واستولت ميليشيات إسلامية من مصراتة وغيرها من المدن على المطار من ميليشيا الزنتان التي تسيطر عليه منذ ثلاثة اعوام.

وأعلن مجلس النواب الليبي الميليشيا المسلحة التي أعلنت سيطرتها على مطار طرابلس الدولي وميليشيات أخرى جماعات إرهابية خارجة على القانون.

وقال المجلس في بيان إن الجماعات التي تحمل اسم "فجر ليبيا" وأنصار الشريعة" و"مجلس شورى ثوار بنغازي" هي جماعات إرهابية خارجة على القانون ومحاربة لشرعية الدولة، وهي هدف مشروع للجيش الليبي.

وذكر بيان المجلس أن "هذه حرب بين الدولة الليبية ومؤسسات الدولة بقيادة أبناء وجنود وضباط الجيش في مواجهة الجماعات الإرهابية الخارجة على القانون".

واتهمت "فجر ليبيا" حكومتي مصر والإمارات بالضلوع في قصف جوي السبت أسفر عن مقتل 10 مسلحين على الأقل وإصابة آخرين بحسب وكالة الأنباء الليبية.

من جانبها، نفت الخارجية المصرية ما تناولته عدد من وسائل الإعلام حول قيام طائرات عسكرية مصرية بقصف مواقع تسيطر عليها ميليشيات عسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، مؤكدة أن هذه الأنباء "عارية تماماً عن الصحة ولا أساس لها"، حسبما قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية.

وأوضحت الخارجية المصرية انها "تتابع عن كثب تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا"، كما أعربت عن أملها في "سرعة تشكيل حكومة وطنية بعد انتخاب مجلس النواب وبدء انعقاده".

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية في القاهرة "لا توجد طائرة ولا أي قوات مصرية في ليبيا ولم تقم أي طائرة مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية... فقواتنا داخل أراضينا"، وفق تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

وأضاف السيسي "لم نقم بأي عمل عسكري خارج حدودنا حتى الآن"، مؤكداً ان مصر تجري مشاورات مع بلدان عدة في مقدّمتها الجزائر وتونس دول الجوار المعنية "للوصول لحل سياسي يحقّق الاستقرار في ليبيا".

وكان ، متحدث باسم ميليشيات مصراتة والكتائب الإسلامية المتحالفة معها في قوات "فجر ليبيا" قد اكد في بيان تلاه أمام صحافيين في طرابلس "ثبوت تورط حكومتي مصر والإمارات في القصف الجوي الغاشم" في إشارة الى غارات جوية الاثنين وليل الجمعة - السبت، محمّلاً السلطات المصرية والإماراتية "المسؤولية الأخلاقية والقانونية نتيجة انتهاكهم سيادة بلد حر" ومؤكدا "الاحتفاظ بحقّ الردّ في الوقت المناسب".

وجاء إتهام إسلاميي ليبيا لمصر والإمارات بشن غارات الاثنين والجمعة بعد أيام عدة عن أنباء متضاربة وتخمينات بشأن هوية الطائرات التي شنت غارات على مواقع المسلحين الإسلاميين بالقرب من مطار طرابلس.

وأعلن اللواء المنشق خليفة حفتر المناهض للإسلاميين والمؤيد لمسلحي "الزنتان" أن قواته شنت الغارة الأولى، لكن خبراء شككوا بقدرته على القيام بهجمات من هذا النوع، معتبرين ان الطائرات التي تملكها قوات حفتر في مقرّها في بنغازي على بعد ألف كلم شرق طرابلس، لا تستطيع الوصول الى العاصمة، كما أنها غير مجهّزة بالمعدات اللازمة لتتمكّن من شن غاراتٍ ليليّة.

أما الحكومة الليبية، فأعلنت من جهتها أنها تحقق في هوية الطائرات التي شنت الغارة الأولى، ولم تعلق بعد على الغارة الثانية.

وكانت أعلنت محطة التلفزيون الخاصة "العاصمة" ان قوات "فجر ليبيا" هاجمت في الساعات الأولى من صباح امس الأحد المحطة التي تخالفها في الرأي وأقدمت على إتلاف محتوياتها وخطف طاقمها المناوب بعد إعلانها جماعة إرهابية من قبل مجلس النواب الليبي.

من جانب اخر قال المتحدث باسم "عملية فجر ليبيا" إن البرلمان الحالي غير قانوني ودعا إلى عودة البرلمان السابق - المؤتمر الوطني الليبي العام.

وتقول رنا جواد مراسلة بي بي سي في طرابلس إن ثمة تقارير غير مؤكدة عن استمرار المعارك بين الميليشيات المتناحرة على مشارف المدينة، ويمكن سماع دوي انفجارات.

ورفضت كتائب مصراتة مجلس النواب الجديد الذي حقق فيه الليبراليون والنواب الداعون لنظام اتحادي نتائج طيبة.

وسقطت ليبيا في هوة النزاع بين الميليشيات المتناحرة التي أسهمت في انتفاضة عام 2011 ضد العقيد معمر القذافي. وقتل المئات في الزيادة الأخيرة في أعمال العنف.

وقال تحالف الميليشيات، الذي يضم مسلحين اسلاميين وغيرهم من مدينة مصراتة، إنه يسيطر على المطار على الرغم من استهدافه بهجمات جوية من جهة غير معلومة للمرة الثانية هذا الاسبوع.

ويعد سقوط المطار في يد تحالف الميليشيات انتكاسة لميليشيات الزنتان، حليفة الجنرال المنشق خليفة حفتر، الذي شن حملة في وقت سابق من هذا العام ضم ما سماه "الحكومة التي يسيطر عليها الاسلاميون". وكانت ميليشيا الزنتان تسيطر على المطار منذ نحو ثلاثة اعوام.

وبعيد ذلك أعلن البرلمان، الذي يتخذ من طبرق مقرا له لأن طرابلس وبنغازي تكادان ان تكونا خارج سيطرة الحكومة، أن الميليشيا المنتصرة المسيطرة على المطار جماعة ارهابية.

من جانبه قال عقيلة صالح عيسى رئيس مجلس النواب الليبي ، إن المجلس لا يزال ينتظر تدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين الليبيين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لم يطلب أي تدخل لتوجيه غارات على ليبيا. وأضاف عيسى، في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أن هناك عددا من القوانين بصدد عرضها على مجلس النواب بينها قانون مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أنه سيتم تشكيل حكومة إنقاذ وطني مصغرة. وبين أن مجلس النواب خال من التكتلات الأساسية في المؤتمر الوطني، مطالبا دول الجوار بحماية الحدود ومساعدة المجتمع الدولي لتوفير الأمن والاستقرار. وأوضح أن هناك تدخلا أجنبيا في الشأن الليبي بهدف نشر الفوضى، مشيرا إلى أن كل التشكيلات التي لا تنصاع لقرارات مجلس النواب هي خارج الشرعية. ولفت عيسى إلى أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر لم يكن من بين الأشخاص الذين عرضوا على مجلس النواب لتولي منصب رئيس الأركان. ودعا رئيس مجلس النواب الليبي، مفتى ليبيا إلى لعب دور في لم الشمل وعدم الدعوة للتفرقة، وليس هناك قرار بإقالته حتى الآن، لكن موضوعه على الطاولة هو ورئاسة الأركان والحكومة.