TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وزارات وعشاير

وزارات وعشاير

نشر في: 29 أغسطس, 2014: 09:01 م

شبكة أخبار محلية نشرت يوم الأربعاء الماضي خبرا  يقول من ألفه إلى يائه كما ورد في موقعها الإلكتروني  ((كشف مصدر سياسي مقرب من المفاوضات التي يجريها ائتلاف..  بين مكوناته لتوزيع المناصب عن تقديم عرض من قبل فلان لشراء وزارة الكهرباء وقال المصدر  ان كتلة كذا، دفعت مبلغ 40 مليون دولار مقابل ترشيح احد أبناء عشيرتها للحصول على منصب وزير الكهرباء، وأشار إلى ان فلانا يحاول التأثير على لجان التفاوض المنبثقة عن ائتلافه للحصول على الوزارة المهمة دون ان يتمكن من الوصول إلى مسعاه حتى هذا الوقت لوجود تنافس كبير مع قوائم أخرى لديها الاستعداد لدفع مبالغ كبيرة)).
مثل هذه  الأخبار لطالما تناولتها وسائل محلية ،  وبصرف النظر عن مدى حقيقتها فإنها ليست مستبعدة،  ولاسيما ان العملية السياسية العرجاء بحسب بعض المشاركين فيها ،وفرت لمن يجد في نفسه الكفاءة والقدرة على "ابتكار الكلاوات" فرصة ان يكون زعيما سياسيا ، يتحدث باسم المكون الفلاني فشارك في الانتخابات ، وبالنسخة  العراقية للديمقراطية حصل على حجم برلماني  أهله ليكون رئيس كتلة ، وكغيره من قادة الكتل رفع  سقف مطالبه "الوطنية والقومية" ، وهذا النوع من الساسة على استعداد للتنازل عن جميع مطالبه  مقابل الحصول على عشيقته  "الوزارة أم الخبزة " ثم يطلب من ناخبيه  الصمود "الحار المجسب" لأربع سنوات مقبلة لانتزاع حقوقهم المشروعة . 
بيع الوزارات ابتكار عراقي بحت سواء كان أكذوبة أم حقيقة ، يمكن ان  يحسم الجدل حول الكابينة الوزارية ، ويوفر لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي  الإعلان السريع لتشكيل حكومته الجديدة ، وستكون في ضوء ابتكار البيع والشراء عابرة للمحاصصة الطائفية ، حين تتفق الأطراف على توزيع الحقائب السيادية والخدمية بين العشائر التي تضم الشيعة والسنة ، التخطيط لعشيرة الجبور، والمالية لزبيد  ، والكهرباء للكرابلة ، والنفط لشمر والعدل والداخلية والدفاع وغيرها تتقاسمها بقية العشائر العربية والكردية والتركمانية والأقليات بموافقة القادة السياسيين ، يتحقق النصر الناجز على الإرهاب ، ويتناول  العراقيون الكباب ، وعاشوا عيشة سعيدة .
من حق رئيس الكتلة الحصول على حقيبة وزارية أو اكثر طبقا لاستحقاقه الانتخابي ورصيده من النقاط ومن خلالها سيحصل على مكاسب أخرى ، فهو حين يحمل صفة صاحب المعالي سيترك مقعده في البرلمان شاغرا فيشغله  شقيقه أو "خال الجهال" ، استجابة لرغبة الست حرمه المصون أو يبيع المقعد ويعلن  عبر وسائل إعلام يمتلكها انه قرر التنازل عن مقعده في مجلس النواب لرجل عرف بمواقفه الوطنية وتقديرا لجهوده في مقارعة الظلم ودوره البطولي في الدفاع عن أبناء عشيرته بالسراء والضراء، تخلينا عن موقعنا في السلطة التشريعية وسيشغله شخص آخر ،  وتوجهنا إلى السلطة التنفيذية لخدمة شعبنا والله على ما أقول شهيد ، وياعواذل فلفلوا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram