TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > ذكريات عن الغناء القديم ومطربات بغداد

ذكريات عن الغناء القديم ومطربات بغداد

نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 05:05 م

كمال لطيف سالم سليمة مراد، زهور حسين، صديقة الملايا، منيرة الهوزوز اسماء سمعنا بها كثيرا من خلال الاغاني والالحان التي تبث بين الحين والآخر لكن ما الذي بقى منهن؟ اسماء حسب.. اغان نستعيدها في أوقات نختارها أو في المناسبات.
ان جيلا جديدا ولد، بل اجيالا، وهي لا تعرف عنهن اي شيء. حتى اولئك الذين يتذكرون لا يعرفون عنهن شيئا. لقداختفين بطرائق متعددة وغريبة دون ان يحدث رحيلهن دويا او بريقا كما يحدث عادة لبعض الفنانين الراحلين فيما مضى فصديقة الملاية انتهت في غرفة ضيقة وحيدة مستوحشة تجتر ذكريات ايامها الخوالي، ومنيرة الهوزوز سقطت في احضان الفقر فتحولت الى شحاذة ثم ماتت ميتة مجهولة، وغيرهن المطربات اللآئي تركن مكاتب من الاشرطة والاسطوانات لو ازحنا الغبار عنها لاكتشفنا تأريخا عريضا من الغناء والطرب الذي لا يزال بعض مطربيبنا ومطرباتنا يغرفون منه. فها هي المطربة انوار عبد الوهاب تعيد بصوتها البغدادي اغاني سليمة مراد "من همي نحل جسمي" و" يا ساعة اشوف اهواي" وغيرها من الاغاني التي تمثل فولكلورنا وتراثنا الموسيقي. ان ما اثار هذا الموضوع في نفسي هو سعة التكريم الذي حظي به فنانو الرعيل الاول والتي اعادت الاعتبار الى الاسماء التي ساهمت في ارساء قاعدة الفن والغناء العراقي والعرب.. مسرح المقهى: قبل ان نبدأ الحديث عن مطرباتنا لابد لنا ان نعرج قليلا على خطط الملاهي في بغداد نظرا للدور الذي لعبته في ظهور العديد من الاصوات والاصوات النسائية بوجه خاص، ولاشك ان الملاهي لعبت الدور نفسه الذي لعبته المسارح في القاهرة في تقديم الرقصات والوصلات الغنائية. فقبل اعلان الدستور العثماني (1908) وانفتاح الحياة الاجتماعية بعض الشيء كانت المسارح تشيد في المقاهي نظرا لارتياد الجمهور هذه الاماكن طلبا للترفيه ويعتبر مقهى "سبع" في الميدان من اول المقاهي التي شيد اصحابها فوق سطحها الصيفي مسرحا قدمت عليه بعض العروض الفنية، وقد ارتأت بلدية بغداد ـ بعد زمن طويل ـ تشييد مسرح للرقص والغناء ترفيها عن السكان فاقامته في موقع غربي بغداد. وقد باشرت العمل فيه لاول مرة المغنيتان "بديعة لاطي" واختها "خاتم لاطي" واستمر العمل فيه بضعة اشهر حتى أعلنت الحرب العالمية سنة 1941 فانقرض هذا الملهى. ان اعلان الدستور العثماني كان فاتحة تدفق سيل المغنيات والراقصات فتوسعت دائرة المقاهي والملاهي فشيد مقهى "حسن صفو" "الشط" الكائن في محلة المصبغة، وفي عام 1916 أسس ملهى "مقهى الشط"، ولما كثرت رغبة اصحاب المقاهي بالملاهي شيد صاحب مقهى "طويعة" مسرحا في مقهاه حيث عملت فيه الفنانة "السن التركية" و "ماريكه دمتري" والدة المطربة "عفيفة اسكندر". وفي بدء احتلال بغداد انشيء ملهى بأسم "ماجستيك" وآخر بأسم (الهلال) وملهى آخر في سوق الشورجة. بعد ذلك تعاقبت اشكال واسماء الملاهي حتى اصبحت سمة بارزة ومتميزة في بعض مناطق بغداد ومع علمنا ان فن الملاهي هذا كان رخيصا بشكل عام، الا انه آنذاك كانت الامكانية الوحيدة لتطور واعادة انتاج الاغاني والالحان الشائعة بشكل منظم وفردي، اضافة الى انه من خلاله ظهرت العديد من الاصوات الغنائية التي حازت الشعبية والاهتمام. اسماء وتواريخ: سليمة مراد، كانت تلقب بسليمة باشا الى ان الغت الحكومة العراقية الالقاب العثمانية، فصارت تدعى سليمة مراد، وتعتبر هذه المطربة من المغنيات المقتدرات في ادائها وصوتها ذي النبرة البغدادية المحببة، حيث انها اتقنت الغناء والطرب منذ طفولتها فغنت وانشدت وكان لغنائها اثر في النفوس، وقد تميزت عن سواها بالاناقة، وقد دفعها حبها للازياء والملابس للسفر الى باريس، وقد سافرت فعلا عام 1934، ومن ناحية اخرى، كانت سليمة مراد مصدر الهام للعديد من الصحفيين والشعراء المعروفين آنذاك. وتركت سليمة مراد العديد من الاغاني والتسجيلات المهمة التي تدل على موهبتها الغنائية المتميزة، واهم اغانيها (مكدر اكولن آه وتذكر ايامي) و (كلبك صخر جلمود) و (وين المروه) و (هوه البلاني) و (من همي نحل جسمي) وهي اغاني مازالت تعيش بيننا ويعيد اداءها المطربون الاحياء. منيرة الهوزوز: عرفت منيرة برقة صوتها وعذوبته، وقد عاصرت منيرة المطربة سليمة مراد وان كانت سليمة سابقة لها في الغناء وقد حملت الاثنتان الغناء والطرب في زمن لم يكن لهن من منافس، وقد ملأتا العراق غناء شعبيا اطرب النفوس، وتعتبر منيرة اول من غنت الاغنية الشعبية "الهوزوز" حتى شاعت هذه الاغنية فصارت على كل لسان وبدأ الناس يدعونها بـ " منيرة الهوزوز" بدلا من منيرة عبد الرحمن، وقد اثرت هذه المطربة كمثيلاتها بالشعراء وقد خصها الشاعر الكبير معروف الرصافي بقصيدة قال فيها:ـ هل سمعتهم منيرة قد افاضت ببديع الغناء في كل فن خلق الله صوتها العذب كيما يعرف الناس كيف حسن التغي وقد انتهت هذه المطربة تعيسة مضتها فقيرة فقرا مدقعا اضافة الى الخيبة واليأس ومن اشهر اغانيها ـ (يعيني الهوزوز) و (طول الدهر يهواي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram