لا أدري من هو الأديب أو الكاتب المسيحي الذي قيل بأنه طلب منه ان يلقي كلمة في حفل لميلاد الامام علي كان قد أقيم في النجف، لكنه اعتذر. كان عذره ان لسانه يعجز من ان يفي الامام حقه. هكذا وجدت نفسي وانا أحاول الكتابة عن ملحمة صمود أهالي آمرلي. ماذا أقول لعراقي قضى ثمانين يوما وليلة يفترش دوشقا اسفنجيا على سطح داره متأبطا الكلاشنكوف وهو يرى رايات داعش السود تحيط به؟ ذئاب تنتظره إن يتعب او يغفو لتحول مدينته الى مسلخ بشري. اصابعي ترتجف وانا اتخيل صورة أم منحنية على اطفالها ولا تعلم باي ثانية قد تحضر وحوش الدم لتلحقهم وتلحقها بضحايا سبايكر أو بسبايا سنجار. آه يا سنجار يا جرحنا العراقي الأكبر والأعمق. يا مدينة الحزن والظلام والبكاء ستبقى افراحنا ناقصة، لا بل كاذبة، ما دامت هناك أيزيدية واحدة تهان وهناك شاب أيزيدي يفرض عليه ملتح أسود الخلق ان يغير دينه بالسيف والسوط.
في اللحظة التي رفع بها الحصار عن آمرلي وانقشعت غيوم الهمج من حولها صفق جسمي كله انتشاء بكسر خشوم الدواعش. لكن مع هذا كان قلبي يئن. قلب يحمل جرحا بحجم ثلث العراق ما الذي يسكنه؟
على اقدام اطفالك يا آمرلي أريد ان أضع جبهتي هذا الصباح. اكثر من هذا اعجز ان أقول شيئا. لا بل وأحسد من وصلك متبجحا ليصادر صبرك وصمودك باسمه. من اين اتى هؤلاء بكل تلك القدرة على الصلافة والادعاء؟ اظنني، كي أكون مثلهم، احتاج الى ثماني سنوات في الخضراء أعيشها هناك لأتنفس اوكسجين الرياء والخبث.
لهم هناك يا آمرلي بجانب المكتب الكبير مربع خاص لشيّ السمك المسكوف كل اربعاء. مساحته 4 X 4 م. حين كانت نساؤك ترتجف واطفالك تتوسد الرعب كانت رائحة شواء السمك تفوح في أروقة الخضراء كل اربعاء. أتدرين لماذا اختار مدير مكتب "القائد العام" يوم الأربعاء وليس سواه؟ لأنه يجلب الرزق وينشّط الباه ويرجع الشيخ الى صباه. هكذا يقولون.
انعمي بأربعائك اليوم يا آمرلي وادعي لنا بالخلاص من اربعاء خضراء الهم والسمك والخطاب الممل.
نسألك الدعاء يا آمرلي
[post-views]
نشر في: 2 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
محمحد سلمان
الاستاذ العزيز لاشك من يتعرض للخوف من كل شيء والطول هذة الفترة وجائت لحضة انتصاره من المفروض ان لا يعرف للخوف من معنى وهذه تذكرنا عندما كان الاود الخايبة مثلي ايام الجبهه وبعد ضيم العارك ياتي من لالالالالالالالا يخطف كل الامنا ويتاجر بها وتنزل عليه
ابو اثير
سيدي الشاعر المغترب.. بودي أن تعلمني وتنور الشعب العراقي كذلك فيما لو كان قد حصل عشر بالمائة فيما يحصل عندنا في مكان غربتك في بريطانيا ومن قبل رئيس الوزراء بالذات ماذا كان سيحصل في مقر الحكومة والوزراء ومجلس العموم ومجلس اللوردات والأعلام والصحف والشعب ا