لندن/ وكالاتكشفت صحيفة «ذي اندبندنت» البريطانية أن بريطانيا ألزمت نفسها بالمشاركة بعدد كبير جدا من القوات البرية في حرب العراق بهدف ترك انطباع وكسب نفوذ لدى الولايات المتحدة بحسب تحقيق شيلكوت حول العدوان على العراق.
وقال اللفتنانت جنرال سير انتوني بيغوت نائب رئيس الأركان البريطاني السابق في شهادته أمام اللجنة: انه ومن خلال اتخاذ هذا الموقف القوي إلى جانب واشنطن كان بمقدور لندن الإثبات للأميركيين بأنها غدت لاعبا أساسيا و جديا في الحرب، مشيرا إلى انه وبعد اللقاء الشهير بين بلير والرئيس الأميركي السابق جورج بوش في منتجع تكساس في نيسان من عام 2002 تم تكليف بيغوت بتشكيل لجنة لدراسة الخيارات العسكرية ضد العراق. وأضاف: إن الجانبين زعما في البداية أن الهدف هو إخلاء العراق من أسلحة الدمار الشامل وليس العمل على تغيير النظام هناك وظهر منذ المراحل الأولى للتحضير للحرب بان حكومة بلير كانت ترغب وفي إطار أي عمل عسكري ومهما كان هدفه أن تلعب دورا كبيرا فيه وليس مجرد بلد انطلاق للقوات من أراضيها. ‏ ولفت الجنرال البريطاني إلى أن قادة الجيش الأميركي قابلوا العرض البريطاني بارتياح كبير لأنهم أرادوا تشكيل تحالف دولي بأكبر قدر ممكن من المشاركين لإضفاء الشرعية على حربهم.‏ غير أن لورد بويس رئيس أركان الجيش البريطاني أكد أن بريطانيا لا تملك تأثيرا كبيرا على السياسات الأميركية وخصوصا ما يجب فعله بعد الحرب. وقال بيغوت: إن بريطانيا ومن خلال إبداء استعدادها للالتزام بقوة كبيرة في الحرب فأنها ستتمكن من تعزيز موقفها كحليف عسكري للولايات المتحدة، وأضاف: انك تثبت جديتك من خلال مساهمتك والتزامك بوضع الناس.. وهم هنا الجنود البريطانيون.. في الخطر وليس فقط من خلال حشد الجنود بالثياب العسكرية على الأرض. ‏ وانتقد الجنرال بيغوت مسارعة إدارة جورج بوش السابقة إلى إعلان النصر في الحرب ضد العراق منذ بدايات الحرب وقال: على الرغم من النصائح التي قدمت إليهم لتفادي تعابير قوية وصارخة كتعبير لقد فعلناها وانتصرنا وغيرها من الدعايات الإعلامية التي غدت جزءا من الحملة الدعائية الأميركية في الحرب. ‏ يشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ذكر عقب إعلانه تشكيل لجنة التحقيق الجديدة أن هذه اللجنة مهمة للتحقيق فيما حدث وهذا يعني حسب قول المحللين انه لم يستطع التملص من هذا الموضوع أكثر من ذلك. ويطرح هنا سؤال عن القرار المتعلق بتعيين السير جون تشيلكوت رئيسا للجنة التحقيق بدل تعيين قاض مستقل. ووصف السير جون هو دبلوماسي متمرس وموظف مدني كبير وكان عضوا في إحدى لجنتي التحقيق السابقتين وهي اللجنة التي حققت في علاقة المخابرات البريطانية بحرب العراق، وصف البعض النتائج التي توصلت إليها تلك اللجنة بأنها تبييض لسمعة المخابرات.
تقرير: بريطانيا اشترت صداقة أميركا بحرب 2003
نشر في: 6 ديسمبر, 2009: 06:33 م