TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الخلاص في الإيرباص

الخلاص في الإيرباص

نشر في: 25 أغسطس, 2014: 09:01 م

أسئلة  العراقيين واستفساراتهم عن " السقف  الزمني " لتحقيق استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد ، بعد القضاء على الجماعات  الإرهابية ، وإنهاء دولة الخلافة ،  تندرج ضمن" الأسئلة الصماء " لا يوجد جواب لها في الوقت الحاضر ، وحين تبرز علامة استفهام كبيرة بحجم الكارثة العراقية ،  والجميع يسأل ، الى متى يبقى البعير على التل ؟ تكون المخاوف من المجهول هاجسا يوميا ، يشل الحياة ،  ويترك تداعيات خطيرة لها تأثيرها السلبي  المباشر على النشاط الإنساني،يصل أحيانا حتى الى غرف النوم .
متى تتنازل الكتل النيابية عن سقف مطالبها؟ وتبدي مرونة بمواقفها من اجل الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة؟ ومتى تعلن الولايات المتحدة ورئيسها أوباما تنفيذ خططها الجدية على الأرض لمساعدة العراق في حربه ضد  الجماعات الإرهابية  ، ومتى يتبلور موقف وطني موحد للقضاء على الارهاب ؟ ومتى  يشهد العراقيون اجراءات حصر السلاح بيد الدولة ؟ ومتى تنتهي أسئلة العراقيين ، ليعيشوا بسلام ، لا تستفزهم الاخبار العاجلة بالعثور على جثث مجهولة الهوية ،  وتنفيذ اعمال عنف بدوافع مذهبية وطائفية .
"الاسئلة الصماء " شائعة ومتداولة في البيئة المضطربة ، يغذيها الصراع على السلطة  والانقسام بين  المكونات الاجتماعية ، وعجز الطبقة السياسية عن ايجاد مشتركات  وارساء قاعدة سليمة  لإدارة الدولة ،على وفق  برنامج بعيد المدى، يتضمن معالجا تفورية للملف الامني وتشخيص مواطن الخلل ومحاسبة من كان السبب المباشر في حصول الكارثة الامنية ، خلال السنوات الماضية ، افرزت اعلان تشكيل دولة الخلافة ،في ثاني اكبر محافظة عراقية .
في تقرير لمنظمة دولية تعنى بقضايا الهجرة بثته فضائية اجنبية جاء العراقيون في المرتبة الاولى في البحث عن ملاذ آمن بعد السوريين والليبيين والفلسطينيين ، وفي المرتبة الاخيرة حل الصوماليون، وليس من المستغرب ان يحتل العراقي الراغب في الهجرة  رأس القائمة ،  لانه طرح العديد من الاسئلة منذ الغزو الاميركي لبلاده ، وعندما شارك في "الثورة البنفسجية "  لتحقيق حلمه في اقامة نظام ديمقراطي ، وجد ابناء "القائمة المغلقة " بعنوانها الطائفي والمذهبي  يسرقون حلمه ، فاحتلت المشهد السياسي نماذج جعلت معظم انباء الشعب العراقي على قناعة تامة بان الرحيل والهجرة وحجز  تذكرة على طائرة الايرباص خير خلاص من "دوخة الراس ".
الراحل سعدي الحلي عندما طرح سؤاله  الفلسفي الشهير " أريد اسأل  واليسأل جواب يريد" كان يرغب في إثارة  انتباه من تجاهل مشاعره ، ومثل هذا السؤال تردد في العديد من الأغاني العراقية لمعرفة أسباب الصدود ، وفضح مخططات "العواذل" التآمرية ، بوضع العصي في عجلة الحبيبين، لمنعهما من الدخول الى القفص الذهبي ، هذا السؤال وغيره  طرح قبل اضطراب الأوضاع الأمنية والسياسية ، ودخول البلاد في منعطفات خطيرة ، وقبل استيراد طائرات الايرباص، ليسافر على متنها الباحثون عن الخلاص .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو اثير

    بقاء هذه الشلة من سياسيي الصدفة والمهجر مرهون أرادته بيد النخبة الرافضة التي بدأت ترفضهم شيئا فشيئا وبدأت بوادره في رفض وبقاء الدكتاتورية المالكية والتي تعتبر خطوة الألف ميل للوصول بالبلاد الى ميناء ألأستقرار والسلام وسيدرك الشعب العراقي أن خلاصه سيكون مع

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram