اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء >   مشاهدات زائر لمنفذ الشلامجة  

  مشاهدات زائر لمنفذ الشلامجة  

نشر في: 30 أغسطس, 2014: 09:01 م

 كنت قرأت ذات يوم في بعض ما ينشر على المواقع : بأنك إذا أردت أن تعرف أحوال الناس في البلاد التي أنت قاصدها، أدخل حمامات منافذها الحدودية، لتعلم أي البلاد العربية الإسلامية هذه، وتمادى أكثر قائلاً: بان معظم حمامات منافذ الحدود في بلدان شرقنا هذا وسخة، قذرة، مهجورة، ليس فيها أبسط مقومات النظافة والسلوك المتمدن. مع ان ديننا الإسلامي أولى قضية النظافة اهتماما كثيرا .تذكرت هذه وأنا ادخل منفذ الشلامجة الحدودي متجولا، بصحبة عدد  من أعضاء الحكومة المحلية في البصرة وعدد من الإعلاميين. أقول هذه لكي لا يتجنى علينا أحد في ما نذكر ونأتي عليه.
  في البدء، كنت سعيدا جداً حين شاهدت، مارا بالسيارة، بعض الشبان من سكنة قضاء شط العرب، يسبحون، فرحين في القناة الاروائية التي كثر الحديث عنها، والتي يؤمِّل سكان الفاو وصولها اليهم قادمة من نهر البدعة، قرب الناصرية مارَّة بقرية كتيبان، عابرة الشط الكبير باتجاه قرية ابو فلوس، في رحلة طويلة تقدر بـ 180 كلم، حيث تنقل الماء الحلو العذب إلى الفاو، وهي سعادة ما بعدها سعادة بالنسبة للسكان هناك. لكن السعادة تضاءلت شيئا فشيئا على الطريق المؤدي إلى الشلامجة، فقد قصمت ظهره وخسّفته آلاف الشاحنات القادمة من دولة إيران محملة بآلاف الأطنان من المواد المختلفة، بعد تعطل الميزان منذ ستة أشهر، وعدم قيام الجهات في المخفر الحدودي بتصليحه. وهنا تساءل احد أعضاء المجلس قائلا: أيعقل بأن منفذا حدوديا مهما، يزوّد ميزانية الدولة بمليارات الدنانير سنويا تعجز الجهة المسؤولة عنه عن دفع مبلغ 16 مليون دينار لتصليحه؟ لم يكن السؤال بريئا إلى الحد الذي يعني فيه، ترى لماذا لم تقم الجهة بتصليحه، وهل من علاقة غامضة بين الإبقاء على الميزان عاطلاً وبين التخسفات على الطريق، وبين الجسر المقام على شط العرب، جسر خالد، وبين (الحديدة) المقامة عليه، والتي من شانها منع مرور الحمولات العالية. أسئلة نعرف الإجابة عليها مثلما تعرف الحكومة المحلية لكنها مبهمة عند حكومتنا الفدرالية المشغولة بمشاكلها (صلاحيات المنافذ بقيت اتحادية).
  كنت قبل عام ،وقفت على الخط الأحمر الذي يفصل جهتنا الحدودية، جنوبي غربي العراق عند دولة الكويت مقارنا بين الحالين في الدولتين وقد خلصت إلى المأساة التي هنا بالقياس إلى التي هناك، على خط شبه وهمي رسم على الأرض تختلف عنده أحوال الناس، التي تسوء وتتردى هنا وتتحسن وتتجمل هناك، واليوم أقف بين نقطتي جنوبي شرقي العراق عند مركز الشلامجة، حيث تتكر عندي المأساة ذاتها، وانا أشاهد الرداءة والسوء والقبح كله هنا، وأنا أتصفح وجوه الداخلين والخارجين وهي تفصح عن تذمرها وشكواها من كل ما في المركز الحدودي. لم يكن اللواء صدام الشبيبي مدير المركز أقلنا تذمرا، فقد اشتكى للحكومة المحلية من تلكؤ الشركتين اللتين رست عليهما مناقصة تنفيذ بناية المركز الجديد قبل 7 أشهر، ولم تقم بأي عمل يدل على نيتها الشروع بالعمل ، سوى من إبقائها على جرافة قديمة عاطلة، يحدثنا بعض الموظفين عن صفقة تمت بين الحكومة الفدرالية وبين إدارة الشركتين. الحديث كان هامسا لكنه لم يتجاوز الغزل الذي كان قائما بين إدارة مكتب رئيس الوزراء وبين مقاولين من جهة ما.
  لا نجد عبقرية كبرى في بناء مبنى يعمل على إدارة دخول وخروج المسافرين والبضائع على نقطة حدودية في الشلامجة أو سفوان او في أي منفذ حدودي آخر، مثلما لا نجد عبقرية في وجود تعامل حضاري مدني داخلهما، لأن قضايا مثل نظافة الحمامات او تسهيل معاملة سائح، زائر، ووجود ميزان شاحنات البضائع، وعربات نقل حقائب المسافرين ووجود عمال خدمة غير شحاذين، وأجهزة تبريد المبنى مع كهرباء متصلة غير منقطعة، مع انضباط في المواعيد وطرق مرور مؤشرة باسهم للخروج والدخول وتفاصيل لا تتجاوز هذه  ليست من أعمال التعجيز او الاستحالة. لكن بقاء هيمنة الحكومة الفدرالية وعجز الحكومة المحلية عن المعالجة نتيجة ذلك سيُبقي على أحوال منافذنا كما هي، حيث المباني هناك لا يمكن وصفها إلا بانها تصلح كمناطق للعزل والحجر الصحييّن.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram