TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > للمستكثرين عليّ تفاؤلي

للمستكثرين عليّ تفاؤلي

نشر في: 22 أغسطس, 2014: 09:01 م

ربما قرأتم في أكثر من رد استكثار البعض عليّ تفاؤلي في هذه الأيام.أظنني قلتها مرة ان "التفاؤل" حق شخصي. والأمر ينطبق على التشاؤم بطبيعة الحال. لذا يقال إن فلانا ذو شخصية متفائلة والآخر ذو شخصية متشائمة. عموما لم اسمع مرة ان هناك من حوكم بتهمة التفاؤل.
التفاؤل عند العراقي صار بحجم مطامحه التي حكى عنها الجواهري. انه ليس كبيرا كما تظنون. باختصار: اني متفائل لمجرد أن نفسي عادت كما كانت في زمان صدام تتوقع في كل يوم خبرا مفرحا. هكذا هو طبعها حين يسقط طاغية.
نهاية الطاغية، أي طاغية، تجلب معها أملا. حتى الطبيعة يتغير أداؤها نحو الأفضل حين يرحل الظالم. في زمن صدام جفت الأهوار وتصحرت الأرض. حتى دجلة والفرات انكمشا على نفسيهما وكأنهما ساقيتان ضيقتان. بعد السقوط عبرنا جسر المسيب في طريقنا صوب كربلاء لزيارة قبر والدي. كان ماء الفرات مرتفعا حتى كاد ان يلامس الجسر. اخبرني السائق ان النهر كان شبه متيبس قبل السقوط لكنه فاض خيرا بعد السقوط بأيام. ردت أمي: سبحان الله.
وعندما عادت أيام الطغيان حزنت الطبيعة مرة أخرى فصارت تذرف الدمع عواصف من تراب. ضاقت روح دجلة والفرات من جديد. حتى المطر صار نقمة تلبد وراء صخرة "عبعوبية" لتخنق بغداد بغرق أسود. ومن صخرته إلى "جدمة" داعش الأشد سوادا.
كانت ليلة الجمعة، تلك التي أنهت فيلم "الولايات الطويلة"، مضيئة. كأن الفجر قرر البزوغ قبل ساعات من وقته المعتاد. مثل وردة عباد شمس استدارت عيناي صوب نافذة لم تكن موجودة هناك. هبت نسمات التفاؤل. نعم إنها ما زالت خفيفة لكنها حيّة.  ومع كل نسمة اترقب خبرا مفرحا آخر:
الدواعش ترتبك. تتهستر. تتراجع.  وأنا من بعد "أدك الشوف" للعراق: أحبك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سعد الصباغ

    د هاشم العزيز ، كلنا لا نريد أن نكون متشائمين و لكن كيف نتفاؤل مع المليشيات السوداء التي تملأ البلد ، هل شاهدت ما عملوا بالامس في ديالى بالله عليك هل يختلف ما تفعله داعش الشيعية عن تلك السنية ، كلنا نحلم بالتفاؤل و لكن كيف ؟

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram