اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بين المطرقة والسندان

بين المطرقة والسندان

نشر في: 22 أغسطس, 2014: 09:01 م

هل سمع أحدكم أنين المدن ..أنين الحجارة والأرض والأشجار ؟ في بلدنا ما عاد الإنسان يئن من الوجع اليومي فقط بل صارت المدن تصدر انينا منذ ان صارت تستهدف كمدن ...طال انين مدن الفلوجة والكرمة وقرى حزام بغداد في المناطق الغربية حين غادرها سكانها ونزحوا الى مختلف مناطق العراق من شماله الى جنوبه ليتقوا شر القتال الدائر فوقهم بين مسلحين وفدوا الى مناطقهم لتنفيذ اهداف خارجية وساعدهم بعض من كان يعتقد انهم سيكونوا له عونا في القضاء على تهميش الحكومة ومعاملتها لهم بطائفية واضحة، وبين الجيش العراقي الذي دفعته الحكومة دون تخطيط او توعية حقيقية بما يجري، فالجميع اصبح في نظره ( داعش ) بما فيهم السكان المسالمين الذين نجح بعضهم في النزوح الى أماكن أخرى في أسوأ حملة تهجير عراقية، بينما اصبح البعض الاخر ضحية القصف العشوائي والبراميل المتفجرة وعملية استهداف المدن ومازالت مستشفيات تلك المدن تستقبل يوميا ضحايا القصف والبراميل المتفجرة من النساء والأطفال والعوائل المسالمة لتواصل مدنهم انينها.
مدينة الموصل بدورها طاول انينها السماء حين اصبح سكانها تحت رحمة ( داعش ) بين ليلة وضحاها فنزح منهم من تمكن من ذلك وفقدت المدينة الجميلة الشهيرة بتنوع طوائفها واديانها وقومياتها، أمانها وتوحد اهلها فامتلأت بهم محافظات العراق لكن مدينتهم واصلت الانين حين اصبح المسيحيون فيها طعما لمفاهيم لا تمت للإسلام والمسلمين بصلة واصبح الإيزيديون سلعة رائجة في سوق المتاجرة بالبشر واصبح اهل تلعفر هدفا للتطهير المذهبي ..
اما مدينة آمرلي فقد طبقت بأنينها الآفاق حين استغاث اهلها بالحكومة لتنقذهم من حصار تجاوز الشهرين فلم يجدوا عونا منها ولم تصلهم حتى مساعداتها الانسانية التي تبجح بها الاعلام الحكومي بينما كشف سكان آمرلي ممن نجحوا في مغاردتها وحتى الذين مازالوا صامدين فيها عن كذب وادعاء حكومي رافق حصارهم فهم يواصلون الصمود تحت ظروف رهيبة فلا ماء لديهم الا ماء الآبار ولا طعام او أدوية كافية لدرجة ان القصف لم يعد السبب المميت الوحيد فيها بل نقص الدواء والعناية الطبية ما اودى بحياة العديد من الاطفال والمرضى والحوامل ..
جميع هذه المدن تطالب حاليا بالسلام والعيش الامين وتتبرأ من كل من يتخذ منها ساحة لذبح الابرياء ولا تريد ان تدفع ثمن اجندات خارجية او تصفيات داخلية طائفية او عرقية او قومية ..سكانها يتساءلون بحسرة : متى نعيش بسلام ..والمدن التي تواصل الانين بدأت تصرخ : لماذا نحاسب على جرائم يقترفها الوافدون ..
جميع سكان تلك المناطق يعيشون بين سندان ( داعش ) ومطرقة ( سياسات الحكومة ) التي تعجز عن مساعدتهم مساعدة حقيقية فتمعن في قصف مدنهم وتدميرها أملا في القضاء على داعش ...لعلها معادلة خاسرة تلك التي تفترض القضاء على العدو الخارجي فيصبح الضحية فيها أهل البلد ويكون النزوح المخجل من المدن ( الضحايا ) هو الحل فقط بينما تواصل تلك المدن انينها بين المطرقة والسندان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram