تحقيق/ليث محمد رضا اضطر علي التلميذ ، البالغ من العمر سبع سنين ، إلى ان يترك المدرسة بعد ان نجح من الاول الابتدائي بدرجات عالية لكي يعيل اسرته الكبيرة بعد ان طرد والده الذي كان يعمل فراشا في احد المكاتب الاهلية . علي الان يبيع (البيبسي) في شارع فلسطين ويحصل على ربح يومي يقدر بـ10 آلاف ديناريعطي منها 6 آلاف الى صاحب رأس المال ويأخذ الباقي لاسرته الفقيرة ،
لكنه رغم ذلك راح يواصل دراسته في المرحلة الثانية في مدرسة النيل لليافعين وهو عازم على الاستمرار في الدراسة واعالة اسرته الكبيرة المكونة من سبعة افراد في نفس الوقت! في العراق حيث نتمنى ان يتكامل بناء النظم التعليمية يوجد نظام تعليمي يسمى (نظام تعليم اليافعين) و هو لتعليم المرحلة الابتدائية للطلبة المتسربين من المدارس او الذين تعثروا في الدراسة في المدارس الاعتيادية لأي سبب و الذين تتراوح اعمارهم من 9 سنوات الى 18 سنة ، وتعتبر هذه المرحلة الفرصة الاخيرة لهذا النوع من الطلبة للانتقال الى المرحلة المتوسطة ومواصلة الدراسة . و لأهمية هذا النظام التعليمي الذي يتعلق بمرحلة حساسة لها الدور الأهم في بلورة شخصية الانسان و تحديد مسار حياته القادمة .و لمعرفة ما اذا كان الاهتمام بهذا النظام يتناسب مع اهميته بشكل يحقق الاهداف المرجوة منه كان لنا هذا التحقيق. واقع واهداف يقول الاستاذ عبد الحسين جبارة مدير مدرسة النجاح لليافعين. ان تجربة اليافعين بهذه الصورة التي نعيشها لا تحقق الاهداف المرجوة منها لان اليافع الذي يأتي للمدرسة هو متأخر دراسياً لظروف تختلف من طالب لاخر كأن يكون العمل او بسبب ظروف الوضع الامني التي مر بها العراق في الفترة السابقة لذلك يأتي الينا طالب بعمر 17 عاما ولازال في الصف الخامس الابتدائي في حين ان اقرانه الان في السادس العلمي ، وهنا اشير الى ان اليافع فشل في المدارس النهارية وعندما يأتي لمدرسة اليافعين يجد امامه نفس المنهج وهذا ما ينبغي ان يتغير و انا اقترح تعميم تجربة ورش العمل العملية كما موجود في مدرسة قريش لليافعين في الكاظمية و التي سمعنا انها مجهزة بورش حديثة لتعليم النجارة . ينبغي لنا ان نستغل عمر الطلبة والطاقات العضلية والبدنية لكي نضمن تعليم الطالب الذي يتعذر اكمال دراسته الاكاديمية صنعة تنفعه فنحقق فائدة كبيرة لو ركزنا على الجانب المهني ويرادفه الجانب العلمي . اما بخصوص مستوى الطلبة الدراسي الذي ان يتحدد في الصفوف الاولى فان بعض الطلبة يجتازون المراحل الدراسية دون استحقاق و بالتالي عند وصول الطالب للصف الخامس فهو يصطدم بتحريرية الامتحانات ، لذلك نجد ان المستوى العلمي الان لطلبة مدارس اليافعين متدن ، فمن بين كل ستين طالبا لا نجد الا خمسة طلاب مستواهم جيد . نحن نطالب الوزارة بأن تطور هذه التجربة و الطالب الذي تعثر في الدراسة النهارية ينبغي ان يأتي لمدرسة اليافعين ليجد منهجا آخر مطورا يراعي ظروف الطالب وطبيعة الدراسة وأعمار الطلبة . نقص المعلمين و أضاف عبد الحسين : لدينا مشكلة نعاني منها الا وهي نقص الملاك فليس من معلمين جدد يأتون إلينا ولا ادري ان كان ذلك بقصد او بدون قصد فعندما ينقل معلم من مدرستنا لا نعوض ببديل عن المعلم المنقول و طالبنا شعبة الملاك و اعددنا كتبا وجداول لتوزيع الحصص و دائماً هناك وعود ولكن دون تنفيذ . نقص المناهج و القرطاسية واضاف :اننا نعاني من نقص في الكتب و جهزنا بنسبة 20% من احتياجاتنا ومازالت 80% غير متسلمة و مستندات الاخراج المخزني التي لدي تشير الى ذلك فمن القرطاسية مثلاً طلبة الخامس يتسلمون 6 دفاتر لسنة كاملة و هي لاتكفي لـ 8 مواد. اما معلم اللغة الانكليزية في نفس المدرسة حسن صالح فقد طالب بتغيير المناهج بشكل يتناسب و حالة الطلبة كما و أكد على اهمية الالتزام بتوزيع الكتب في الوقت المناسب ليتسنى للطلاب متابعة دروسهم بشكل جيد. انقاذ المجتمع من 200 مشروع مجرم الفائدة الاكبر التي تتحقق من تعليم اليافعين في العراق هي اجتماعية وانسانية واقتصادية أيضا وتكمن في جذب التلاميذ المتسربين من المدارس لمكان تربوي و الحفاظ عليهم اضافة الى التعليم الاعتيادي و المهني هذا ما اكده الاستاذ طلال معاون مدير مدرسةالنيل لليافعين في جانب الرصافة من بغداد و اضاف : ان اليافعين بحاجة لمعلمين بكفاءات خاصة فالتلاميذ من بيئات مختلفة وأمزجة مختلفة وثقافات مختلفة واوضاع نفسية معقدة تحتاج الى دراسات خاصة ، فالبعض منهم يعملون في مهن مع من هم اكبر منهم بكثير يكتسبون منهم بحكم الاحتكاك الكثير من السلوكيات السيئة التي لاتتناسب واعمارهم ومعارفهم وينقلون كل هذه التراكمات الى داخل اسوار المدرسة ،وهنا يأتي دورنا في تهذيب الطالب واعادة صياغة افكاره وسلوكياته لكي لا لايكون صيدا سهلا للعصابات الاجرامية أو المنظمات الارهابية و نتداركه تربوياً فيأتينا الطالب الذي عمره 18 سنة و طالب اخر صغير السن لم يتأخر في الدراسة سوى سنة واحدة عمره 12سنة لأننا نرحب بالجميع فنكون على حذر من امور لا أخلاقية ونخاف على الصغير من الكبير فالاثنان على (رحلة) واحدة و المعلم على قرب من الاثنين . كما اننا نبذل جهودا كبيرة لنحبب الطالب في المدرسة لكي لا يترك الدراسة و نتحمل أموراً لا يتحملها المعلم في مدرسة اخرى . لدينا الآن 200 طالب بمعنى اننا انقذنا المجتمع
مدارس اليافعين.. نقص في المعلمين والكتب والقرطاسية وورش العمل واختفاء المناهج الخاصة
نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 05:33 م