قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، امس الأحد، في تصريحات بثتها الإذاعة العامة إن "عملية الجرف الصامد ستستمر حتى تحقيق أهدافها (...) وهذا قد يستغرق وقتًا"، في اشارة الى العملية العسكرية التي بدأت في 8 من تموز (يوليو) الماضي. واضاف "حماس تدف
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، امس الأحد، في تصريحات بثتها الإذاعة العامة إن "عملية الجرف الصامد ستستمر حتى تحقيق أهدافها (...) وهذا قد يستغرق وقتًا"، في اشارة الى العملية العسكرية التي بدأت في 8 من تموز (يوليو) الماضي. واضاف "حماس تدفع، وستواصل دفع الثمن باهظًا للجرائم التي ترتكبها".
وقال نتانياهو إنه "ليس هناك ولن تكون هناك أية حصانة لأي شخص يقوم باطلاق النار على السكان الإسرائيليين، وهذا ينطبق على كل قطاع وكل الحدود"، في اشارة الى سقوط صواريخ اطلقت من لبنان واخرى من سوريا.
واعلن الجيش الإسرائيلي في بيان: "خمسة صواريخ على الاقل اطلقت من سوريا واصابت نقاطاً عدة في الجولان" المحتل، امس الاحد، من دون أن تسبب اصابات. وصرحت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس أن مصدر الصواريخ لم يعرف على الفور والجيش الإسرائيلي لم يرد.
وكان الجيش اعلن أن "صاروخًا اطلق من لبنان سقط في شرق مدينة عكا" من دون الابلاغ عن اصابات أو اضرار. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخ. وفي منتصف تموز (يوليو)، سقطت تسعة صواريخ على الاقل في إسرائيل اثر اطلاقها من لبنان، ما دفع الجيش الإسرائيلي الى الرد باطلاق قذائف على الاراضي اللبنانية.
وبالتزامن مع الغارات على غزة ، وزع الجيش الإسرائيلي اول من امس السبت منشورات ووجه رسائل نصية الى سكان غزة لدعوتهم الى "منع الارهابيين من استخدام منازلكم لانشطتهم والابتعاد عن أي موقع تنشط فيه منظمات ارهابية"، محذراً من أن أي منزل يشتبه به "سيكون هدفًا"، واكد أن "حملة الجيش الإسرائيلي لم تنتهِ. احذروا".
ودعت مصر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي السبت الى القبول بوقف لاطلاق النار غير محدد المدة في قطاع غزة، والى استئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة. وقتل 92 شخصًا بعد انتهاء فترة تهدئة استمرت تسعة ايام اثر فشل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في القاهرة. وتقول الامم المتحدة إن سبعين بالمئة من القتلى الفلسطينيين مدنيون وبينهم 478 طفلاً.
ودعت وزارة الخارجية المصرية في بيان "الاطراف المعنية الى قبول وقف لاطلاق النار غير محدد المدة واستئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة للتوصل إلى اتفاق حول القضايا المطروحة بما يحقن دماء الابرياء من أبناء الشعب الفلسطيني ويحقق مصالحه ويصون حقوقه المشروعة".
وصدر البيان خلال زيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واعلن أن "مصر ستوجه في الوقت الحاضر الدعوة" للوفدين الفلسطيني والإسرائيلي "للعودة الى المفاوضات لبحث تهدئة طويلة ومناقشة القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات في ما بعد".
من جهته، قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في بيان: "نحن مع أي جهد حقيقي يضمن تحقيق المطالب الفلسطينية وأي مقترح يقدم الى الحركة ستقوم بدراسته". وبدت وتيرة القصف ابطأ مما كانت عليه السبت الذي شنت الدولة العبرية خلاله ستين غارة على الاقل على قطاع غزة اسفرت عن مقتل عشرة فلسطينيين معظمهم من النساء والاطفال، وتدمير برج سكني من 12 طابقًا.
وقال دبلوماسي مصري كبير إن عباس أبلغ السيسي بأن "حماس" مستعدة للمجيء إلى القاهرة لإجراء المزيد من المحادثات، لكن الحركة لم تؤكد على الفور صحة الخبر. ولم يصدر أي تعليق فوري أيضاً من إسرائيل. وأضاف الديبلوماسي المصري أن القاهرة تتوقع أن تتلقى ردوداً من إسرائيل و"حماس" اليوم الاثنين. ولا تشمل المفاوضات التي تجرى في القاهرة عقد اجتماعات مباشرة بين مسؤولين إسرائيليين وممثلين عن "حماس". ويقوم مسؤولون مصريون بجولات مكوكية بين الجانبين. وتقول "حماس" إنها لن توقف القتال إلا بعد رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة وإنهاء القيود التي تضعها مصر على معبر رفح. وتهدف محادثات القاهرة إلى التوصل لاتفاق دائم يفتح الطريق أمام وصول مساعدات إعادة البناء الى غزة حيث دمرت آلاف المنازل.
يُشار إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بوساطة مصرية انهارت يوم الثلثاء الماضي بعد إطلاق صواريخ من غزة خلال الهدنة وردت إسرائيل بشن غارات جوية.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 400 ألف من سكان غزة شُرّدوا وأن أكثر من 400 طفل قتلوا في أطول وأدمى أعمال عنف بين إسرائيل والفلسطينيين منذ الإنتفاضة الثانية قبل عشر سنوات. وسحبت إسرائيل قوات المشاة والمدرعات من غزة منذ أكثر من أسبوعين بعد أن قالت إنها دمرت شبكة أنفاق تستخدمها "حماس" للتسلل إلى إسرائيل، لكن نتنياهو وافق الأسبوع الماضي مبدئياً على استدعاء عشرة آلاف من جنود الإحتياط، في ما يشير الى احتمال القيام بعمل عسكري موسع في غزة.