TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > أوائل الأحزاب السياسية في الموصل

أوائل الأحزاب السياسية في الموصل

نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 05:15 م

rnفاخر الداغريتشكل الموصل إحدى ثلاث ولايات مهمة في العهد العثماني بعد بغداد والبصرة وقد امتدت هذه الأهمية الجغرافية على هذه المدينة بعد إعلان الحكم الملكي ونيل الاستقلال وغير اسم الولاية إلى لواء وفي العهد الجمهوري غيرت كلمة لواء إلى محافظة وظل مفهوم الولاية واللواء والمحافظة واحدا يعني اكبر تشكيل إداري بالصلاحيات المنوطة في شخص المتصرف rn
الذي غير إلى محافظ ولعل مفردة محافظ تكتسب مفهوما ومدلولا وطنيا يقترن بالحفظ والصون والأمانة وهي صفات سلوكية تربوية تسهم في إعداد الشخص منذ الطفولة في المدرسة الابتدائية ليكون مواطنا صالحا قبل ان تكون هذه المفردة عنوانا لمسؤولية إدارية رسمية فيما بعد . وعليه وبدوافع وطنية بحتة تشكل أول حزبين سياسيين في الموصل في عامي 1924و1925 هما : 1- حزب الاستقلال العراقي : تأسس في أيلول 1924 وكانت هيأته الإدارية قد تألفت من : اصف قاسم أغا , وسعيد ثابت , وإبراهيم عطار باشي والدكتور محمد محفوظ عبد الله الحاج علي الفاروقي وشريف الصابونجي .اصدر الحزب أول بيان له أكد فيه التنظيم هو الطريق الأقصر للاستقلال وان : (حزبكم هو الحزب الذي لايفتح أبوابه إلا للوطنيين الخلص ويدعو إلى الاستقلال التام) ثم دعا الحزب في بيانه إلى الوحدة العربية والإخوة العربية ومن منجزات هذا الحزب تهياة الرأي العام لاستقبال اللجنة الدولية التي وصلت الموصل في منتصف كانون الثاني 1925 حيث قاد الحزب تظاهرات وطنية حاشدة اشترك فيها أهالي الموصل بما فيهم طلاب المدارس وعقد اجتماعا موسعا في قاعة بلدية الموصل في 26/كانون الثاني/1925 وحضره وجوه واعيان الموصل وتم انتخاب هيأة مؤلفة من(15) عضوا سميت (جمعية الدفاع الوطني) هذا وتكونت جمعية الدفاع الوطني من (150) شخصا من المسلمين والمسيحيين بينهم علماء دين ووجهاء ومثقفون وانتخبت الجمعية هيئة إدارية لها من: احمد فخري رئيسا ؛وحبيب ألعبيدي نائبا للرئيس؛وارشد العمري سكرتيرا وثابت عبد النور وإبراهيم كمال أعضاء واشترك معهم من حزب الاستقلال العراقي: اصف قاسم أغا ومحمد صديق سليمان وجميل دلالي كأعضاء في الهيئة الإدارية للجمعية وأخذت الجمعية على عاتقها مهمة الاتصال باللجنة الدولية وقدمت تقريرا مفصلا عن قضية الموصل في 6شباط 1925 وعاد الهدوء الى الموصل وأصيب النشاط الحزبي بحجم من الخمول بعد مغادرة اللجنة الدولية الموصل . بعد هذا الهدوء او الخمول نشطت عوامل التهيئة للانتخابات البرلمانية وتصاعد حماس المعركة الانتخابية وفاز عن لواء الموصل :سعيد ثابت واصف قاسم أغا واحمد فخري عن حزب الاستقلال العراقي ومن جمعية الدفاع الوطني عضوان في مجلس الأعيان . وعند صدور قرار عصبة الأمم في 16 كانون الأول 1925 بإبقاء الموصل ضمن الدولة العراقية ابرق حزب الاستقلال العراقي وجمعية الدفاع الوطني الى عصبة الأمم شاكرين لها موقفها الايجابي تجاه قضية الموصل . وكان الثمن لهذا القرار عقد معاهدة جديدة مع بريطانيا قدمتها الوزارة السعدونية في كانون الثاني 1926 رفضها حزب الاستقلال وأيدها ممثلها في مجلس الأعيان السيد اصف قاسم أغا فقرر الحزب فصل السيد اصف قاسم أغا من عضويته وجرت انتخابات جديدة للحزب ,فاز بها إبراهيم عطار باشي رئيساً وعبد الله العمري نائباً للرئيس والدكتور جميل دلالي أميناً للسر وعبد العزيز حمو القدو كاتبا ومحمد توحلة محاسبا . وللموقف الرافض للمعاهدة أوقفت وزارة الداخلية صحيفة الحزب (العهد ) عن الصدور فاصدر الحزب بديلا عنها صحيفة ( فتى العراق ) . إن الحزب بدأ يفقد أعضاؤه بعد تأليف حزب التقدم برئاسة عبد المحسن السعدون وحزب الشعب برئاسة ياسين الهاشمي حيث انضم قسم من أعضائه إلى هذين الحزبين طمعا بالمناصب الحكومية وعضوية مجلس النواب الأمر الذي أدى إلى تجميد نشاط الحزب وإسدال الستار عليه .2- الحزب الوطني العراقي :انه لايختلف كثيراعن سابقه ,فهو متمسك بالوحدة العراقية والاستقلال التام وقد إنشيء الحزب بدعم من الملك فيصل الأول والحكومة في بغداد وكان ذلك في أواسط عام 1925 وتألفت هيئته الإدارية من : عبد الله سليمان رئيسا وعبد الله العمري نائبا للرئيس ومجيد العمري واحمد الجليلي واحمد ألشربتي ومجدي النائب والدكتور محمد محفوظ والدكتور أستار جيان وتوفيق النائب أعضاء وجاء في بيانه الأول إن الغاية من تأسيس الحزب هي:(إن نعيش سعداء في وطن سعيد ) وأقام الحزب حفل افتتاح له في حديقة البلدية يوم الخميس 21/5/1925 ...... لقد صادفت تأسيس الحزب مع إجراء الانتخابات البرلمانية ولم يفز إي من مرشحيه بأي مقعد في البرلمان أو مجلس الأعيان وعليه جرى انتخاب هيئه إداريه جديدة فاز فيها : الدكتور محمد محفوظ رئيسا واحمد ألجليلي نائبا للرئيس وعبد الله فائق معتمدا واحمد الشربتي كاتب اسرار والدكتور أستار جيان كاتبا وعلي الجميل أميناً للصندوق والدكتور يحيي نزهت ومحمود خيري النائب ومجيد النائب أعضاء . لم يتمكن الحزب من مواصلة نشاطه حيث لم يستقر وضعه السياسي بسبب انسحاب الكثير من أعضائه وانتمائهم إلى أحزاب جديدة تشكلت في وضع هي اقرب فيه لتسلم السلطة مثل حزب التقدم وحزب الشعب وقد أنهى الحزب بطلب حله من قبل وزارة الداخلية . وعليه يلاحظ إن الأحزاب التي تشكلت في الموصل كانت استجابة لمرحلة أنية وهي قضيه الموصل وانتهت بانتهاء

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram