(الصدفة ) تعرفها القواميس والمعاجم : إنها فعل استثناء من شروط القاعدة السائدة .
والصدف المحضة نادرة الحدوث ، نادرة التكرار بالحذافير ذاتها والتفاصيل والوتيرة ، نادرة الوقوع بذات الزمان والمكان .
حين تتكرر الصدف بذات الملامح ، بأزمنة متقاربة ، وأماكن غير متباعدة ، تفقد عذريتها وعفويتها وتنزع عنها أسمال ( الاستثناء، وتغدو في حساب الخبراء : عملا مدبرا ، مبرمجا ، تم بفعل فاعل ،عن سابق عزم وتصميم وإصرار وترصد .
القراء البسطاء - عموما - أسرى الإعلام بشتى صنوفه ، المرئي والمسموع والمقروء ، والإعلام لا سيما إعلام المناطق الساخنة — خلطة من سمك لبن تمر هندي . يختلط فيه الصحيح بالمختلق ، الحقيقي بالوهمي ، لا يعرف حابله من نابله ، من هو الجلاد ومن هو الضحية ….
الإعلام — هذي الأيام — سوط ، يدمي صدور من يصدق ومن يشك، من يستنبط النتائج من المقدمات ، من يستقرئ الف باء الأحداث عن وعي وثاقب بصيرة....
…………….
قرأ الملايين غيري خبر سقوط طائرة - بدون طيار - قرب مطار بغداد ،، قيل إنها طائرة أميركية تجسسية ، استطلاعية ، وقيل إنها طائرة إسرائيلية - لذات الهدف - طائرة مرقت وحومت في السموات العراقية في غفلة من عيون ( النواطير النشامى ) ، أو بعلمهم وتصنعهم العمى والخرس والطرش ،
ما يفاقم صدمة الخبر . أن يتم الإعلان عنه ، على لسان ناطق رسمي بالجيش العراقي ،الذي امتنع عن التصريح عمن قام بعملية الإسقاط ، لكنه لم ينس مبادرة السفارة الأميركية٬ حول لملمة الموضوع بإرسالها فريقا مختصا جمع حطام الطائرة ونقله لمقر السفارة!
في سياق متصل ، أعلن عن إسقاط طائرة مماثلة - بدون طيار -فوق الأراضي الإيرانية، بالقرب من منطقة (ناتانز ) حيث يوجد مفاعل تخصيب اليورانيوم .. وفي سياق سابق : أعلنت كتائب القسام ، إنها أسقطت طائرة - بدون طيار - فوق غزة شرق حي الشجاعية .
لقد تم سقوط تلك الطائرات — أو إسقاطها عمدا— لا بسبب عطل أو عطب فني ( تقني ) ، ولا بسبب نقص في الوقود ، ولا بسبب سهو من أطلقها وحلق بها أو سيرها بالريموت كونترول ، بل إنها رسالة واضحة لا نحتاج إلى خبراء شفرة لفك رموزها وطلاسم سقوطها المبرمج . إنها مذكرة تحذير: نحن هنا، شئتم أم أبيتم ، علمتم أم تجاهلتم ، نحن هنا أقرب إليكم من حبل الوريد ،من ينقي عن الخبر شوائبه ، ويلقم من يجاهر بالحقيقة الفاجعة حجراً بحجم صخرة عبعوب ؟
نحن هنا هل من مبارز؟
[post-views]
نشر في: 31 أغسطس, 2014: 09:01 م