TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > أمل بعودة العائلات المسيحية إلى منازلها في بغداد

أمل بعودة العائلات المسيحية إلى منازلها في بغداد

نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 06:31 م

بغداد/ وكالاتبيوت أسيرة الأقفال والسلاسل في قلب بغداد... نظرة الاسى تأسر كل من يمر بالقرب من أبوابها ونوافذها، لكن منازل العائلات المسيحية التي هاجرت خارج العراق او الى اقليم كردستان في السنوات الماضية بسبب العنف الطائفي،
 تلقى حماية اهالي الاحياء المسيحية وسط بغداد حيث يأمل الجميع بعودة الحياة اليها يوماً ما. وعلى بعد بضعة امتار من زقاق بدت معظم منازله تغط في سكون كان منزل ادوارد في الكرادة قد افصح عن وحدته حيث غزت العواصف الترابية حديقته الكبيرة وحولته اوراق الخريف المتساقطة الى بيت اشباح. ويقول موسى فيليب صاحب المنزل المجاور بحسب صحيفة الحياة «لقد غادروا منذ ثلاثة اعوام، ولم نسمع عنهم شيئاً منذ ذلك الحين، تركوا المنزل امانة في أعناقنا». ابو جورج كما طلب تسميته اخذ على عاتقه حراسة المنازل الخالية في حيه، فهو من القلائل الذين رفضوا المغادرة فاصبح مقصد كل مهاجر يقول: «في عنقي امانة 7 منازل تنتظر اهلها». يصمت ابو جورج قليلاً ثم يكمل «اعلم جيداً ان بعضم جيراني ممن غادروا الى اوروبا واميركا يعيشون اوضاعاً اقتصادية صعبة هنــاك، ومع ذلك رفضوا جميعاً بيع منازلهم في بغداد، انها هنا بمثابة امل دائم بالعودة». اما «ابو راني» وهو اب لثلاثة ابناء ويسكن حي الصناعة الذي كان منطقة مسيحية كاملة حتى عام 2003 فيقول: «على رغم الوضع الصعب الذي مررنا به، هناك عائلات كثيرة ما زالت تعيش في بغداد، ولم يكن لدي تقبل لفكرة الهجرة خارج العراق لان ظروف ومعاملة الناس في الخارج مختلفة تماماً». ابو راني يملك مخزناً لبيع المواد الغذائية قريباً من بيته يؤكد «لو تحسن الوضع الامني قليلاً في العراق وارتفع مستوى المعيشة وتوافرت الخدمات لعادت تلك العائلات الى منازلها بلا تردد». الأب نظير راعي كنيسة مار كوركيس وسط بغداد يوضح بدوره ان اعداداً غير قليلة من المسيحيين الموجودين الآن في العراق لديهم فكرة الهجرة الى بلاد اخرى، والكنيسة تعمل بكل جهودها وطاقاتها للحد من هذه الظاهرة من خلال اقامة دورات وورش توعية للشباب المسيحي. ويكمل «قامت الكنيسة بفتح مركز لاستقبال العائلات المسيحية المهجرة من المناطق التي احتدم فيها الصراع الطائفي خلال السنوات الماضية وخصوصاً من جانب الكرخ حيث كانت اعداد غير قليلة من العائلات المهجرة تأتي الى هذه المراكز». الأب نظير اشار الى ان هذه العائلات وعلى رغم التحسن النسبي في الاوضاع الأمنية تعمل على تصفية جميع املاكها من بيوت ومحلات تجارية وسيارات لجمع مبلغ من المال والرحيل عن العراق بحثاً من مكان امن ومستقر، والكنيسة «بين فترة وفترة تطلق دعوات وصلوات من اجل عودة تلك العائلات وحض البقية على عدم الهجرة من موطنهم الاصلي». وكان مسيحيو العراق خاضوا خلال الشهور الماضية صراعاً بدا يائساً لزيادة نسب تمثيلهم في البرلمان عن خمسة مقاعد يقولون انها لا تمثل عددهم الحقيقي الذي يصل الى نحو مليون ونصف مليون عراقي اكثر من نصفهم الآن خارج العراق ولكن يحق لهم الادلاء بأصواتهم. ولا تملك الحكومة اي إحصاءات دقيقة عن عدد العائلات العراقية المسيحية التي هاجرت خارج العراق. ويقول رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان عبدالخالق زنكنة ان «هناك دعوات ومستمرة لتلك العائلات من اجل العودة الى العراق». موضحاً ان «المسيحيين تعرضوا الى اعمال عنف مزدوجة خلال السنوات الماضية على يد العصابات الاجرامية». زنكنة دعا بدوره «الحكومة العراقية الى تكثيف الجهود من اجل حماية بقية العائلات والحفاظ عليها والتصدي لمخططات افراغ البلد من مكوناته الاجتماعية والدينية».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram