله فاجعة مؤلمة وخسارة كبيرة لاتحاد الأدباء لأننا كنا نطمح ان يكون ممن يحملون راية الإبداع ويحافظون على التقاليد الثقافية ويفتحون آفاقاً جديدة لمستقبل الشعر والثقافة عموماً.
ومن جانبه أشار الناقد فاضل ثامر الى ان جلسة الاحتفاء هذه هي مبادرة طيبة من الزملاء في نادي الشعر لاستذكار نجماً شعرياً خبا فخسرناه في ريعة شبابه وبداية إبداعه فلم نقرأ له سوى ديوان مشترك بقصائد محدودة لا تكفي لقديم صورة متكاملة لتجربة شعرية كانت فعلاً واعدة وخصبة. وقال: عرفته اساساً اثناء اشتغاله على أطروحة الماجستير الخاصة بدراسة رواية من خلال منظور النقد الثقافي، فوجده مجتهداً في ذلك وكنت أناقشه وأوفر له المصادر وكان من جانبه حريصاً على التدقيق مما جعله ينتج جهداً مميزاً.