الناصرية/ حسين العامل بعيداً عن المركز وفي مدينة سوق الشيوخ المتاخمة لاهوار الناصرية تواصلت وعلى مدى يومين فعاليات مهرجان الشاعر مصطفى جمال الدين السنوي الأول الذي عده عدد من كبار الأدباء والفنانين العراقيين بادرة طيبة لإعلاء ثقافة الهامش وخطوة للتحرر من هيمنة المركز.
 وتضمنت فعاليات المهرجان الذي شارك فيه نخبة من الأدباء والكتاب العراقيين كلمات وقصائد شعرية وعروض سينمائية ومسرحية. ووصف رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد فاضل ثامر إقامة مهرجان مصطفى جمال الدين في مدينة سوق الشيوخ بالفعل الثقافي الذي يستحق الثناء والدعم، مشيراً الى ان هذه الفعالية الثقافية تدلل على اتساع الفعل الثقافي ليشمل المدن والقصبات ويتجاوز جغرافية المركز. فيما أشار الدكتور جواد الزيدي الى ان الاحتفاء برمز ثقافي بقامة الشاعر مصطفى جمال الدين يمثل احتفاء بالثقافة العراقية الحقة، وأضاف: فضلاً عن هذا فان التكريم والاحتفاء يأتي من تجمع ثقافي في مدينة قصية لم تكن يوما مركزا ثقافيا على الرغم من معرفة الكثير بها بوصفها مدينة شاعرة وثقافية، وهذا ما ندعو له دائما أي إعلاء ثقافة الهامش والقصي وإيصالها الى المركز من خلال الإعلام وتنشيط فعالياتها بهذا المستوى الذي نشهده اليوم. وتابع الزيدي علينا ان نرفع ثقافة الأطراف ونوصلها الى جمهورها لانها بذرة في حقل التجريب العراقي الجديد وعليها ان تدام وتهذب لكي تصل. ومن جانبه قال الشاعر موفق محمد وهو لم يخف امتعاضه من سلوك بعض المسؤولين الذين اربكوا هدؤ القاعة بضجيجهم وهم يغادرون الحفل قبل انتهاء الجلسة الشعرية: "المهرجان تظاهرة ثقافية مفرحة ورائعة لكن للأسف لا توجد تقاليد ثقافية". وأضاف: فقاعة الإبداع لا يمكن ان تتحول الى مضيف فإذا كان المسؤول يعلم بانه سيغادر قاعة الاحتفال في منتصف الجلسة او قبل ذلك فلماذا يجلس في الصف الأمامي ويحدث جلبه عند خروجه، أفما كان الأجدر به ان يجلس في آخر القاعة وينسحب بهدؤ احتراما للشعر. في حين عبر الناقد ياسين النصير عن أمله بتواصل إقامة المهرجانات الثقافية في المدن القصية والبعيدة عن العاصمة عادا حضوره لهكذا مهرجانات اكتشافا لأمكنة جميلة من بقاع العراق. وقد شهد المهرجان قراءات شعرية متباينة المستويات شارك فيها الشعراء موفق محمد وعبد المطلب محمود وجمال جاسم أمين وعبد السادة البصري ورزاق الزيدي وعلي مجبل الخفاجي وعمر السراي وعلي شبيب ورد وخضر خميس وعبد الرزاق صالح وعدنان الفضلي ورياض العلوان ومحمد جمال الدين وإبراهيم الخياط ومجاهد أبو الهيل وحيدر مزهر وحافظ العطار.