TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المطالب مصايب

المطالب مصايب

نشر في: 22 أغسطس, 2014: 09:01 م

مع بدء الاتصالات و اللقاءات وتشكيل لجان  التفاوض للدخول في مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة ،  احتفظت جميع الأطراف بمطالبها وبارتفاعات متبانية فهناك من جعلها بمستوى منارة  جامع سوق  الغزل ،  لغاية في نفسه ، تؤكد تمسكه بالدين والورع  لتحقيق المصالح الوطنية ، وسقف مطالب اخرى تجاوز عمارة البنك المركزي في اشارة الى توجهه نحو احداث نهضة اقتصادية ،  سقوف المطالب لا تخضع لحجم المقاعد في مجلس النواب ، ولا تحكمها قاعدة ثابتة ، لا دستورية ولا مرجعية دينية ، ولا قانونية ، والقضية تخضع للتوافقات بمعنى ادق الصفقات ، وتبادل المصالح والمنفعة واصرار الاطراف على مطالبها، يعني الحاجة الى سقف زمني  بقدر ارتفاع قمة جبال هملايا لتشكيل الحكومة الجديدة .
المطالب  كما يدعي اصحابها مشروعة ودستورية،  وتعبر عن المصالح الوطنية ، والمشكلة في العراق تتعلق بغياب مفهوم موحد لتلك المطالب، فهي تخضع لتأويلات وتفسيرات تنطلق في اغلب الاحيان من نظرة  طائفية ومذهبية ، وحتى داخل الائتلاف او التحالف  الواحد تكون ذات صبغة  كتلوية ، بحساب النقاط ، والحجم البرلماني واضيف اليه مؤخرا الاستحقاق الوطني اي ضمان تمثيل المكونات في حكومة العبادي المقبلة .
رئيس الوزراء المكلف  دعا الكتل النيابية لتقديم مرشحين  تكنوقراط  للكابينة الوزارية ،  واعلن  تقليص عدد الوزارات لتكون الحكومة رشيقة جذابة تسر الناظرين ، وعلى الرغم من التصريحات المعلنة  المؤيدة لرغبة العبادي ، الا ان واقع الحال ، وما يدور خلف الكواليس والغرف المغلقة يشير الى  تسابق محموم للظفر بهذه الوزارة وتلك ، ويبدو ان جميع  الكتل النيابية بلا استثناء ستدخل الى مفاوضات  تشكيل الحكومة بهيئة الرجل المحارب لخوض معركة الحصول على المناصب والمواقع ، وهم على معرفة تامة بان" دولة الخلافة " تهدد الجميع ، ولا يوجد متسع من الوقت لخوض مفاوضات ماراثونية طويلة ، والعراق يعيش اسوأ اوضاعه الامنية ومستقبله مجهول، ومن يراهن على جعل  مطالبه بمستوى ارتفاع منارة سوق الغزل ، وبناية البنك المركزي  وقمة اعلى جبل  سيكون سببا مباشرا في فشل  الانتقال الى مرحلة جديدة باركها قادة سياسيون ،  ودعوا الى تضافر الجهود لتصحيح اخطاء السنوات الماضية ، وفي مقدمتها تحسين الاوضاع الامنية ، والغاء كل مظاهر "الانحطاط " في الواقع العراقي ، على حد تعبير الاعلامي والشاعر علي عبد الامير عجام .
من التمسك  بسقف المطالب يبرز اكثر من علامة استفهام ،  عن جدية الكتل النيابية في انجاز المهمة في اقرب وقت وخلال المدة الدستورية الممنوحة للعبادي لتشكيل الحكومة ،وفي اجواء  غياب الثقة ، يوجد من يتقصد  التأخير ، ووضع العراقيل والعقبات ، لطرح  مشرح آخر ، ولاسيما ان  الحديث عن  المؤامرات اصبح سمة بارزة في "انحطاط المشهد العراقي" و ليس من  المستبعد اطلاقا ان تصدر تصريحات تتهم رئيس كتلة نيابية  ببيع وزارته، الى من يدفع اكثر  بالعملة الصعبة ، لإثبات صحة نظرية "أحميَد يا مصايب الله "

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram