لم يلتفت أحد من القراء الإنكليز وقت صدور رواية سيدة الجريمة بلا منازع أجاثا كريستي ( N OR M ? ) عام 1941 بسبب أن الجميع كان مشغولا بالحرب فلا وقت هناك لقراءة الروايات ، لكن كريستي كانت تعلم بحسب صحيفة الغارديان اللندنية الصادرة آنذاك والتي نقلت عنها
لم يلتفت أحد من القراء الإنكليز وقت صدور رواية سيدة الجريمة بلا منازع أجاثا كريستي ( N OR M ? ) عام 1941 بسبب أن الجميع كان مشغولا بالحرب فلا وقت هناك لقراءة الروايات ، لكن كريستي كانت تعلم بحسب صحيفة الغارديان اللندنية الصادرة آنذاك والتي نقلت عنها أن هذه الرواية يمكن لها أن تقوم من سباتها كطائر العنقاء ذات يوم وهو ما تحقق فعلا بعد عقود من الزمان حيث تبوأت هذه الرواية المراكز الأولى في التوزيع حاليا بعد أن احتلت مرة أخرى واجهات المكتبات في أوربا وأمريكا التي تحتفل هذه الدول بالذكرى المائة لمرور الحرب العالمية الأولى واستذكارا للثانية .
الذين أطلعوا على الرواية وقفوا طويلا أمام هذين الحرفين (N M ) ، حيث تبين في النهاية أنهما رمزا لاثنين من وكلاء هتلر زرعتهما المخابرات الألمانية في قلب العاصمة لندن ليكونا بالقرب من مكتب رئيس الوزراء آنذاك تشرشل وقادته العسكريين ولمعرفة خططهم وأسرار الجهد العسكري لبريطانيا العظمى في زمن الحرب .
يقظة رجال مكتب مكافحة الجاسوسية البريطانيين وحنكتهم بالتعامل مع هكذا حالات أفشلت مخططات رجال هتلر ، حيث تصدى لهم أحد ضباط ذلك المكتب واسمه بلتشلي سبق وأن عمل في الهند وله خبرة في كشف ومتابعة أعمال الجاسوسية ومن غير المتصور تخيل حجم وقلق ذلك الضابط أمام ما يواجهه من صعوبات .
الرواية وكبقية روايات كريستي اسم واحد نراه في جميعها من يقوم بكل ذلك الجهد ضد مجموعة من المجرمين ، بلتشلي يبدو واضحا وهو يخوض ذلك الجهد مع مجموعة من المساعدين طبعا ، لكن في النهاية تبقى الحبكة والمعالجة هما الأهم في هذا الجانب من قصص الجاسوسية .