TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > جلسة هادئة مع: جعفر الخليلي

جلسة هادئة مع: جعفر الخليلي

نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 05:14 م

وهل بين عشاق الادب والقصة في هذا البلد من لايعرف الاستاذ جعفر الخليلي؟ فهو من اهم رواد القصة العراقية ومن الصحفيين البارزين الذين خدموا الادب العراقي وتبنوا القصة العراقية ورافقوها منذ ان كانت تحبو على يديها قبل اكثـر من ثلاثين سنة الى ان استقامت او كادت تستقيم في الوقت الحاضر. ذهبت لمقابلته في مكتبه بـ(دار التعارف للنشر والاعلان والدعاية) فاستقبلني ببساطة ولطف،
وجرى بيننا حديث طويل كان يمزجه بين آن وآخر ببعض الملح والنوادر التي عرف بها بين صحبه واصدقائه حتى اخرج موضوع الادب والقصة من جفافه ويبسه الى موضوع طري طريف. وبدأت الحديث مهنئا الاستاذ الخليلي على النجاح الذي احرزته دار التعارف في الدعاية والاعلان، بفضل ذكائه ونشاطه، وقلت له. -ان الصبغة الادبية تطغى على اعلانات دار التعارف فعلق على ذلك يقول: -ولم لا.. ان الاعلان جزء من العمل الادبي، وكان من مهمات الدار المشاركة في طبع الكتب الادبية ونشر الاثار الثقافية وطرحت عليه السؤال الاول. *لماذا انصرفت عن الادب واتجهت الى التجارة؟. -فالتفت اليّ بكل جسمه محاولا ان يكتم زفرة عالية بابتسامة خفيفة، وقال: -يجب ان يكيف الانسان نفسه للحياة، مادامت الحياة لاتكيف نفسها له. وحاول ان يقول شيئا غير هذا، لولا انه لم يشأ الاعتراف بالهزيمة التي مني بها الادب في العراق، ولولا ما عرف عنه من اباء ونفس عزيزة تأبى الشكوى، لقد حاول ان يقول ان الادب لايمكن ان يكون مصدرا للرزق في هذا البلد، ولكنه لم يقل ذلك على اية حال. وبادرت الى تحويل مجرى الحديث الى موضوع اخر فسألته. *هل في نيتك اصدار مجلة ادبية كالهاتف. -فتوقف هنيهة مفكرا ثم قال. -كانت هناك محاولة لاعادة الهاتف كجريدة سياسية ادبية، ولكن المحاولة لم تتم. *وعلى ذكر مجلة الهاتف ما رأيك في الصحافة العراقية؟. وكنت في توجيه هذا السؤال قد وقعت على الخبير فعلا، وقد افاض في الجواب معددا الخطوات التي اجتازتها الصحافة العراقية مضامير الفن الصحفي وتقدم الاخراج، ولكنه اضاف الى ذلك قوله: -بالرغم من تقدم الصحافة العراقية، فاني اعتقد ان شيئا واحدا ينقصها هو ادب الريبورتاج الذي لايحسنه الا نخبة من الصحفيين الماهرين.ثم اثنى على جريدة الشعب وعناية محرريها بالريبورتاجات الادبية والاجتماعية والسياسية.. وعمم كلامه عن موضوع الريبورتاج ومكانته في صحافة العراق قائلا: -ان الكثير مما قرأته من هذه الريبورتاجات غير مستكمل لادواته الفنية، وطالما تخرج هذه الريبورتاجات وهي مشوبة بالنواقص. فقلت له: ان ادب الريبورتاج جديد على الصحافة العراقية ومن غير المعقول ان يستكمل الريبورتاج ادواته الفنية وهو بعد في مراحله الاولى كطفل لايزال يحبو في المهد. *متى اشتغلت بالصحافة وما اول صحيفة اصدرتها ومتى كان ذلك؟. وكانت طبيعة هذا السؤال تستدعي الافاضة والاسهاب لان تاريخا طويلا يكاد اكثره يكون وقفا على خدمة الصحافة.فكانت خلالة الجواب: -كان عهدي بالصحافة اول مرة يعود الى سنة 1921 اي عقيب الثورة العراقية، وقد كنت في ذلك الوقت مراسلا خاصا في النجف لجريدتي الاستقلال والعراق، وكانت جريدة الاستقلال بالخصوص ممنوعة من قبل السلطات الانكليزية، فكنت اضطر لذلك ان اتلقى اعدادها سرا واوزعها على الناس سرا. واول صحيفة اصدرتها هي مجلة الحيرة بالاشتراك مع الاستاذ الشيخ عبدالمولى الطريحي، وكان ذلك سنة 1926 ثم اصدرت بمفردي (الفجر الصادق) سنة 1929 ثم (الراعي) سنة 1934 حيث عطلتها الحكومة بعد سنة فاصدرت مكانها (الهاتف) سنة 1935، وبقيت الهاتف تصدر مدة عشرين سنة دون انقطاع وبمواعيد مضبوطة جدا، حتى في ايام الحرب العالمية الثانية حيث بلغ سعر بند الورق في السوق السوداء (11) دينارا، وهكذا ظلت الهاتف تتخطى الاعوام واحدا واحدا الى ان صدر مرسوم المطبوعات فعطلت الهاتف كما عطلت جميع الصحف العراقية. وعدت به الى حديث الادب والقصة فسألته. *هل لديك مشروع قصصي جديد؟ -عندي الجزء الثاني من كتاب (تاريخ القصة العراقية) وكنت قد قدمته الى الطبع، وخرجت بعض ملازمه، لولا المشاغل والمهام التي اضطرتني الى وقف الطبع، واوقفت الطبع ريثما اتفرغ للكتاب مرة اخرى. *ماهي موضوعات الجزء الثاني من كتابك هذا؟. -تناولت في هذا الجزء رواد القصة العراقية الاوائل، وهم اربعة سليمان فيضي ومحمود احمد السيد وانور شاؤول وخلف شوقي الداوود وتحدثت عن عصرهم والبيئة التي كونت كل واحد منهم، وكيف ظهر اثر هذه البيئة في اثارهم القصصية، وسوف تتلوه اجزاء اخرى اكمل فيها البحث عن القصة والقصاصين في العراق. *متى عالجت القصة وما اول قصة نشرتها؟ -عالجت كتابة القصة وعمري لم يزد على 17 سنة، واول قصة نشرتها هي (التعساء) وكان ذلك سنة 1920، ولم تصدر حتى ذلك الحين اية قصة حديثة، عدا قصة لمحمود احمد السيد. *من هو في رأيك عميد القصة العربية؟ -توفيق الحكيم هو عميد القصة العربية بلا منازع.. واعجب كثيرا بالقصاصين نجيب محفوظ وسعيد عبده وعبدالسلام العجيلي، وانا اضع هؤلاء في الرعيل الاول من القصاصين العرب. *كيف تسجل القصة عندما تختمر حوادثها في ذهنك؟ -اذا اختمرت القصة في ذهني لم يبقَ بيني وبين اخراجها الاّ ساعة واحدة، وقد لاتختمر عندي فكرة القصة الا في مدة شهر، حيث لا اظفر بشيء، ومتى ظفرت بالفكرة اسرعت الى تسجيلها تلك الساعة، ما لم يقطع سلسلة افكاري شغل عا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram