يوم لم يكن إسحاق نيوتن قد ولد بعد ، ولا دارون ، ولا انشتاين ، ولا غاليلو او مدام كوري ، ولا جيمس واط ، ولا كوغ - مكتشف البنسلين - ولا هيمن - مستنبط اشعة الليزر - ولا علماء الجينات ، ولا ولا ..
يوم لم تتبلور- بعد - ( في الأمصار الإسلامية ) قوانين وضعية تنظم العلاقات العامة والخاصة ، أفرادا وجماعات ، غير ( القرآن الكريم ) والسنة النبوية ، وصحيح الآحاديث ، واللجوء للإجماع والقياس والاستحسان والعرف والمصالح المرسلة ، ثم إعمال الرأي فيما لا يوجد بشأنه نص ، ولا يلحق به أثر ...
يوم لم تكن هناك مطابع ، ولا صحف ليزرية ولا فضائيات ، ولا هواتف محمولة ، ولا شبكات إنترنيت عابرة للقارات في غمضة عين ،ولا مكتبات وكتب إلكترونية تستعجلك الجواب قبل الأسئلة …..
يومذاك ، كان وجود الفقيه — الأصيل — وشيوع فتاواه ضرورة ملحة . لكن الأمر يثير الشكوك والشبهات في الزمن الملتبس الراهن.
موجات العنف . وتصعيد النزعات العرقية والقومية والطائفيةالتي تجتاح أمصار الكرة الأرضية من أقصاها لأقصاها ، تخوم باكستان ، وافغانستان ،والبحرين وليبيا واليمن ودول الخليج ، مرورا بمصر وسوريا ولبنان ، وصولا للكويت والعراق وفي إثرها كل البلدان التي يتناسل ويتصارع على اراضيها أهل الفتوى وتتوالد فيها الفتاوى ، حتى ليشاع أن الفتاوى صارت تباع وتشترى ، وتخضع لمتطلبات الحاجة ومنطق السوق والعرض والطلب حيث غدا الاقتراع على سيطرتها وجدوى مكتسباتها ومغانمها كما الاقتراع على حصان في ساحة سباق للخيل ، او في مقهى للرهان عبر لعبة نرد،
نطالب و نبحث عمن يتولى لجم وتحريم وتجريم الفتاوى التي تحض على العنف والقتل والتمثيل بالجثث باسم الله : بسبب دين او قومية او طائفة . بعد ان تناسلت الفتاوى — سفاحا —وادعى أبوتها أكثر من أب ، وتبنتها أكثر من حاضنة .
الفتاوى المضللة ، المتذبذبة المنحازة آفة الحكم الرشيد .
………. الصولجان ليس متاحا لكل من جلس على أريكة الحكم ، وأوصد ابواب العقل والتعقل وسداد البصيرة ، الصولجان بيد من يرى اوضح مما يراه العامة ، وأبعد مما يلمحه طابور من — الساسة — قصيري النظر .