زوجات كبار المسؤولين في الحكومة المنتهية ولايتها ، المقيمات في المنطقة الخضراء، سيتركن المنازل ويسرحن الطباخين و"السفرجية" ويغادرن الى اماكن اخرى ، وسيواجهن صعوبة التأقلم في المحيط الجديد بعد الاقامة لسنوات في منطقة تتمتع بحصانة أمنية، وغير مشمولة بنظام القطع المبرمج للتيار الكهربائي، واسواقها عامرة بالبضائع، ومدارسها من نوع خمس نجوم، وخدماتها البلدية من نوع السوبر، والدخول اليها يتطلب ابراز هويات وتزكية من مسؤول كبير يتعهد بان ضيفه الزائر، لا علاقة له بالجماعات الارهابية، وليس مشمولا باجراءات حزب البعث المحظور وسجله المدني خال من اية مخالفة قانونية.
سيدات المنطقة الخضراء وطيلة السنوات الماضية من عمر الحكومة، الواحدة منهن ينطبق عليها المثل الشعبي الشائع "يامسعدة وبيتج على الشط" وهذا القول لطالما ذكره الرئيس الراحل عبد السلام عارف، في خطاباته الموجهة للجماهير ليبشرهم بانضمام العراق الى الوحدة العربية مع سوريا ومصر، لكن آمال فخامته تلاشت وتبددت مع المشاريع الاخرى في المنطقة العربية، ورحيل سيدات المنطقة الخضراء هو الاخر ارتبط باخفاق المسؤولين الحاليين في الاحتفاظ بمواقعهم ومناصبهم، والرضوخ للقواعد الديمقراطية بضرورة تطبيق التداول السلمي للسلطة، وقطع الطريق امام تعدد الولايات، فتبددت الامال في الاقامة بالمنطقة المحصنة، وصدرت الاوامر بحزم الامتعة، واخلاء المنزل لتشغله اسرة مسؤول جديد.
سيدة الخضراء "المسعدة" سينتابها الفرح وتطلق الزغاريد عندما يحصل "ابو الجهال" على ضمانات بالاحتفاظ على فوج الحماية، والإقامة في المنزل الواقع على نهر دجلة لأربع سنوات مقبلة، وبعدها الانتقال الى بيت الاسرة الاصلي الكائن في احدى القرى حيث الماء والهواء والحقول الخضراء والامان والابتعاد عن المشاكل السياسة والامنية، اما بقية سيدات المنطقة الخضراء فليس أمامهن سوى الرحيل، وسعيدة الحظ من شجعت زوجها على شراء دار من عقارات الدولة، فضمنت الاقامة الدائمة في كل الاحوال والظروف، مهما تغيرت الوجوه وتبدلت المواقع.
المنطقة الخضراء وسكانها، لغز من الصعب على معظم العراقيين حله، وما نشر في الصحافة الغربية عن المنطقة تناول جانبا محددا منها، واقتصر على الصحافة الورقية، لضرورات أمنية، والمنطقة مازالت تحتفظ بتمثال مؤسس حزب البعث وقبره، ومقر القيادتين القطرية والقومية مقابل السفارة الأميركية، وقصر السجود وبجواره قصر العابد الذي كان مخصصا لنجل صدام حسين الأكبر عدي، وعلى نهر دجلة يقع منزل الرئيس الاسبق احمد حسن البكر، فضلا عن مواقع اخرى تحولت مقار مؤسسات رسمية ، اما المنازل في حي التشريع القريبة من القصر الجمهوري ، فتعود ملكيتها الى عقارات الدولة بعد تعويض مالكيها بمبالغ مالية ضخمة بعضهم تركها وسكن في حي الجامعة بجانب الكرخ ، والاخرون حصلوا على موافقات رسمية وقتذاك ، فظلوا مقيمين في منازلهم على الرغم من تسلمهم التعويض ، واغلبهم تركوا بيوتهم لتشغلها سيدات المنطقة الخضراء .
سيدات المنطقة الخضراء
[post-views]
نشر في: 18 أغسطس, 2014: 09:01 م