هل تختفي الرواية المطبوعة؟ سؤال اصبح يدور في الأوساط الأجنبية، بعد سيطرة الانترنيت على اهتمام المتابعين للبرامج المختلفة الثقافية والسياسية والعلمية والرياضية .. الخهذا ما يقوله الكاتب والمؤلف الانكليزي تيم باركز، من ان التكنولوجيا بدأت تجتذب الناس،

هل تختفي الرواية المطبوعة؟ سؤال اصبح يدور في الأوساط الأجنبية، بعد سيطرة الانترنيت على اهتمام المتابعين للبرامج المختلفة الثقافية والسياسية والعلمية والرياضية .. الخ
هذا ما يقوله الكاتب والمؤلف الانكليزي تيم باركز، من ان التكنولوجيا بدأت تجتذب الناس، وابعدتهم عن الكتاب وعلى الأخص الروايات، والتي لايجد القراء وقتاً لها، وخاصة الروايات الطويلة، وعلى سبيل المثال روايات ديكينز و فوكنر، لأن القارئ الجديد يجد أمامه مجالات عديدة للاطلاع على ما يستجد في العالم، الأمر الذي يسيطر على أوقات فراغه بدلاً من قراءة الروايات الأدبية الجادة.
و أكد على هذا الرأي، الروائي الانكليزي تيم بارك ويؤيده ايضا الروائي ويل ستيف، الذي اعلن (ان الرواية عمل فني قصصي، منذ القرون الوسطى حتى يومنا هذا، الذي نشهد موته أمام أعيننا، ومع ذلك فأن المثقفين المعاصرين لاتكف مقاومتهم للصعوبات التي تواجههم).
ويقول بارك: عندما نقرأ، هناك أمور عديدة تشغلنا وتدفعنا الى التوقف فترة عن القراءة، ثم العودة اليها، وهذا الأمر يتقاطع مع الانسجام مجدداً مع العمل الروائي، اذ كان الدماغ منشغلاً بأمور عدة، دون التفرغ تماماً للكتابة، أو القراءة، خاصة ان كان العمل الأدبي طويلاً ومعقداً.
ويضيف: ان الرواية الحديثة تختلف عن سابقاتها في أسلوبها، وهي قد تدفع القارئ الى العودة اليها بعد توقف، وكان الكاتب الأميركي فيليب روث يعتقد (ان الكتاب لايقدر على منافسة الشاشة) علماً ان روث متهم باتباع أسلوب معقد، وينهي بارك حديثه ( ان الرواية الحديثة المكتوبة باسلوب جميل ورائع وغير سهل، تميل اليوم الى الفصول القصيرة، مع وقفات اكثر، تسمح بالتوقف عنها بعض الوقت)، ويضيف (اما الرواية الأوسع والأكثر رواجاً، أو الرواية التي تعتمد على الشمولية والاتساع، فتكون اسهل في القراءة، أو العودة اليها بعد التوقف).وقد تصدى عدد من الكتاب لآراء بارك على تويتر، مقدمين امثله عديدة لنجاح الرواية الحديثة وجوائز البوكر والبوليتزر التي تنالها، ويقول آخرون (ان الكتاب باستمرار يحافظون على الانترنيت مفتوحاً باستمرار، وأشار احدهم وهو فرانك كيرمود، معلقا في عام 1960، ان مصير الرواية، كنوع ادبي، سينتهي بالموت).
اما الناشر ساك جورديسون، فيعلق قائلاً: (الكثيرون يكتبون روايات طويلة ومعقدة، وكثيرون يكتبون جملاً طويلة متقنة، وكثيرون غيرهم لايفعلون كذلك، اذ ان هناك كتّابا تقدموا يكتبون بأساليب قديمة، أو يتنبأون بزوال الرواية)، ويتحدث الروائي، جون بانفيل (ان الاسلوب الروائي القديم انتهى، وان التلفزيون يقدم اليوم اعمالاً تشبه روايات العصر الفكتوري، وانا بصراحة، لا افتقد روايات فوكنر)، ويتنبأ بانفيل، سيكون هناك دائماً فن، ويبدو ان غالبية الناس في هذه الايام، لاتريده – اذ ان اهتمامهم يتوجه نحو الرياضة والطبيعة والاطفال.
 عن: الاوبزرفر