حث خبراء اقتصاد الحكومة العراقية على دعم قطاع تربية الدواجن في كربلاء وتعميم التجربة على بقية المحافظات العراقية، مؤكدين أهمية القطاع الذي قد يأتي بمردودات مالية كبيرة للبلد في حال تقديم الحكومة تسهيلات لأصحاب مزارع الدجاج وتقليص عملية الاستيراد.

وقال الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطون في حديث لـ"المدى",ان "كربلاء من المدن المنتجة للدواجن بسبب امتلاكها مقومات كثيرة أهمها الخبرة المتراكمة والأرض الغنية بالمزروعات وتوفر الأيدي العاملة إضافة إلى أنها من اهم المناطق السياحية لذلك تعتبر سوقاً استهلاكية كبيرة جدا".

وأضاف ان "صناعة الدواجن في كربلاء تعتبر تقليدا متميزا بسبب إنشاء الحكومة مشاريع كبيرة على أرضها ليس الآن ولكن منذ منتصف تسعينات القرن الماضي لذلك تجد القطاع الخاص هو المسيطر على معظم الحلقات الإنتاجية لتوفر الأرباح المجزية والكبيرة لهذه المشاريع".

وأوضح ان "العراق بحجمه البشري المتزايد والذي يصل إلى 35 مليون نسمة يشكل كتلة استهلاكية كبيرة للحوم البيضاء وخاصة لحوم الدجاج لذلك هناك حاجة ملحة لزيادة الإنتاج المحلي دون الاعتماد على المستورد".

وبين ان "إنشاء مشاريع الدواجن وازدهار صناعتها لايتم الا من خلال القطاع الخاص وبدعم حكومي مباشر عن طريق توفير الارض والقروض الميسرة اضافة الى دعم المنتج المحلي وتقليص عمليات الاستيراد".

واكد ان "المردود المالي الكبير لمشاريع الدواجن يوازي ما توفره الصناعة النفطية اذا ما تم وضع خطة علمية سريعة للنهوض بواقع الثروة الحيوانية على مستوى البلاد".

وأشار الى ان "الدعم الحقيقي الذي توفره بعض الدول المجاورة وخاصة تركيا وايران لصناعة الدواجن اسهم في تصير اللحوم البيضاء الى العراق بصورة كبيرة ليوفر لها ملايين الدولارات سنويا تمثل نسبا مهمة في موازناتها العامة".

ولفت الى ان "تدني الإنتاج المحلي الى 15% من الاستهلاك العام الذي تزايد نتيجة الانتعاش الاقتصادي في البلد ساهم في زيادة الاسعار خلال السنوات الماضية وخلق منافسة غير كفوءة بين الإنتاج المحلي والمستورد". 

بدوره قال الخبير الاقتصادي مصطفى محمد الحبيب في حديث لـ"المدى",ان "اندثار معظم المشاريع الخاصة بالدواجن خلال السنوات السابقة ساهم في تراجع الإنتاج المحلي بصورة كبيرة".

واضاف ان "توفر العناصر الأولية المهمة لصناعة الدواجن في مدينة كربلاء على مدى الـ 30 سنة الماضية ساهم بتحريك عجلة هذه الصناعة المربحة ولكن على نطاق المحافظة فقط". 

وأعلنت وزارة الزراعة، في وقت سابق، عن تسويقها أكثر من "ألف طير من دجاج بيض المائدة صنف (لومي) الألماني" ضمن مشروع الطيور الداجنة، وبينت أنها تهدف الى "نشر تربية الدواجن وإدخال أصناف وسلالات عالية الإنتاج" في البيض واللحوم، فيما أكدت أنها خصصت "(125) دونما لزراعتها بـ (200) ألف شتلة زيتون".

وقال مسؤول المشاريع في مديرية زراعة كربلاء عيسى عواد، في بيان صدر عن الوزارة ، وتلقت "المدى" نسخة منه، إن "مديرية زراعة كربلاء قامت بتسويق (1071) طيرا من دجاج بيض المائدة صنف (لومي) الألماني في مشروع الطيور الداجنة للمستفيدين والموظفين بهدف تربيته والاستفادة من إنتاجها من البيض".

وأضاف عواد، حسب البيان، أن "الهدف من المشروع هو نشر تربية الدواجن بالطرق العلمية وإدخال أصناف وسلالات عالية الإنتاج في البيض واللحوم"، مشيرا الى أن "المحطة البحثية للدواجن التابعة إلى المديرية أنهت تجاربها على دجاج بيض المائدة الألماني صنف لومي بعد (42) أسبوعاً من التجارب على (1300) دجاجة من هذا الصنف"، موضحا أنه "تم شراء صنف لومي من الهيئة العامة للبحوث الزراعية لتابعة إلى وزارة الزراعة بعمر (12) أسبوعا".

وأكد عواد انه "من خلال تجاربنا على صنف لومن الألماني تم الحصول على نسبة إنتاج بيض تتراوح بين (65- 92%) في قمّة الإنتاج وحسب العمر"، لافتا الى أن "النسبة تناقصت إلى (72%) بعمرها الحالي البالغ (42) أسبوعا".

ومن جانب آخر، ذكر عواد أن "وفد الهيئة العامة للبستنة والغابات قام بالتنسيق مع مديرية زراعة كربلاء لتخصيص (125) دونما لزراعتها بأشجار الزيتون"، مبينا أن "المساحة التي خصصتها المديرية لهذا المشروع ضمن مشروع المحميات الطبيعية البالغ مساحته (6) آلاف دونم"، وتابع "يضم أيضا مشروع الأغنام بمساحة (100) دونم".

وأشار الى أن "المباشرة بالمشروع ستتم حال إكمال الإجراءات القانونية والإدارية"، مرجحا "البدء بالمشروع بداية شهر أيلول المقبل"، مؤكدا أن "المشروع سيتم خلاله زراعة ما يقارب (200) ألف شتلة زيتون".

وكانت مديرية زراعة كربلاء أعلنت، في وقت سابق، عن الانتهاء من عمليات الحصاد والتسويق لمحصولي الحنطة والشعير، وأكدت أن الكميات المسوقة من الحنطة والشعير بلغت (11522) طنا، مشيرة الى أن إجمالي المساحة المحصودة بلغت (24772) دونما منها، (18302) دونم لمحصول الحنطة و (6470) دونما لمحصول الشعير.