TOP

جريدة المدى > سينما > سينما العنف و الإثارة في اليابان

سينما العنف و الإثارة في اليابان

نشر في: 3 سبتمبر, 2014: 09:01 م

اتخذت سينما الرعب اليابانية في أواخر الستينات، كمثيلتها في العالم الغربي، حدَّاً كان يعكس الرؤية العالمية العنيفة للعصر. و أصبحت العروض التصويرية للعنف، و الجنس، و السادية، و فساد الأخلاق أمراً أكثر شيوعاً على نحوٍ متزايد. و قد طوَّرت اليابان علامتها

اتخذت سينما الرعب اليابانية في أواخر الستينات، كمثيلتها في العالم الغربي، حدَّاً كان يعكس الرؤية العالمية العنيفة للعصر. و أصبحت العروض التصويرية للعنف، و الجنس، و السادية، و فساد الأخلاق أمراً أكثر شيوعاً على نحوٍ متزايد.
و قد طوَّرت اليابان علامتها الخاصة لسينما الاستغلال، القائمة بشكل كبير حول عبادات الجنس. و كانت " أفلام القرنفل pink films " ( و ما تزال ) بشكل أساسي فناً إباحياً ناعم الجوهر، لكنها تعتمد على عناصر من الرعب يمكن نثرها هنا و هناك في هذه الأفلام. و هناك أفلام مثل " فظائع الرجال المشوَّهين " و " الوحش الأعمى " ( 1969 )، على سبيل المثال، دمجت الإثارة الجنسية مع الخيال الغريب ( في حالة الفيلم الأول أناس بتشوّهات بدنية، وفي الثاني، مازوشية سادية عنيفة ) لتكوين نوع فرعي يدعى " ero guro ". و يوجد نوع فرعي مختلف بدقة ظهر خلال هذه الفترة و هو " العنف القرنفلي pinky ". و كان هذا النوع المجانب للمضمون الجنسي الصريح يستهدف النساء عادةً. و قد حدث الكثير من الأفلام في مواقع ذات سكّان من الأناث بأماكن محصورة ــ سجون، مدارس، أديرة ــ تحصل فيها إساءات بدنية و جنسية. و كان " سجينات 701 : العقرب " ( 1972 ) هو الفيلم الأول في سلسلة شعبية استخدمت محيط السجون لهذا الغرض. و عند مطلع الثمانينات، وسِّعت الحدود أكثر. و أصبح نوع آخر من سينما القرنفل شائعاً : " الأيروس الرشّاش splatter eros ". و بتوحيد القسم المتطرف من " الأفلام الرشّاشة "، المبسطة في الولايات المتحدة و إيطاليا، مع مضمون جنسي شديد، راحت وجبة الأيروس الرشّاش، مثل " أحشاء عذراء Entrails of a Virgin " ( 1986 ) تختبر حدود الذوق بمشاهد من الاغتصاب، و التشويه، و القتل، و كره النساء. و حتى من دون المضمون الشهواني، أثبت بعض الرعب الياباني لتلك الفترة، مع هذا، أنه متطرف جداً. فكانت سلسلة أفلام " خنزير غينيا " ( 1985 )، مثلاً، تهدف إلى إعادة تكوين مشاهد التعذيب و القتل بكل ما يمكن من الواقعية و كانت تُمنع لاحقاً. وبمثل هذه الوحشية كان فيلم الانتقام " طوال الليل All Night Long " ( 1988 )، الذي كانت له تتمات عديدة. كما انطوى " فخ الموتى الأشرار " ( 1988 ) على العنف و الإثارة و برهن أيضاً على شعبيته، و أدى إلى إنتاج تتمتين له. و قد كان لليابان حصتها من الرعب الأميركي الأسلوب، الأكثر تقييداً، مثل فيلم " حارس من تحت الأرض " ( 1992) و " هيروكو العفريت " ( 1991) و هو من نوع كوميديا الرعب. و عند أواخر التسعينات، كانت المقاربة التصويرية للرعب قد اضمحلت إلى حدٍ ما في اليابان و حلت محلها عودة إلى حكايات الأشباح في الخمسينات. فنجد أفلاماً مثل " الحلقة " ( 1998)، " مسلسل تومي "، " الماء القاتم " ( 2002 )، " جو ــ أون : Ju-on الضغائن " ( 2003 )، و " One Missed Call " ( 2003 )، تركز على خلق جو لحالات من الفزع و ليس الإثارة و العنف الشديد. و كانت القوى الناقمة في هذه الأفلام أرواحاً يابانية تقليدية أو " ياوري yûrei " : أشباح أنثوية شاحبة ذات شَعر خيطي، غالباً ما تزحف أو تمشي بحركات متصنعة خرقاء، تُصدر ضجيجاً حلقياً أجش في بعض الأحيان.
و في الوقت الذي كانت فيه صورة الياوري هذه مشهورة في اليابان، كانت الولايات المتحدة تجدها حديثة النشأة و أصلية. و حققت إعادة الإنتاج الأميركية لفيلمَي " الحلقة " و " الضغائن " ربحاً وفيراً في شباك التذاكر في عامي 2002 و 2004 على التوالي. و أصابت النسخ الأميركية لأفلامٍ مثل : نبض، و الماء القاتم، و One Missed Call، دعك من تتمات فيلمي الحلقة و الضغائن، نجاحاً كبيراً بشكلٍ سريع، و مع أنها يمكن أن تكون قد غمرت السوق آنذاك، فمن الواضح أن اليابانيين كانوا ينتجون أفلام الرعب الأكثر تأثيراً لفترة القسم الأول من القرن الحادي و العشرين.

عن: About.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram