اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الـمرأة العـامـلة .. معـانـاة متعـددة

الـمرأة العـامـلة .. معـانـاة متعـددة

نشر في: 2 سبتمبر, 2014: 09:01 م

 لقد ناضلت المرأة كثيراً  لتخرج وتعمل ولكن عندما تحقق لها ذلك باتت تعاني من مشاكل جعلتها في كثير من الأحيان تخسر معركتها في أمور عديدة  ،أهمها الجمع بين دورها القديم التقليدي وبين الدور الجديد ، فما أبرز المشاكل يا ترى بين عدم تعاون ال

 لقد ناضلت المرأة كثيراً  لتخرج وتعمل ولكن عندما تحقق لها ذلك باتت تعاني من مشاكل جعلتها في كثير من الأحيان تخسر معركتها في أمور عديدة  ،أهمها الجمع بين دورها القديم التقليدي وبين الدور الجديد ، فما أبرز المشاكل يا ترى بين عدم تعاون الرجل وساعات العمل وغيرها. ؟

 

على الرغم من التحسن الظاهري الذي يشهده واقع المرأة العاملة في هذه الأيام وخفوت وتيرة الجدل الدائر حول مسألة عمل المرأة خارج البيت حيث أنه بات أمرا ضروريا اقتضته الحاجة الاقتصادية والاجتماعية إلا انه على ذمة كثير من النساء العاملات فان هذا العمل الذي ناضلت المرأة من أجله واختارته بإرادتها لم يحقق لها الرضا الذي كانت تنشده وكاد ان يتحول خروجها من البيت من نعمة رأتها إلى نقمة قد لا تحصد آثارها ومداها بل يمتد الضرر كذلك ليصل إلى أطفالها وعائلتها حتى جلب قيامها بدورين في الوقت نفسه ألوانا من المتاعب لم تكن تتوقعها ، الأمر الذي جعلها مازالت تعاني من مشاكل عديدة تعوقها عن أداء أدوارها المتعددة في المشاكل التي تواجهها المرأة العاملة وماتعني الحلول نسعى إلى تحقيقها في تحدياتها لمرحلة مابعد خروجها للعمل ..........
ذكرت السيدة المهندسة زينب التي تعمل في إحدى شركات القطاع الخاص تجربتها الشخصية فتقول عند عثورها على العمل بعد مجهود كبير ( إنها كامرأة واجهت الكثير من الصعوبات خلال عملها وهي ناشئة أصلا من التمييز المجحف بين المرأة والرجل في مجال الوظائف ولاسيما كمجال عملي في القطاع الهندسي والوظائف المشابهة الأخرى ، وتشير السيدة زينب إلى ان الرأي السائد ان الرجال هم الأصلح في مجال الهندسة المدنية التي تتطلب كثيرا من الخشونة في التعامل مع مواد البناء والإشراف على عمال من بيئات اجتماعية قد تكون لها قناعات مختلفة من عمل المرأة معضلة كبيرة وتضيف :كذلك ان المرأة المهندسة وغيرها من النساء اللواتي يعملن في مجالات تقنية وفنية معينة يجدن صعوبات في تنفيذ أعمالهن حيث ان رؤساء العمل يفضلون ان تؤول معظم متطلبات العمل إلى الرجل كما ان الفجوة الكبيرة بين القوانين المكتوبة التي تمنح المرأة حقوقها وبين تطبيقها في الواقع فإنها تعتبر اكبر مشكلة تعانيها المرأة العاملة على امتداد البلاد بحسب ما تقوله السيدة أم زياد وهي مدرسة وأم لطفلين وتضيف انه على الرغم من وجود قوانين تحفظ لي حقي إلا أنها للأسف قوانين مع وقف التنفيذ وتتجلى نتيجة ذلك في اني اجلس هذه الأيام بلا عمل كما اني فقدت مقعدي الوظيفي في بلدي لأنني رافقت زوجي ، اذا رفضت دائرتي التي اعمل فيها منحي إجازة مرافقة زوجية فاضطررت إلى التخلي عن الوظيفة .
أما السيدة سهاد فتذكر أسبابا أخرى أعادتها إلى البيت وجعلتها تتنازل عن العمل وتتفرغ لتربية أطفالها ، اذ أنها عانت كثيرا من البحث عن حضانة أو روضة لتضع أبناءها فيها وعدم قناعتها بما تقدمه إلى أبنائها من رعاية وتعليم جعلتها تفضل الجلوس في البيت ورعاية أطفالها بنفسها .
إن وجود قوانين غير مفصلة يمثل احد أسباب معانا ة المرأة العاملة ، فكرة تؤكد عليها نادية وهي موظفة في إحدى الدوائر ، فتتحدث عن معاناة بعض النساء العاملات في مشاكل مماثلة تتعلق بمرافقة الأزواج ، قائلة انه حتى في حال نقل الزوج في البلد نفسه من مدينة إلى أخرى فقد لا تكون للزوجة فرصة عمل في المدينة نفسها وتجد نفسها أمام حلين إما ان تترك وظيفتها أو ترفض الانتقال مع زوجها وفي كلتا الحالتين تكون هناك مشكلة بالنسبة إليها . السيدة انتصار تذكر ان ساعات العمل الطويلة والمرهقة وصعوبتها في فترات الحمل والولادة تجعل معاناة المرأة مضاعفة وتحمّلها ضغوطا جديدة تفوق طاقاتها إلى ذلك ،وفي ما يتعلق بالنواحي التشريعية والقانونية لعمل المرأة تؤكد فاطمة ان اغلب القوانين والتشريعات أنصفت المرأة في العمل لكن آليات متابعة هذه التشريعات تتصف بالضعف في ظل وجود آليات ضعيفة في التطبيق .
إن المرأة بكل إنتاجها بعد الارتباط بالزواج وما يتبع ذلك من إجازات حمل وولادة كما تذكره السيدة جنان انه في هذه المدة يدّعون ان المرأة العاملة انقطع إنتاجها وقلّ ،وهذا الرأي تجده عند فئات القطاع الخاص الذين يحاولون قدر الإمكان التخلص من الالتزامات القانونية حيال عمل المرأة ومرات كثيرة يفضلون بصورة معلنة توظيف الرجال على الرغم من توفر أيدٍ عاملة مساعدة مثل الخادمات وغيرهن. أما سعاد ، / موظفة فتقول انه آن الأوان للجمع بين الدورين وعمل المرأة في البيت وفي الوظيفة هو من اكبر المشاكل التي تعانيها المرأة العاملة حيث تقول ( تلاقي المرأة العاملة في العمل ماتلاقي ثم تعود إلى البيت ، أما جميلة / معلمة فتقول ان معظم المتاعب التي تقابلها المرأة العاملة هي الأعباء الاقتصادية التي ترتبت على خروجها للعمل حيث أصبحت مطابقة بان تنتفض على بيتها لما يفعله الرجل او مناصفة بينهما وترى جميلة ان معظم المشاكل التي تقابلها الأمهات هذه الأيام تتعلق بمشروعية إنفاقها على البيت وتحملها جزءا من عمل ربة البيت ملفتة إلى ان هناك البعض يرى انه مادام يسمح لزوجته بالعمل فعليها مشاركته مسؤوليات البيت المادية في النفقات زوجها والمفارقة انه لا يشاركها الأعمال المنزلية بل قد يترك لها الجمل بما حمل ويرفع يده عن الإنفاق تماما عن متطلبات البيت .
نعم ، ان للمرأة العاملة معاناة تتخذ أشكالا كثيرة لكن أهمها كما قالت سارة ( موظفة ) عدم إسناد الأدوار القيادية للمرأة إلا نادرا وشيء جزئي من بعض المناصب بالرغم من تأهيلها لذلك طالما ان المرأة نصف المجتمع حيث يجب ان تتبوأ مناصب 50% أسوة بالرجال في رئاسة الوزراء والنواب والقضاة والمناصب الإدارية والقيادية في مؤسسات الدولة كافة ،أي مهما نالت من شهادات عليا أو تحصيل أكاديمي لا بل اذا أتيحت لها الفرصة لتولي مناصب قيادية أو منصب رفيع المستوى قد يكون ذلك مدعاة لمناصبتها العداء من قبل زملائها الرجال الذين ينظرون إليها كمنافس ، إذ يجدون أنها امرأة وبالتالي يجب ان لا تقودهم في العمل أو تحتل منصبا رفيعا ، كما قد تحدث مشاكل بين المرأة العاملة وزوجها إذا كانت في مركز وظيفي أعلى منه حيث انه يشعر بالغيرة اكثر مما يؤدي إلى كثرة المشاكل بينهما، وبالتالي تهديد الاستقرار وحياتهم الزوجية وتواصل السيدة آلاء كلامها قائلة ، أضيف مشكلة أخرى تواجهها المرأة في مجال العمل وهي ان اغلب فرص التدريب والتأهيل والإيفادات والدراسات العليا خارج العراق تذهب لمصلحة الرجال ما يكرس نقص خبراتها ومعرفتها ويجعلها غير قادرة على مناقشة زملائها الرجال وهنا تتحدث الآنسة فريال عن المعاناة النفسية التي تقابلها المرأة العاملة خلال عملها ملفتة النظر إلى انه لايزال كثير من الناس من ذوي الأفكار الضيقة ينظرون بسلبية إلى المرأة الموظفة في بعض المهن بسبب العادات والتقاليد التي تربى عليها هؤلاء الناس ،حيث تقول إلا انه حتى هذه اللحظة فان هناك من يعتقد ان مكان المرأة هو البيت وان مهمتها في الحياة يجب ان تقتصر على الطبخ والنظافة وتربية الأطفال وهناك الكثير من الشبان يشترطون في زوجاتهم ان تكون ربة بيت والبعض يجبرها على ترك الوظيفة بعد الزواج ،لذلك لابد ان تنال الموظفة النظرة التي تليق بها وهذا قد يسبب لها ضيقا نفسيا وأزمة ثقة بالنفس قد تلازم كل خطواتها بالحياة .
أما الدكتور يوسف / عالم اجتماع ، فيقول انه في ظل وجود أساس للمرأة العاملة ودورها الأكيد في المساهمة بشكل ملحوظ في بناء المجتمع وتقدمه تجد ان المرأة كعادتها متفوقة باقتدار في ممارسة دورها كعاملة ومسؤولة وتراس محوري من تراس المجتمع الحالي لهذا تجد المرأة تمارس أدوارها ببراعة فائقة كمربية لأبنائها بالتعليم تمارس دورها كمعلمة وكذلك ممارسة دورها كعاملة وهذا يكسبها أهمية كبيرة لدورها مؤثرة في المنظومة الاجتماعية والأسرية كزوجة وأم وعاملة ومعلمة ،وبهذا يتم بنجاح باهر عمل المرأة في أداء أدوارها المختلفة في الحياة على كل الصعد بذكاء ومهارة في التأثير الاجتماعي في المستقبل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram