TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عن "شيلة" أُم شهداء سبايكر

عن "شيلة" أُم شهداء سبايكر

نشر في: 1 سبتمبر, 2014: 09:01 م

كثّر الله خير الدكتور سليم الجبوري الذي قدر حرقة قلب أُم الشهيد حين كشفت عن رأسها تحت قبة البرلمان وتقبل "شيلتها" عندما رمتها بوجه النّواب.
كثّر الله خيره، لأنه لم يقتد بسنة الزعماء المنتهية ولايتهم عندما جاءت لاحدهم هناء أدور شاكية اعتداء قواته على أبنائها شباب ساحة التحرير وجلدهم والتنكيل بهم بالعلن. حتى صدام لم يجرؤ على ذلك ،فالتنكيل بمعارضيه، على الأقل، كان مستورا. أهينت الأم هناء من قبل اعلى مسؤول تنفيذي رغم أنها لم ترم "شيلتها" بل تقدمت بطلب مكتوب على ورقة. ورقة أرعبت "القائد" فصاح بحمايته: "وخروها".  لبشاعة تلك الصيحة .التقطها الصحافي الأميركي دكستر فيلكينس ليوثقهابمجلة "نيو يوركر" بحروف إنجليزية: Wakhrooha.
كثيرون تحدثوا عن معنى رمي العراقية لشيلة الرأس. بعض حسبه استنهاضا للهمم. وبعض اعتبره إهانة للرجال الذين أمامها. لو كان كذلك لكبّعتهم،بعباءتها. في الحقيقة إنها تقصدت كشف رأسها. لماذا؟ هكذا تفعل العراقية حين تضيق بها الدنيا ويحاصرها الخوف واليأس. إنها رسالة للسماء كي يستجيب الرب لدعائها كما فعلت ليلى أم علي الأكبر.
منذ الصغر كان الشيخ عبد الزهرة الكعبي يبكينا حتى نهزّ الأرض بعبراتنا وهو يتلو علينا بصوته الشجي والمميز: "أن علياً الأكبر نزل إلى ساحة الوغى، وإذ بالحسين يتوجه إلى أمه ليلى، ويطلب منها الدخول إلى إحدى الخيم، ونشر شعرها، والتوجه إلى ربها بالدعاء، ليرجع ابنها سالماً إليها، فإني سمعت جدي رسول الله يقول: بأن دعاء الأم بحق ابنها مستجاب".
ولم لا تكشف أُم شهداء كربلاء سبايكر رأسها والمتسببون قد أخفوا رؤوسهم في جحور الخضراء. لا خجلا، بل لأن وجوههم التي اعتادت الضحك على بسطاء الشيعة قد انفضحت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. مصطفى جواد

    كثر الله خيره هل هو اضعف ايمان سليم الجبوري ولماذا لم ينهض من كرسيه ويتقدم هو ومن معه للمنكوبة بابنها ...استاذ هشام لقد سأمنا العيش كبسطاء وعاء لقاذورات القيادات غير الحكيمة منذ عهد الضرورة من لنا حين ننكب بمصيبة ثق لا احد يسمعنا نظل نتلوى بمصائبنا لقد ك

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram