TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > بعد 31 سنة من صمته الدائم.. خليل كنة يروي احداث الماضي

بعد 31 سنة من صمته الدائم.. خليل كنة يروي احداث الماضي

نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 05:20 م

رشيد الرماحي كانت الانتخابات النيابية في العراق مثار اهتمام البلاط الملكي وكل الساسة العراقيين مؤيدين كانوا ام معارضين.. وقد تدخلت الحكومات المتعاقبة لتضمن الاكثرية المؤيدة لها لاسباب تبدو للوهلة الاولى وجيهة حسب تعبير السيد خليل كنه، لكن هذا التدخل السافر كان احد العوامل الرئيسية في تفجير ثورة 14 تموز 1958..
خليل كنه السياسي المعروف الذي ظل صامتا على مدى 31 سنة يروي هنا جوانب مهمة من لعبة الانتخابات التي احترق بسببها اكثر من سياسي لاسيما اولئك الذين ايدوا نوري السعيد في سياسته المعلنة والخفية طوال مدة حكمه وكان كنه احد هؤلاء وهو يعترف هنا بصراحة فيقول (نعم تدخلنا لصالح الاكثرية ولنضمن وصول المثقفين الى المجلس).. ابن المحلة!. يقول خليل كنة وهو يتحدث عن الحياة النيابية السليمة في العراق انها لم تتحقق بسبب غياب الوعي الجماهيري لاننا لو نظرنا الى الحياة النيابية في اوربا وامريكا لوجدناها قد تدرجت سنة بعد اخرى حتى وصلت الى صيغتها النهائية المثالية.. وماحدث في بغداد وبقية الالوية (المحافظات) كان العكس، فالى سنين قليلة قبل اندلاع ثورة 14 تموز كان الوعي مفقودا بين الجماهير ولفترة طويلة بدليل ان ابناء المحلة الواحدة في بغداد مثلا كانوا ينتخبون احد ابناء محلتهم بغض النظر عن اتجاهه السياسي الذي يدبن له، فما دام المرشح هو ابن المحلة وهو جيد ومرضي عنه فلابد من ان يفوز بالنيابة وعندما تترك المسألة على هذا الشكل ستجد نواب بغداد وهي العاصمة كلهم يفوزون وهنا لايجد المتعلم مجالا له كي يسهم في العملية الانتخابية علما ان في المجلس عدة لجان وكل القوانين قبل التشريع لابد من ان تمر على المجلس النيابي لمناقشتها فيقتضي والحالة هذه ان يضم المجلس المنتخب نخبة من المتعلمين باستطاعتهم دراسة ومناقشة هذه القوانين واجراء التعديل عليها قبل اقرارها وعلى هذا الاساس لابد من التدخل في الانتخابات لنضمن داخل المجلس كفاءات يعتمد عليها!. (نايب) في الارياف!. بعد كل هذا اضيف (الحديث مازال للسيد كنه) ان الحكومة اذا ارادت ان تفرض شخصا ما وتجعله نائبا فان المرشح الاخر المنافس له لايستطيع المقاومة فيقبل بالهزيمة دون ان تمس كرامته، فضلا عن ذلك فان مفوض الشرطة خارج بغداد كان باستطاعته ان يرجح كفة مرشح ما على غيره وعلى هذا الاساس فان كل الحكومات المتعاقبة لم تترك الانتخابات حرة بل تدخلت اكثر من مرة لتضمن مجيء عناصر مؤيدة ومثقفة لها اذكر مرة اثناء قيام وزارة نور الدين محمود اننا ارسلنا على خيون العبيد وهو من شيوخ الناصرية وطلبنا منه الترشيح فقال لنوري باشا (ميخالف بس لازم اسوي حلف مع رؤساء العشاير لو ما ارشح).. قلنا له.. لا احنه منقبل.. احنه دائما نفرض على العشاير بعض المثقفين لان في المجلس لجانا تتطلب الدراية والكفاءة.. قال: زين اتفقنا.. ولكن بعد التي واللتيا قال لنوري السعيد (خلي الامير يكلي)! وهنا فقد نوري صوابه فزجره قائلا (انت متستحي ليش خليتني احجي كل هذه المدة اذا كنت تعتقد ان الامير ميرضه)!. المصلحة اقتضت التدخل!. ماذا تنتظر –يقول كنه- من هذا الوضع داخل وخارج بغداد اذا كان ممثلوه على هذا الشكل.. واذكر ان نوري وقف مرة بين النواب داخل مجلسهم وخاطب المعارضة قائلا (استقيلوا اذا كانت لكم شعبية خارج المجلس) واعتقد انه بكلامه هذا كان يتحدث بواقعية ويعترف بالتدخل في الانتخابات، لان طبيعة الوضع القائم انذاك وضمان المصلحة العامة كانتا تتطلبان التدخل، لكن الشيء الذي يؤاخذ عليه رجال الحكم في العراق انهم ماكانوا يؤمنون بالديمقراطية ولم يحاولوا توعية المواطنين على الشعور بالمواطنة بدلا من الشعور بالعشيرة او المحلة (هذي مصارت مع الاسف الشديد) وكانت المعارضة تطالب باجراء الانتخابات بشكل مباشر وهذا غير ممكن في البداية لان اللواء (المحافظة) كان منطقة انتخابية واحدة وكانت الاصوات تأتي من خارجه لتحقق فوز فلان وفلان.. وبعد ذلك تطورت بغداد فصارت فيها 13 منطقة انتخابية بمعنى ان كل 3- 4 محلات اصبحت منطقة انتخابية وعندما جاءت وزارة نور الدين محمود تحقق مطلب المعارضة في الانتخاب المباشر لكن المشكلة لم تحل مادام الوعي قد ظل غائبا!. (ليش ثرتوا علينه)!. اذكر ايام سجني في زمن عبدالكريم قاسم ان جاءني ضابط سجين برتبة رئيس اول ركن (رائد) جاء ليستحم في ردهتنا وبعد الانتهاء من الاستحمام تبادلت الحديث معه مطولا.. قلت له: -انتوا ليش ثرتوا علينا؟. *اجاب: -الحكومة ارسلتنا الى امريكا وانكلتره وبعد انتهاء دراستنا اطلعنا على الاوضاع هناك و(شفنا الدنيا حلوة) وقررنا بعد عودتنا الى الوطن تغيير الوضع لنماشي تلك الشعوب التي تنعم بالحرية!. *قاطعته: هل عرفت عدد السنين التي قطعتها هذه الشعوب حتى وصلت الى ماهي عليه.. ان النظام الذي ارسلك للخارج كي تتعلم وتصبح اكفأ منهم كان يتوخى ان تعود الى وطنك مع زملائك لتعملوا على التطوير نحو الاحسن، وهذا لن يتحقق بالانقلابات بل بالتدرج الطبيعي!. وهنا التفت نحوي قائلا (وهسه شنسوي)؟. -اجبته: انت متكلي شنسوي وانت سجين الان!. خلافي معه *قلت لكنه.. ومتى بدأ الخلاف بينك وبين السعيد؟ اجاب: -كانت خطة نوري ان يكون هو الحاكم المطلق ونحن ادوات شطرنج هو (يحضرنه ويوجهنه) ولابد من ان نطلب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram