كثيرة هي الأزمات الرياضية التي تنشب بين الحين والآخر لتضرب أطناب الرياضة العراقية وتعرقل مسيرة الفريق أو الإدارة أو الاتحاد أو غيرها من الجهات المختصة بالشأن الرياضي.
اليوم طافت على سطح الأحداث الرياضية قضية مهمة جـداً لا تختلف عن القضايا الساخنة التي أثارت جدل الشارع الرياضي من قبل فما نسمعه ونراه اليوم - مما يحدث داخل أسوار القيثارة الخضراء - شيئاً يستحق الوقوف عنده على الأقل لتسليط الضوء عمّا يحدث من مشاكل تكاد تعصف بتأريخ هذا النادي العريق الذي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة لا تقلّ شأناً عن بقية الأندية الجماهيرية أمثال الزوراء والجوية والطلبة.
بالأمس طرق أسماعنا أن الهيئة العامة لنادي الشرطة عقدت اجتماعاً طارئاً في مسعى لإعادة طرح الثقة بالهيئة الإدارية للنادي، لكننا عندما استطلعنا رأي رئيس الهيئة الإدارية إياد بنيان قال بالحرف الواحد: إن الاجتماع يُعـد باطلاً لأنه فاقد الشرعية ، معرجاً على أنّ مَن حضر إليه لا يُمثل الهيئة العامة لنادينا، بل قد يكونون أشخاصاً طارئين على النادي همّهم إزاحتنا من خلال وضع العصا في دواليب مسيرتنا، وبقي الصراع سجالاً بين الطرفين حتى تتكفل الأيام المقبلة بوضع النقاط على الحروف ومنح كل ذي حـق حقـه.
من وجهة نظر متواضعة أرى أن هذه المشاكل لا داعي لها في هذا الوقت حصراً خصوصاً إن نادي الشرطة فعلاً رأى النور خلال العامين الأخيرين لاسيما في مجال كرة القدم التي تعد اللعبة الأكثر شعبية في العالم بعد أن تمكن لاعبوه من إحراز لقب الدوري الممتاز خلال الموسمين الأخيرين بغض النظر عن أن الموسم الأخير لم تُحدَّد فيه هوية البطل ولم يسمّ لكن الشرطة أنهاه متربعاً على عرش الصدارة ولديه مباريات مؤجلة، في وقت عجز كل من قاد هذا النادي إلى أن يصل لما وصل إليه بنيان طوال الحقبة الماضية عندما كان محبوه يُمنون أنفسهم ولو بمركز الوصافة.
قد يتصور البعض أني أروم من خلال هذا الكلام كيل المديح لرئيس إدارته إياد بنيان الذي لا تربطني به أدنى علاقة ، بل ما يربطني به فقط علاقة مهنية بحتة واحترام متبادل، لكن الحق يُقال إن هذا الرجل نجح في إدارته لنادي الشرطة وتمكن من قيادة كرته على أقل تقدير إلى برّ الأمان بعد أن عصفت بها رياح عاتية كادت تطيح بها إلى دوري المظاليم لولا انه تمكن من انتشالها بعمله الاحترافي الذي دأب خلاله إلى التعاقد مع خيرة اللاعبين فضلاً عن تعاقده مع شركة سويدية راعية من شأنها أن تدر أرباحاً تصل إلى مليون ونصف المليون دولار أميركي تضاف إلى ميزانية النادي .
لا أعرف لماذا يُحارَب الناجحون في عراقنا دائماً، ولماذا لا تتوحد الصفوف ويعمل الجميع باتجاه واحد يصب بمصلحة المؤسسة أو النادي الذي يرومون الدفاع عن ألوانه ؟ فأنا باعتقادي لو جلس المتناحرون جلسة ودية في ما بينهم ووضعوا النقاط على الحروف أفضل بكثير مما وصل إليه الحال من هتافات وألفاظ وانتقادات بلغت ذروتها تعبـّر عن رأي مطلقيها متهمة الطرف الآخر باختلاسات وأمور تتعلق بهيئة النزاهة،والموضوع لا يستوجب أن يصل إلى هذا الحـد كونه لا يخرج عن إطار الرياضة التي تُعــد رسالة سلام ومحبة إلى العالم أجمع وموحدة للشعوب، ولا ننسى دور كرة القدم التي قادت العراق من بئر الظلم والاستبداد والطائفية المقيتة التي قتلت أبناءه بدم بارد إلى الوئام والمحبة وعدم التفرقة وحب العراق يوم اعتلى أُسود الرافدين منصات التتويج في جاكرتا يوم خطفوا لقب أمم آسيا 2007، لذلك أتمنى على القائمين في نادي الشرطة والمعترضين عليهم الجلوس على طاولة الحوار لإذابة جبل الجليد وعودة الروح الأخوية لمصلحة القيثارة الخضراء التي خرَّجت أمهر عازفي السمفونية الجميلة التي تغنَّى بهـا جمهورهم الوفـي.
الشرطة.. سلام ومحبة
[post-views]
نشر في: 25 أغسطس, 2014: 09:01 م