TOP

جريدة المدى > المرأة > نساء نازحات

نساء نازحات

نشر في: 3 سبتمبر, 2014: 09:01 م

نساء ورجال وأطفال، ضجيج وبكاء وآهات ،يفترشون احدى الحسينيات في منطقة بغداد الجديدة ، التي وصلوا اليها بعد رحلة عذاب من تلعفر ذات الغالبية التركمانية ، تقاذفتهم المدن الى قرى سنجار اولا حيث استقبلتهم العوائل الايزيدية بترحاب وتضامن وحين سقطت سنجار ارت

نساء ورجال وأطفال، ضجيج وبكاء وآهات ،يفترشون احدى الحسينيات في منطقة بغداد الجديدة ، التي وصلوا اليها بعد رحلة عذاب من تلعفر ذات الغالبية التركمانية ، تقاذفتهم المدن الى قرى سنجار اولا حيث استقبلتهم العوائل الايزيدية بترحاب وتضامن وحين سقطت سنجار ارتحلوا معا سائرين بحماية نساء من حزب العمال الكردستاني الى فيشخابور في سورية ثم عادوا الى الأراضي العراقية عبر كركوك ومنها الى بغداد.

قصص الوجع الإنساني
رجل كبير بالسن اصبح هو المسؤول عن المجموعة التي تسكن الحسينية في تلك المنطقة ، يشرف على تقسيم المساعدات والمبالغ المالية التي تصل اليهم يقول:انها مؤامرة على تلعفر المدينة التي تنعم بالأمان ، خرجنا من بيوتنا وبلا امل بالعودة لها ، وصلنا الى سنجار، هذه المدينة التي يسكنها العرب والتركمان والايزيديون ، شاهدنا العجب العجاب ومررنا بأقسى ما يمكن ان نراه ، هناك من تضامن معنا تماما وهناك من استغلنا فاخذوا ذهب النساء بـــ (25) الف دينار فقط لتوفرالأم قوت أطفالها وحتى السيارات بيعت بأبخس الأسعار، الآن نحن لا نتحرك خارج الحسينية خوفا من ان لا نعرف طريق العودة للحسينية ، يوفر الأصدقاء عبر تبرعاتهم حاجياتنا وهو ما يؤمن وضعنا حاليا ، ولكن نريد حلا جذريا .
واحدة من النساء تحدثت كيف قتلت داعش زوجها لأنه رفض مبايعتهم وبقيت هي مع أطفالها الخمسة ثم ارتحلت الى بغداد مع جمع الناس الذين خرجوا من بيوتهم ومن مكان الى اخر, ولا تدري كيف ستؤمن حياتها مع أطفالها وما هو مستقبلهم وهل ستبقى لتعيش على المعونات !!
بعض النساء كن وحيدات ليس لهن أزواج او أبناء ولكن الشباب النازحين يساعدوهن في الكثير من الأمور وكانوا عونا هاما لهن .
سألت احدى النساء كيف تعيش مع زوجها وهل للعلاقة الزوجية استمرارية في وضعها الحالي , قالت: وكيف يعني ان كنا ننام في قاعة واحدة تحوي على عشرات الأشخاص..!!
كانت هناك نساء حوامل بعضهن وضعن حملهن في سنجار او كركوك ومنهن واحدة وصلت الى بغداد ووضعت وليدتها واسمتها زهراء قبل ان تتم حملها فقد وضعتها في الشهر السابع.
تحدثت إحداهن بلوعة ودموع وهي تصف كيف ان رجال داعش اقتادوا ولدها المهندس لأنه لم يبايعهم ووضعوه في مركز الشرطة في المدينة. ولم يكن أمام العائلة الا النزوح سيرا على الأقدام بعد ان استولوا على سيارتهم البيك آب المحملة بملابسهم وأغطيتهم وحاجياتهم الأساسية . وايضا اخذوا منهم المبالغ النقدية والذهب الذي كانت تحمله النساء.
هناك من فقدت أهلها ولا تعرف لهم طريق ومنهم من باع جهاز الاتصال المحمول من اجل ان يؤمن لعائلته وأولاده لقمة طعام.
الحكايات لا تنتهي ، بين ما مر بهم وما سمعوه عن غيرهم ، تحدثوا عن رجل مسيحي أحرق بيته آنهم اخذوا بناته وزوجته واغتصبوهن وحين تركوهن طلبوا من الأب ان يحرقهم حتى لا يتعرضوا للحالة مجددا وتم الأمر بمشاركة الأب معهن وتوديع الحياة .
حملت لهن مساعدات الحملة من الملابس الداخلية والفوط الصحية لهن ولأطفالهن ومواد التنظيف وفرش الأسنان والشراشف والأغطية النظيفة الجديدة وبعض المواد الغذائية المجففة والحليب السائل.
كان صوت صراخ الأطفال لا ينتهي وصوت انكسار النساء يوجع القلب وحيرة الرجال ليس لها وصف يليق بها، والكل لا يجد أجوبة لسؤال يتردد : متى ينتهي كل هذا ؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أفغانستان تقضي على رابع قيادي في «داعش» خلال أسبوع
المرأة

أفغانستان تقضي على رابع قيادي في «داعش» خلال أسبوع

قال مسؤولو مخابرات، يوم امس (السبت)، إن قياديًّا بارزًا في تنظيم «داعش» قتل في ضربة جوية بشرق أفغانستان، وهو رابع قيادي بارز من التنظيم يقتل في المنطقة على مدى الأسبوع الماضي. وأفادت المديرية الوطنية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram