في الاجتماع الأخير لهيئة دراسات المستقبل المنعقد في روما يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 2008،تحت عنوان( التفكير لما بعد زمن البترول) اعتمدت د. يوشي شاكا في دراستها على تقرير أعـدَّه خبراء يابانيون مؤخرا، خلاصته أن النفط سينفد مع عام 2069 إذا استمر معدل اس
في الاجتماع الأخير لهيئة دراسات المستقبل المنعقد في روما يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 2008،تحت عنوان( التفكير لما بعد زمن البترول) اعتمدت د. يوشي شاكا في دراستها على تقرير أعـدَّه خبراء يابانيون مؤخرا، خلاصته أن النفط سينفد مع عام 2069 إذا استمر معدل استخدامه، كما هو عليه اليوم، ولكنه سيختفي مع عام 2050 إذا ازدادت معدلات المحروقات نتيجة لزيادة السكان على وجه الأرض. ولو أخذنا بهذه الأرقام كيف سيحل العراق مشكلة الطاقة الكهربائية علماً أن غالبية محطات توليد الطاقة الكهربائية تعمل بواسطة البخار المحمص الذي يولد باحتراق الوقود الأحفوري (مصدره النفط) والجزء المتبقي ينتج بواسطة المحطات الكهرو- مائية وهذه بدورها مرتهنة بدورات الجفاف كما هو عليه الحال الآن.
معد التكلفة (سنت لكل كيلو واط ساعة)
الحلول التي يمكن تصورها ليست بالكثيرة يتأتٍ في مقدمتها استخدام الطاقة النووية وذلك لتقارب كلفة انتاج الكيلو واط الواحد كما في الجدول(1).
العقبات التي تواجه هذا المقترح تتمثل في الرفض الغربي لبيع هكذا تقنية اضافة للتكلفة العالية لهكذا تقنية.. واخيراً ان تشغيل وصيانة مثل هذه المنظومات تتطلب أُطراً فنية مدربة بشكل متقدم وبعكسه فإن مأساة جرنوبل لازالت ماثلة أمامنا. من الجدول يظهر ان استخدام طاقة الرياح الحل الأمثل من ناحية التكلفة وسهولة التشغيل والصيانة إ ضافة الى وجود مساحات شاسعة وسرعة الريح فيها مقبولة جدا. وفي حالة وضع رياحي جيد من الممكن لهذه المولدات العمل نحو 6000 ساعة في السنة من مجموع ساعات السنة البالغة 8760 ساعة. وفي حالة مولدة كهرو-هوائية بقدرة 1 ميكا واط فهذا يعني أن هذه المحطة تولد قرابة 2500 ميكا واط ساعة كهرباء في السنة الواحدة.ومثل هذه المنظومة سوف تقلل من توليد ثاني أوكسيد الكربون بما يعادل 2500 طن في العام, فيما تقل نسبة الكبريتات المتسربة الى الجو بنسبة 3 طن في العام, وأما النترات المتسربة الى الطبيعة فتقل بما يعادل 2,5 طن في العام, لو تم توليد كمية الكهرباء نفسها بمصادر الطاقة التقليدية كالفحم.. واعتماداً على منشورات قنصلية الطاقة العالمية ازدادت الطاقة من الرياح في نهاية عام 2006 بنسبة 25% مقارنة مع العام السابق وبنهاية عام 2007 ازدادت النسبة الى 27% وازدادت النسبة الى 30% بنهاية عام 2008. في الولايات المتحدة الاميركية ازدادت النسبة بنهاية عام 2008 بحدود 45%. وفي جمهورية مصر أصبح إجمالي قدرات التوليد المركبة من مزارع الرياح 310 ميكاواط انتجت طاقة نظيفة بلغت زهاء 830 مليوناً كيلو واط/ساعة عام 2007/2008 ووفرت نحو 190 الف طن مازوت معادل، وتحد أعلى من انبعاثات 460 الف طن من غاز ثانى اكسيد الكربون سنويا.قدرة في الوقت الحاضر أعلى قدرة توليد مسجلة لتوربين هوائي هي 2.5 ميكا واط (ميكا واط يعادل مليون واط),
ولو أمتلكت الريح قدرة واحد ميكاواط وبكفاءة التحويل الحالية تولد هذه الريح من 2,4 -3 مليون كيلو واط كهرباء بالساعة في السنة والبحوث جارية لمضاعفة هذه القدرة مع المحافظة على درجة ضوضاء مقبولة. في الولايات المتحدة الاميركية وضعت الخطط لاحتياجات الطاقة الكهربائية للعام 2030 التي تمثلت بزيادة 39% عن أحتياجات عام 2005 وسيبلغ الاحتياج الى5,8 بليون ميكاواط. ولكي تغطي 20% منها يفترض بطاقة الريح ان تولد 300 ميكا واط.
الحل الثاني هو استخدام التحويل المباشر للطاقة الضوئية لتيار كهربائي باستخدام الخلايا الضوئية ومثل هذا الحل بدأت الدول الاوروبية التفكير به باستخدام الصحارى الشاسعة في شمال أفريقيا والتي تمتاز بطول الفترة الزمنية المشمسة بعد ان بلغت كفاءة التحويل 40,7% باستخدام طريقة الثنائيات الهجينة المتعددة .هذا الحل وان كان الأكثر تكلفة إلا انه يمتاز بجملة ايجابيات تأتي في مقدمتها إمكانية الاستخدام للالواح الشمسية على مستوى المنازل المنفردة وتوفر الايام المشمسة الكثيرة في العراق وعدم وجود أجزاء متحركة في هذه المنظومات إضافة لكل ذلك تتوفر في العراق كفاءات علمية جيدة ومصنع ( وان كان قديماً) لإنماء وتقطيع الشرائح السليكونية وخطوط انتاج الخلايا الشمسية السليكونية وإمكانية الاستفادة من الجامعات والمراكز البحثية لتطوير الخلايا الشمسية التي تعتمد الاغشية الرقيقة بدلا من السليكون . من العناصر الايجابية التي تدعم هذا الاختيار هو وجود صحراء بمساحة شاسعة قد تكون رمال الصحراء ليست المكان المناسب للزراعة, ولكن الصورة تتغير اذا ما اعتبرنا الصحراء مزرعة السليكون لتصنيع الالواح الشمسية وهذا هو المكان الأكثر ملائمة ( وهذا هو السبب وراء فكرة مشروع تربية الصحراء الشمسي الذي تبنته اليابان والجزائر لاستخدام الصحراء التي تعتبر مصدراً غير متناهٍ لضوء الشمس والرمال) . تبدأ الفكرة بإيجاد عدد قليل من مصانع السليكون التي ستنتج السليكون المطلوب لتصنيع الألواح الشمسية , والتي ستستخدم لاحقا لتشغيل مصانع انتاج السليكون .وتبعا للدراسات النظرية سينتج سليكون في عام 2050 ما يكفي لتوليد نصف الطاقة التي يحتاجها العالم. ومثل هذا الهدف هو اكبر بكثير من الهدف الذي وضعته مؤسسة دستركك الاوروبية التي تخطط لإنتاج 15% من الطاقة التي تحتاجها في عام 2050 مع ان البعض يفكر في ان يصاحب مشروع تربية الصحراء الشمسي باستخدام الموصلات الفائقة التي تعمل بدرجات الحرارة العالية لنقل الكهربائية المباشرة لمسافات بعيدة مما يعني ان تتواصل البحوث في الموصلات الفائقة بهدف رفع درجة الحرارة التي تعمل بها من دون الحاجة لتبريدها، وحتى مع عمليات التبريد يرى أصحاب فكرة مشروع تربية الصحراء الشمسي ان التكلفة للانتاج ستكون منافسة .
الحل الثالث هو المنظومات الكهرو- حرارية الشمسية منظومات تعمل على توليد الكهرباء بتوجيه البخار الناتج من التسخين بحرارة الشمس الى التوربين . مبدأ عمل هذه المنظومات بسيط ومعروف حتى للأطفال الصغار حيث ان تركيز ضوء الشمس من الحرارة بحيث يشعل النار في الاشياء. ومن الثابت علميا أن كل متر مربع من الارض يستلم كيلو واط من الطاقة الحرارية عندما تكون الشمس عمودية, ولقد اُستخدم هذا المبدأ في الصين بـ 700 سنة قبل الميلاد لإشعال الخشب.
المركزات الشمسية ((Solar Concentrators تعمل على يبخير المائع((working fluidوالذي يمكن ان يكون ماء,زيت هواء أونيتروجين بتركيز الاشعة الشمسية مولده بخار بضغط عالٍ (بخار محمص Super Heated Steam) في حالة استخدام توربين بخاري او توربين غازي وهذه التوربينات مكائن بكفاءة من 30%-40% وبمقدورها توليد قدرة تتراوح من 10 وحتى 100 ميكا واط. كذلك بالامكان خزن الطاقة الحرارية ثم استخدامها لاحقا في أي وقت. وبالمقارنة مع الخلايا الشمسية التي تحوِّل الطاقة الشمسية الى طاقة كهربائية تحويل مباشر الأمر الذي يعني انها تعمل خلال النهار فقط وذلك لقلة كفاءة خزن الطاقة الكهربائية , وعلى العكس يعتبر خزن الحرارة أسهل وأكثر كفاءة والذي جعل المنظومات الحرارية الكهربائية الحل الأمثل للمنظومات ذوات القدرة الانتاجية الكبيرة حيث يمكن خزن الحرارة خلال النهار واستخدامها خلال الليل. وحاليا تضاهي كلف انتاج الكيلو واط بهذه المنظومات اقل من كلفة الانتاج بالخلايا الشمسية وباستخدام الغاز الطبيعي.