TOP

جريدة المدى > سينما > حقا هو كلام على ورق؟...

حقا هو كلام على ورق؟...

نشر في: 27 أغسطس, 2014: 09:01 م

اعتمد المسلسل  الدرامي " كلام على ورق"   على نجومية الفنانة " هيفا وهبي"  دون إخراج مكنونها التمثيلي ضمن تفاعل أدائي بقى على الهامش،  برغم ان مسلسل " كلام على ورق"   حاول الرقي  بمشاهده المكثفة ليثير دهشة ممزوجة  با

اعتمد المسلسل  الدرامي " كلام على ورق"   على نجومية الفنانة " هيفا وهبي"  دون إخراج مكنونها التمثيلي ضمن تفاعل أدائي بقى على الهامش،  برغم ان مسلسل " كلام على ورق"   حاول الرقي  بمشاهده المكثفة ليثير دهشة ممزوجة  بالتأثر والتأثير .  الا انه اخفق بذلك لان السرد او الفلاش باك لم يتسبب بأي انفعالات وجدانية مع  المتلقي. كما  انه فشل في الإمساك بالرؤية الإخراجية الناجحة لإتمام العمل  والنهوض به ، ليخرج من الخاص الى العام دون التركيز على فرد واحد في العمل ، وهذا من ضمن مسؤولية فريق العمل بشكل عام والمخرج بشكل خاص .
فالاطار الزمني لبعض المشاهد لم يتوازن منطقيا تقريبا اذا تراوح بين الطويل والقصير دون إبراز أهمية المدة الزمنية التي من شأنها الإمساك بالمشاهد من حيث التأثر والتأثير بالمؤثرات الفنية يشتى أنواعها لتبقي على دينامية المضمون في مشاهد كان يمكن اختزالها، وإخرى تحتاج لتوسيع رؤية المشهد اكثر ليستطيع ربط الأحداث التي حافظت على برودتها برغم بوليسية المسلسل . الا في البعض منه اوبعدد مشاهد يكاد لا يذكر إضافة الى اللقطات ذات الزوايا الجانبية او المائلة بصريا عن المحور الأساسي ، والمزعج حسيا للبصر اذا لم يكتفي بلقطة تصويرية مائلة او ذات زوايا جانبية واحدة او اكثر قليلا في الحلقة الواحدة . انما عدد اللقطات تخطى ما هو منطقي بصريا وحسيا . مما تسبب بنفور المشاهد احيانا من النظر الى الشاشة. 
لعبت شارة البداية او تتر المسلسل جمالية اذا استطاعت اختصار القصة برقصة تعبيرية ممزوجة بأغنية حققت المعنى. إضافة الى الموسيقى التصويرية وانسجامها مع الحدث المبطن، ولكنها تنافرت حسيت مع الزوايا التصويرية المائلة اذا بدا أسلوبها الروتيني في المشاهد المحورية ذات الأسس الموضوعية في إبراز الفكرة كالفيديو كليب اذا يمكن مشاهدة هذا النمط لدقائق وليس لساعات في حلقات متتابعة ، لينفصل المشاهد بصريا عن الصورة برغم تقنية التقاط الصورة وأركانها الأساسية في العمق ، ان في الصورة ذات الزوايا الجانبية التي لم تكن لحظية، وتكررت رغم جمالية بعضها كانت تحتاج لاختزال مضاعف. ليرتاح المشاهد بصريا ويستطيع التواصل الحسي والفكري مع مشاهد مسلسل" كلام على ورق" الذي أخرجه " محمد سامي" وقام ببطولته لفيف من الممثلين أمثال ماجد المصري ( ناصر الطيار) احمد زاهي( فرج شبل) حسن الإمام ( دودي) اشرف زكي ( مجدي أديب) عمار شلق (نمر) ندا ابو فرحات (كارين) والفنان جهاد الأطرش
رواية تؤدي بكاتبها الى الموت وعالم دعارة تتسخ فيه الضمائر والأيادي وقتل لا يؤدي الا الى القتل ودوامة إخراجية لم تكتمل فيها ما قيل في المشهد التحقيقي مع حبيبة او” هيفاء وهبي" " تعرف ان للانتقام شهوة لكنها لا تضاهي في نظرك شهوة معرفتك للحقيقة ، وتعرف ان للحقيقة ثمن والانتقام كذلك " لتخرج حبيبة بريئة من ثلاثين حلقة لم تحمل فيها من المفاجآت ما يترك اثره في الذهن او حتى في الوجدان العاصف بكل نواحي المسلسل حتى حين قالت انها القاتلة ولو عاد بها الزمن ستقتلهم في كل مرة. الا انه منح الفن الروائي او " حمزة قصير" احمد السعدني خيوطا بنائية وهمية بعيدة كل البعد عن المشهد الذي قتل فيه حيث تناثرت أوراق روايته ، فالسيناريو لم يترابط، ومشاهد قتل تصلح لأفلام الكوبوي بطواقمها الفنية . حقيقة دفع المشاهد ثمن المجهود البصري في تتبع المشاهد التصويرية ، وفي تتبع البحث عن الفصل الأخير لرواية ، لم نشعر الا انها سرديات لا تؤدي دورها الدرامي. الا لإبراز قدرة المرأة على الانتقام، فهل " كلام على ورق" حبكة روائية ضعيفة ؟ ام ان السيناريو او ورشة الكتابة التي اشرف عليها " احمد شوقي" لم تكتمل بعناصرها الفنية الكاملة لإنتاج عمل درامي مكتمل الأركان ؟ وربما هذا الضعف في القصة او في السيناريو لم يشد من ازر الممثلين ، ليتفاعلوا مع الشخوص في قصة لم تعالج دراميا لتتناسب مع المشاهد وقوة تأثيرها على البصر والوجدان والنفس .
لم يشيد " محمد سامي" أسس البناء الدرامي بما يكفي لينطلق في إخراجه نحو الإبهار، وخلق دهشة تثير المشاهد الذي شعر بخيبة بعد الحلقة الأولى. اذ اعتمد على ورشة كتابة محدودة الفكرة لم ترتبط فيها القصة بالصورة، ولم تستطع الحوارات اختراق أحاسيس الممثل ليرفع من قيمة المشهد والغض عن أمور فنية كثيرة . اذ افتقد رصانة البناء الدرامي، ولم يستطع رسم خط إخراجي متماسك وواضح التصورات او حتى متصاعد جماليا . لتحمل كل حلقة إثارة تشويقية ان بالموضوع او التصوير ليكمل المشاهد بشغف الحلقة التالية ، فالحدس التمثيلي انقصل عن المشاهد الذي تاه بين السرد او الفلاش باك. لرواية ضاع فصلها الأخير، وأكملته القاتلة دون اي خطوط للرؤية تتوازى معها الخطوط الفعلية للدراما بشكل متوازٍ او سيمتري. ليسلط الضوء بالكامل على حبيبة حتى في المشاهد التي غابت عنها فعليا وتواجدت فيها حسيا ، وكأنها لم ترتكب اي ذنب يعاقب عليه الوجدان الإنساني او حتى القانوني او حتى لتأنيب ضمير انفعالي يثر المشاهد. ليتعاطف معها او لتقوية العلاقة بين المشاهد والمسلسل ليتبقى في الذهن الاستنتاج الاجتماعي او السلوكي المفيد ، وهذا لم يتحقق خلال حلقات مسلسل " كلام على ورق" فهل استطاع المسلسل إلقاء الضوء على هذه المافيات التي حاربها ام اكتفى بالجزء فقط ؟
ان أحاسيس كل شخصية في مسلسل " كلام على ورق" لم تخرج من الباطن العفوي الا بنسبة ضئيلة ، وهذا ارتسم على وجوه الفنانين دون استثناء وكأنهم في حالة شرود ذهني خصوصا المشهد الثلاثي لأفراد العصابة وهم يتناقشون بمجريات الأمور. اذا تبدو كؤوس الخمر التي كان يرتفع رنين الثلج فيها اكثر من أصواتهم. بل وكأنهم يتناوبون على شرب الكؤوس بروتين ممل يصب المشاهد بالذهول من برودة مشهد يفترض ان يكون جدلي بسخونته الحوارية . لأنه مرتبط بالحياة او الموت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

لـ "أنورا" حصة الأسد وأفضل فيلم وثائقي لمخرج فلسطيني في جوائز الاوسكار

فيلم (الوحشي) للمخرج برادي كوربيت والبحث عن الحلم الأمريكي

"اللودج" يختارمشاريع ضمن النُسخة السادسة من برنامجه

مقالات ذات صلة

لـ
سينما

لـ "أنورا" حصة الأسد وأفضل فيلم وثائقي لمخرج فلسطيني في جوائز الاوسكار

متابعة المدى عاش طاقم فيلم "Anora" ليلة لا تنسى، في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 97، الأحد، حيث فاز الفيلم بـ 5 جوائز، بما في ذلك أفضل فيلم، وأفضل ممثلة للنجمة مايكي ماديسون. وحصد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram