تجددت المعارك في طرابلس بعد ساعات من إعلان مبعوث الأمم المتحدة عزمه زيارة ليبيا مطلع الأسبوع المقبل في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار. وتدور معظم المعارك حول مطار طرابلس الدولي، إلا أن المعارك المنفصلة زادت وتيرتها في مدينة بنغازي شرق البلاد من تعقيد
تجددت المعارك في طرابلس بعد ساعات من إعلان مبعوث الأمم المتحدة عزمه زيارة ليبيا مطلع الأسبوع المقبل في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار. وتدور معظم المعارك حول مطار طرابلس الدولي، إلا أن المعارك المنفصلة زادت وتيرتها في مدينة بنغازي شرق البلاد من تعقيد الوضع الأمني في ليبيا. من جهتها نددت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بموجة العنف الجديدة، معبرة في الوقت ذاته عن قلقها الشديد جراء التدهور الأمني الخطير، على حد وصفها. وعلى الرغم من المعارك، فإن مسؤولاً نفطياً ليبياً أكد تحميل ناقلة نفطية من ميناء السدرة الرئيسي. وفي تطور جديد نجحت قوات من الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في إحراز تقدم في بنغازي بشرق البلاد، في وقت استمرت المناوشات في العاصمة طرابلس. وقالت مصادر محلية لـ"سكاي نيوز عربية"، الأربعاء، إن الجيش الوطني أحرز تقدما في منطقة بوعطني ببنغازي، بعد يومين من المعارك مع مسلحي جماعة أنصار الشريعة.
وكانت مجموعات مرتبطة بتيارات إسلامية قد هاجمت منذ أسابيع عدة مواقع للقوات الحكومية، في محاولة للسيطرة على بنغازي وطرد الجيش والشرطة من المدينة. وعلى أثر ذلك، أقدمت قوات خاصة وقوات من الجيش الوطني بقيادة حفتر، الذي كان قد أطلق حملة ضد الميليشيات الإسلامية، على خوض معارك في محيط بنغازي.
وبالتزامن مع معارك بنغازي، شهدت معظم المناطق في طرابلس هدوءا حذرا مع اندلاع مناوشات في المطار الدولي، الذي تحاول فصائل متناحرة منذ أشهر السيطرة عليه.
وكانت ميليشيا ليبية أطلقت، الثلاثاء، صواريخ غراد على منطقتي الاندلس وقرقارش، لتقترب المعارك بين الميليشيات من قلب العاصمة التي تعاني انقطاعات الكهرباء ونقص الوقود.
من جانب اخر أغلقت السلطات الليبية، الثلاثاء، محطتي تلفزيون تابعتين للدولة عبر الطلب من إدارة النايل سات وقف البث، إثر سيطرة جماعات متطرفة عليهما خلال الاشتباكات في طرابلس، بحسب ما أفاد مسؤول حكومي.
وقال المسؤول رافضا ذكر اسمه، إن "السلطات أغلقت التلفزيون الرسمي "ليبيا الوطنية" الذي تديره الحكومة المؤقتة، وقناة "ليبيا الرسمية" التابعة للبرلمان". وأضاف أن رئيسي البرلمان والحكومة وقعا طلبا رفع إلى إدارة القمر الاصطناعي النايل سات بسبب انحياز المحطتين إلى جماعات متطرفة محسوبة على مدينة مصراتة وحلفائها. وأوضح أن "إدارة القمر المصري النايل سات استجابت لطلب السلطات الليبية بغلقها المحطتين بعد طلب تقدمت به بهذا الخصوص". وعزا المصدر قرار إغلاق المحطتين إلى "تغير نهجهما وتحريضهما على اقتتال الليبيين، وابتعادهما عن الخط الوطني".
وكان طارق الهوني تقدم مطلع الشهر الجاري باستقالته من منصبه كمدير لقناة "ليبيا الوطنية"، مبينا أن الاستقالة تأتي بعد "سيطرة جماعات متطرفة على القناة ومنعها من ممارسة دورها بشكل حيادي".
لكن ناظم الطياري، رئيس مجلس إدارة قناة "ليبيا الرسمية"، قال الثلاثاء، إن "قرار إغلاق القناة محاولة يائسة من مجلس النواب لقمع صوت الثورة وثوار السابع عشر من فبراير".
وتوعد الطياري بالاتصال بـ"جميع المنظمات الدولية المعنية بحرية التعبير والإعلام، لاستنكار هذا الفعل والعمل على تصحيحه".
يذكر أن محطتي التلفزيون شهدتا تغييرا ملحوظا في توجهاتهما، حيث أظهرتا خلال الأسابيع الماضية تأييدا صريحا لعملية "فجر ليبيا" بقيادة ثوار سابقين في مدن غرب ليبيا إلى جانب جماعت متطرفة في مصراتة ضد الجيش الوطني الليبي.