اتخذت سينما الرعب اليابانية في أواخر الستينات، كمثيلتها في العالم الغربي، حدَّاً كان يعكس الرؤية العالمية العنيفة للعصر. و أصبحت العروض التصويرية للعنف، و الجنس، و السادية، و فساد الأخلاق أمراً أكثر شيوعاً على نحوٍ متزايد. و قد طوَّرت اليابان علامتها
اتخذت سينما الرعب اليابانية في أواخر الستينات، كمثيلتها في العالم الغربي، حدَّاً كان يعكس الرؤية العالمية العنيفة للعصر. و أصبحت العروض التصويرية للعنف، و الجنس، و السادية، و فساد الأخلاق أمراً أكثر شيوعاً على نحوٍ متزايد.
و قد طوَّرت اليابان علامتها الخاصة لسينما الاستغلال، القائمة بشكل كبير حول عبادات الجنس. و كانت " أفلام القرنفل pink films " ( و ما تزال ) بشكل أساسي فناً إباحياً ناعم الجوهر، لكنها تعتمد على عناصر من الرعب يمكن نثرها هنا و هناك في هذه الأفلام. و هناك أفلام مثل " فظائع الرجال المشوَّهين " و " الوحش الأعمى " ( 1969 )، على سبيل المثال، دمجت الإثارة الجنسية مع الخيال الغريب ( في حالة الفيلم الأول أناس بتشوّهات بدنية، وفي الثاني، مازوشية سادية عنيفة ) لتكوين نوع فرعي يدعى " ero guro ". و يوجد نوع فرعي مختلف بدقة ظهر خلال هذه الفترة و هو " العنف القرنفلي pinky ". و كان هذا النوع المجانب للمضمون الجنسي الصريح يستهدف النساء عادةً. و قد حدث الكثير من الأفلام في مواقع ذات سكّان من الأناث بأماكن محصورة ــ سجون، مدارس، أديرة ــ تحصل فيها إساءات بدنية و جنسية. و كان " سجينات 701 : العقرب " ( 1972 ) هو الفيلم الأول في سلسلة شعبية استخدمت محيط السجون لهذا الغرض. و عند مطلع الثمانينات، وسِّعت الحدود أكثر. و أصبح نوع آخر من سينما القرنفل شائعاً : " الأيروس الرشّاش splatter eros ". و بتوحيد القسم المتطرف من " الأفلام الرشّاشة "، المبسطة في الولايات المتحدة و إيطاليا، مع مضمون جنسي شديد، راحت وجبة الأيروس الرشّاش، مثل " أحشاء عذراء Entrails of a Virgin " ( 1986 ) تختبر حدود الذوق بمشاهد من الاغتصاب، و التشويه، و القتل، و كره النساء. و حتى من دون المضمون الشهواني، أثبت بعض الرعب الياباني لتلك الفترة، مع هذا، أنه متطرف جداً. فكانت سلسلة أفلام " خنزير غينيا " ( 1985 )، مثلاً، تهدف إلى إعادة تكوين مشاهد التعذيب و القتل بكل ما يمكن من الواقعية و كانت تُمنع لاحقاً. وبمثل هذه الوحشية كان فيلم الانتقام " طوال الليل All Night Long " ( 1988 )، الذي كانت له تتمات عديدة. كما انطوى " فخ الموتى الأشرار " ( 1988 ) على العنف و الإثارة و برهن أيضاً على شعبيته، و أدى إلى إنتاج تتمتين له. و قد كان لليابان حصتها من الرعب الأميركي الأسلوب، الأكثر تقييداً، مثل فيلم " حارس من تحت الأرض " ( 1992) و " هيروكو العفريت " ( 1991) و هو من نوع كوميديا الرعب. و عند أواخر التسعينات، كانت المقاربة التصويرية للرعب قد اضمحلت إلى حدٍ ما في اليابان و حلت محلها عودة إلى حكايات الأشباح في الخمسينات. فنجد أفلاماً مثل " الحلقة " ( 1998)، " مسلسل تومي "، " الماء القاتم " ( 2002 )، " جو ــ أون : Ju-on الضغائن " ( 2003 )، و " One Missed Call " ( 2003 )، تركز على خلق جو لحالات من الفزع و ليس الإثارة و العنف الشديد. و كانت القوى الناقمة في هذه الأفلام أرواحاً يابانية تقليدية أو " ياوري yûrei " : أشباح أنثوية شاحبة ذات شَعر خيطي، غالباً ما تزحف أو تمشي بحركات متصنعة خرقاء، تُصدر ضجيجاً حلقياً أجش في بعض الأحيان.
و في الوقت الذي كانت فيه صورة الياوري هذه مشهورة في اليابان، كانت الولايات المتحدة تجدها حديثة النشأة و أصلية. و حققت إعادة الإنتاج الأميركية لفيلمَي " الحلقة " و " الضغائن " ربحاً وفيراً في شباك التذاكر في عامي 2002 و 2004 على التوالي. و أصابت النسخ الأميركية لأفلامٍ مثل : نبض، و الماء القاتم، و One Missed Call، دعك من تتمات فيلمي الحلقة و الضغائن، نجاحاً كبيراً بشكلٍ سريع، و مع أنها يمكن أن تكون قد غمرت السوق آنذاك، فمن الواضح أن اليابانيين كانوا ينتجون أفلام الرعب الأكثر تأثيراً لفترة القسم الأول من القرن الحادي و العشرين.
عن: About.com