عماد علو كما ترتبت نتيجة هذا القتال الشرس خسائر فادحة وأخطرها ما يضر بالاقتصاد اليمني فضلاً عن الخسائر البشرية والمادية من تدمير للطرق وهدم للمباني.. الخ.. وكل هذه الخسائر يتحملها المواطن العادي نزوحا من مناطق القتال أو معاناة من البطالة وارتفاع الأسعار.
وقد تناولت وسائل الإعلام صور أشلاء القتلى ونزيف الجرحى وآلام المشردين في الجبال.. وتعتبر المواجهات الحالية هي السادسة بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين.. وقد تعددت أسباب هذه المواجهات ومن أخطرها محاولة الحوثيين الانفصال عن الحكومة المركزية في صنعاء وإقامة إمارة إسلامية على المذهب الزيدي . والسؤال الذي قد يخطر في ذهن القارئ الكريم هو من هم الحوثيون؟ .. ظهور حركة الحوثيين وهي حركة أسسها بدر الدين الحوثي الذي كان ينتمي للمذهب الزيدى، وقد سافر إلى إيران للدراسة في الحوزة الدينية في مدينة قم حيث أقام فيها لمدة ثلاث سنوات.. ثم عاد إلى صنعاء بموجب عفو من الرئيس علي عبد الله صالح على أن يمارس شعائره حسب المذهب الزيدى الذي ينتمي إليه 40٪ من سكان اليمن .. ثم تحول إلى المذهب الجعفري الاثني عشري ، وكان لبدر الدين الحوثي ثلاثة أبناء هم (حسين الحوثي) وقد قتل في الحرب الأولى بين الحوثيين والقوات اليمنية عام 2004 و(يحيى الحوثي) الذي كان عضوا بمجلس النواب اليمني.. وهو الآن لاجئ سياسي في ألمانيا، والناطق الرسمي باسم الحركة في أوروبا.. ثم (عبد الملك الحوثي) الذي يقود قوات الحوثيين المشتبكة مع القوات الحكومية حتى الآن .. قام بدر الدين الحوثي بعد عودته من إيران بنشر أفكاره في محافظة صعده مدعيا" أن له الحق في الحكم والسلطة باعتباره من نسل آل البيت (عليهم السلام). وبعد إعلان التعددية السياسية فى اليمن عام 1990 أنشئ العديد من المراكز الدينية في مختلف المحافظات اليمنية .. ومنها (منتدى الشباب المؤمن) في محافظة صعده بإشراف عدد من علماء المذهب الزيدي، وترأسه الشيخ (محمد يحيى سالم عزام) ، وكان المنتدى مركزا دينيا وثقافيا ليس له أي علاقة بالعمل العسكري أو حتى السياسي حسب بيان تأسيسه الذي نص على أن المنتدى يهدف إلى بناء الشباب دينياً وروحياً .. وقد انضم الحوثيون إلى منتدى الشباب المؤمن في صعده ، ثم ما لبثوا أن سيطروا عليه وتمكن زعيمهم ( بدر الدين الحوثي) من إقصاء الشيخ محمد يحيى من الإشراف على المنتدى، بعدها بدأ الحوثيون بتشكيل قيادة جديدة له بدلاً من المؤسسين الحقيقيين له . المواجهة المسلّحة بعد أن استولى الحوثيون بزعامة بدر الدين الحوثي على ( منتدى الشباب المؤمن ) في صعده بدأوا بنشر أفكارهم بين أهالي وشباب صعده والمناطق المجاورة لها معلنين ومروجين لاتجاههم السياسي الذي لقي صدى واسعا" في أوساط الشباب حتى بدأوا في تنظيم تظاهرات معادية للدولة ورددوا شعارات تندد بأمريكا وإسرائيل .. ولم يكتف الحوثيون بذلك بل رفعوا السلاح ضد الدولة ، وهو ما بدأ يحدث منذ عام 2004 حين اندلعت الحرب الأولى بين القوات الحكومية اليمنية و الحوثيين بقيادة( حسين بدر الدين الحوثي) الذي قتل فى جبال مراج .. وبعد هدنة قصيرة توترت الأمور مرة أخرى بين الحكومة والحركة لتندلع الحرب الثانية التي قادها (بدر الدين الحوثي) نفسه وانتهت بوساطة قطرية سرعان ما انهارت ، وفي الحرب الثالثة تدخلت قطر بالوساطة وتمت المصالحة ، ولكن لم يكتب لها النجاح ، وهكذا استمر الحال في الحربين الرابعة والخامسة ، حيث كان للدعم الدولي والإقليمي للحوثيين بالمال والسلاح والتدريب أثره البالغ في قدرتهم على مقارعة القوات الحكومية اليمنية كل هذه المدة . والمراقب لمجريات الحرب السادسة التي تدور رحاها اليوم ، يجد أن قوات الحوثيين كانت تقاتل ليس بأسلوب حرب العصابات وإنما بأسلوب حرب الجبهات ، وهو أسلوب قتال الجيوش النظامية . فقد أظهرت التقارير الواردة من جبهات القتال من كلا الطرفين استخدام الحوثيين المتاريس والخنادق والمعسكرات الثابتة التي ترسم وتحدد ملامح جبهات القتال وهو مؤشر على القدرات القتالية الكبيرة التي وصل إليها الحوثيون في إعدادهم قواتهم القتالية الأمر الذي مكنهم من إيقاع خسائر فادحة بالجيش اليمني النظامي وكذلك بالقوة الجوية اليمنية التي اسقطوا لها عدة طائرات مقاتلة وسمتيه .
حركة الحوثيّين.. البدايات والتداعيات
نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 04:42 م