البحث الذي كتبه آدم فيليبس، ليس سيرة حياة فرويد ولكنه عن فرويد وأسلوبه في التحليل النفسي، وكاتب السيرة يحتاج الى الأمر الصعب، أي حياة فرويد في شبابه، وكيف تكونت سنواته الاولى وحتى العام الخمسين من حياته، خيطاً بعد آخر وخطوة بعد اخرى.ولد سيغموند فرويد
البحث الذي كتبه آدم فيليبس، ليس سيرة حياة فرويد ولكنه عن فرويد وأسلوبه في التحليل النفسي، وكاتب السيرة يحتاج الى الأمر الصعب، أي حياة فرويد في شبابه، وكيف تكونت سنواته الاولى وحتى العام الخمسين من حياته، خيطاً بعد آخر وخطوة بعد اخرى.
ولد سيغموند فرويد عام 1856 في البلد الذي يطلق عليه اليوم جمهورية جيكوسلوفاكيا، ونال شهادة الطب عام 1882 وذهب الى باريس عام 1885 لدراسة الاضطراب العصبي مع الخبير جان مارتن شاركوت، والذي كان يعالج امراض الهيستريا والتنويم المغناطيسي، ومن اجل التخصص بالأمراض العصبية وعلاجها بالتنويم المغناطيسي في فيّنا، حيث سيعيش هناك معظم حياته، وفي تلك المرحلة الزمنية، نجح زميله جوزيف بريور بمعالجة مريضة تعاني من الهيستريا، وذلك بأسلوب بسيط وهو التحدث بحرية عن أولى ذكرياتها في مستهل بداية أعراض المرض عليها، وتوصل فرويد الى فكرة من ان الصدمة في الماضي هي السبب لمعظم أنواع الاضطرابات النفسية، ومن الصعب التعايش معها، بل بقيت مختفية عن وعينا، واستنتج ان بوجود (اللاوعي) الذي يخفي وراءه اموراً كثيرة ومعلومات في دواخلنا، وانه تم استذكار تلك الأحداث والذكريات، وجلبها الى الحاضر حيث النور فان ذلك سيريح المريض العقلي و يشفيه. وأسلوب آدم فيليبس صاف متجانس يقدم الموضوع بسلاسة وكأنه يقدم نسيجاً منسجماً، و يقول فيليبس (ان حقائق الحياة كانت احد الأمور التي غيرتها أسلوب فرويد في التفكير، وسيبين لنا كيف ولماذا ندفن حقائق من حياتنا وكيف، عبر لغة التحليل النفسي، نستعيد تلك الحقائق ونصفها بعدئذ بطريقة مختلفة) ، واحد تلك الأساليب، عندما نستعيد الماضي بشكل يضفي نوعاً من الترضية للنفس وتصويرها بشكل حسن، أو كما يعبر عن ذلك فرويد (ان إضفاء نوع من البطولة، هو محاولة لعلاج النفس).
وصعق فرويد من القصص التي كان المرضى يخترعونها لوصف طفولتهم، ان اكتشاف وكشف (اللاوعي) كان الدراما الرئيسية لحياة فرويد، والشيء الوحيد الذي اخلص له عبر حياته العلمية والدراسية، وهو عبر اهتمامه باللاوعي، توصل الى اهم اكتشافاته، والاهم ان كل انسان في الوجود مهما يكن فهو منقسم من الولادة وحتى الموت على نفسه، ونحن جميعاً نريد ان نكبر ولانريد في الوقت نفسه ذلك، نرغب في الجنس ونرهبه، نكره نزعة العدوان فينا – غضباً، قسوتنا، وإذلالنا، ومع ذلك فاننا نندفع من الحزن، ولكننا ايضاً نريد ان لا نفارقه، ونحن ايضاً منقسمون حول معاناتنا، نحبها وايضاً لانريدها، والأمر الذي وجده فرويد في مرضاه والصعب في معالجة المريض كان الإحساس الخفي الداخلي للمريض بعدم الشفاء. وفي الأعوام ما بين 1900 – 1906 كتب فرويد اهم مؤلفاته (تفسير الأحلام) و (سايكولوجية الحياة اليومية) و (النكات وعلاقتها باللاوعي) و (ثلاث مقالات عن نظرية الجنس) وان كان قد توفي في عام 1906، فان العالم قد حصل على نظرية التحليل النفسي كاملة. وآدم فيليبس هو واحد من اهم الكتاب في حقل التحليل وهو كاتب جيد.
عن: الاوبزرفر