TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج وس أندرسون: ستيفان تسفايج مصدر إلهامي

المخرج وس أندرسون: ستيفان تسفايج مصدر إلهامي

نشر في: 3 سبتمبر, 2014: 09:01 م

وس أندرسون : مخرج أميركي وكاتب سيناريو ولد عام 1969 معروف بأسلوبه السردي والبصري المميز. رشح لجائزة الأوسكار أكثـر من مرة. وفي هذا اللقاء يتحدث عن فيلمه الأخير "فندق بودابست الكبير" الذي نجح في شباك التذاكر وأطراه الكثير من النقاد، والعلاقة بين الفيل

وس أندرسون : مخرج أميركي وكاتب سيناريو ولد عام 1969 معروف بأسلوبه السردي والبصري المميز. رشح لجائزة الأوسكار أكثـر من مرة. وفي هذا اللقاء يتحدث عن فيلمه الأخير "فندق بودابست الكبير" الذي نجح في شباك التذاكر وأطراه الكثير من النقاد، والعلاقة بين الفيلم وقصص الكاتب النمساوي شتيفان زفايج التي كانت مصدر إلهام للفيلم. 

* اعتقد أن فيلمك قدم عملاً جميلاً في نقل حياة شتيفان تسفايج الحقيقية إلى الحياة الحالمة لقصصه والقصص إلى نسيج من الحياة الواقعية. لقد أظهرت كيف أن تجاربه الخاصة كانت تمتلك بُعد الحكايات الخرافية. أتساءل إن كنت تحب أن تقول شيئاً عن تلك الصفات وكيف أن تسفايج كان مصدر إلهام لك؟

- لم أسمع من قبل بتسفايج أبداً – وإن كنت قد سمعتُ به فبطريقة غامضة- لكن قبل ست أو سبع سنوات أو ما قارب حين اشتريتُ صدفة نسخة من كتاب " احذر الشفقة". أحببتُ هذا الكتاب الأول وحالاً كانت هناك العديد من كتبه أمامي لم أكن أعرفها من قبل. كذلك قرأتُ كتاب"فتاة مكتب البريد" الذي نشر لأول مرة مؤخراً. في "فندق بودابست الكبير" هناك عناصر فيها نوع من السرقة من تلك الكتب. شخصيتان في قصتنا قصد منها على نحو غامض أن تمثل "تسفايج" نفسه- "شخصية "مؤلفنا" يؤديها توم ولكنسون ونسخة متخيلة نظرياً يؤديها جود لو. لكن في الواقع السيد غوستاف الشخصية الرئيسة التي يؤديها رالف فينز قولبت بشكل ذي مغزى على تسفايج أيضاً. 
شيء واحد فاجأني، فبعد أن قرأتُ القلة من كتب تسفايج، بدأت أعرف أن شخصيته تختلف كلياً عما شعرت أني فهمتُ عنه من صوته ككاتب. الكثير من عمله مكتوب من وجهة نظر شخص بريء تماماً ويدخل في نوع من المناطق المعتمة ، شعرتُ دائماً بأن تسفايج نفسه كان شخصاً أكثر تحفظاً يتحرى الأمور في عمله و يرسمها لكن ليس من تجاربه الخاصة. في الواقع تبدو الحقيقة على العكس تماماً. يبدو أنه شخص حاول تقريباً كل شيء على طول الطريق.

*قصص تسفايج دائماً قصص معششة ضمن قصص ورؤى اعترافية من الأسرار داخل الأسرار. إن الطريقة، التي يبدو أن فيلمك اشتغل عليها من خلال شبكة التداخلات المضاعفة وخطوط القصة المتبرعمة، مدهشة.

- نرى ذلك مراراً وتكراراً في قصص تسفايج القصيرة. إنها وسيلة ربما تبدو ذات طراز قديم- أشعر أنه نوع من الشيء الذي ربما نتوقع أن نجده لدى كونراد أو ملفيل- إذ يلتقي شخص بشخص مهم وغامض وهناك مشهد يكشف عنهما قبل أن يتفقا أخيراً على رواية حكايتهما بأكملها التي تصبح فيما بعد كتاباً أكبر أو قصة نقرأها. أحب ذلك في تسفايج- أنت تصفه كاعتراف، وهم لديهما مثل ذلك الشعور وهما سرّ عادة ً. إحدى رواياته القصيرة تسمى "السر المحترق". على أية حال ذلك النوع من التقنية هو طريقة فعالة لترتيب المنصة ووضع مزاج ما. إنها تخلق ذلك النوع من الشعور "بالتجمع".

* في مذكراته "عالم الأمس" يصف تسفايج مراقبته لرودان وهو يلمس نحتاً بدأ يشتغل عليه وينسى أنّ تسفايج موجود في الاستوديو معه. كان تسفايج مسحوراً بالافتتان- أن تفقد نفسك بتلك الطريقة. اعتقد أنه حين تشتغل قصصه تستطيع أن تشعر به وهو يسعى إلى نوع من المعالجة ذات الطبيعة الواحدة.

- مثل الحالة التي يعمل فيها. كان يحب الهدوء والعزلة المطلقين في عمله- تلك قضية خاصة بالنسبة له- وأستطيع أن أرى تلك الحاجة إلى الصمت المرتبط بهذا. كانت تجربتي في قراءة "عالم الأمس" مليئة بحس الحقائق المفاجئة التي جرى الكشف عنها. ثمة الكثير من الأوصاف عن أجزاء الحياة التي لم نكن نعرفها حقاً من زمنه قبل أن نقرأها في مذكراته.

*اعتقد أنه كان شيئاً مدمراً له – ذلك الفقدان للحرية الجغرافية وقابلية عبور الحدود دون التفكير بها. اعتقد أنك أجدت في وصف ذلك التحول في الفيلم قرب النهاية حين صنعت مشهداً رائعاً فيه أبطالك يتوقفون مرة أخيرة على القطار من أجل أوراقهم ومن الواضح أنّ تلك الوثائق كانت فعالة – مسألة حياة أو موت. 
-تستطيع أن ترى السبب في أنّ هذا التحول بالنسبة لتسفايج في الأحداث سيكون بداية كل شيء أصبح من الصعب تحمله. لا بسبب أنه لديه أصدقاء في كل أنحاء أوروبا ويجمع الناس بشكل مؤثر- يعقد الصداقات وهذه العلاقات ..الخ. كان يجمع أيضاً المخطوطات والكتب والمدونات الموسيقية وكان يجمع الأشياء من كل الأنحاء- من الفنانين الذين يعجب بهم. وفي الأخير فإن كلّ ذلك إضافة إلى أعماله الخاصة جرى إبعادها وتدميرها وأصبح من المستحيل بالنسبة لديه في الاستمرار بالسعي بتلك الطريقة. حين تقرأ "عالم الأمس" ترى أنّ كل الأمور التي استثمرها في الحياة، ذلك العالم الذي يفضل أن يطلق عليه اسم عالم الأمن، وتلك الحياة التي نمت أكثر فأكثر صفاءً فأصبحت حرة وذلك ذو معنى بالنسبة له، قد تمّ إلغاؤها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أوس الخفاجي: إيران سمحت باستهداف نصر الله وسقوط سوريا

عقوبات قانونية "مشددة" لمنع الاعتداء على الأطباء.. غياب الرادع يفاقم المآسي

مدير الكمارك السابق يخرج عن صمته: دخلاء على مهنة الصحافة يحاولون النيل مني

هزة أرضية جنوب أربيل

مسعود بارزاني يوجه رسالة إلى الحكومة السورية الجديدة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram