تود المصورة الفوتوغرافية الهندية المتميزة دايانيتا سنغ أن تُدهش نفسها دوماً بالفِكَر، و الناس، و الأماكن. و المصادفة، الموضوعة المتكررة لدى دايانيتا، هي ذلك الباب غير المفتوح الذي يجعلها تميل عن السبيل المطروق لتستكشف طرقاً جديدة تؤدي إلى أبواب
تود المصورة الفوتوغرافية الهندية المتميزة دايانيتا سنغ أن تُدهش نفسها دوماً بالفِكَر، و الناس، و الأماكن. و المصادفة، الموضوعة المتكررة لدى دايانيتا، هي ذلك الباب غير المفتوح الذي يجعلها تميل عن السبيل المطروق لتستكشف طرقاً جديدة تؤدي إلى أبواب جديدة و هكذا. و هي تقول " إن إنجاز صورة فوتوغرافية ما عاد كافياً بالنسبة لي. فقد عملت ذلك مدة ثلاثين سنة. و أنا الآن أتحرى طرقاً مختلفة أستطيع بها المشاركة في الصورة. "
و ترى دايانيتا أن صيغة الكتاب هي التي في قلب ممارستها الآن لأنه لا يكون هناك أحدٌ في هذه الحالة بينها و بين القارئ. قتجدها تسعى باحثةً عن طرق جديدة للمشاركة في الصورة التي تكوّنها " التحف المتحركة mobile museums ". و كما تقول : " لقد صممتُ هذه التراكيب الخشبية الكبيرة التي يمكن إقامتها بطرق مختلفة. و هي ذات مصاريع، و أماكن للخزن يمكن طيّها، و ترتيبها، و فتحها بطرق متنوعة. و أنا أشعر بأنها قريبة جداً من العمارة و لهذا السبب أدعوها " عمارة فوتوغرافية ". و هذا هو الفن الذي ازداد اهتمامها به ، و أتى بها إلى مدينة تريفاندرَم ( عاصمة ولاية كيرالا )، و خاصة مباني المعماري الشهير لوري بيكَر هناك التي راحت تستكشفها إنجاز مشروعها لمعرض كوتشي موزيريس ( الذي يقام في كانون الأول كل سنتين ).
و خلال زيارتها حرم مركز دراسات التنمية لتدرس بناء بيكر، قابلت شخصاً رأى أن عليها إلقاء نظرة على أواني معبد أتوكال Attukal، فكان أن شاهدت تلك الأواني و منها أوعية تُستخدم في مطابخ المعبد. ثم زارت مكتبة الولاية، و بازار شالا، و دكانين لبيع الأواني. و أدى بها بحثها عن بطاريات لكاميرتها إلى دكان صغير التقت فيه بهاوٍ لجمع الساعات و الكاميرات، و هي تقول " إني سأذهب إلى بيته اليوم. و هذا هو ما قلته عن الأبواب التي تُفتح في رأسك. فإنك إن لم تسلكي ذلك السبيل، فإنك ستفقدينه، ربما إلى الأبد. لكنك إن دخلت من ذلك الباب، فإنه سيأخذك إلى مشهد ممتع و مفيد. "
و تبرد قهوتها و هي تتوسع في الحديث عما يدفعها للسفر، و الاستكشاف، و التهيّؤ بكاميرتها للامساك بلحظة معينة في الزمان و المكان. و تقول، و هي البالغة من العمر 53 عاماً، إن تجربتها على مدى أكثر من ثلاثة عقود قد زودتها بالثقة في اتخاذ القرار بشأن الأشخاص و الموضوعات التي تهمها في التصوير.
و المكانان المفضلان لديها هما المكتبات و الأرشيفات، لأنها تحب الورق. و لقد زارت قسم تجليد الكتب في مكتبة الولاية العامة من أجل توثيقه للأجيال القادمة. و هي تطنب في الثناء على العاملين في المكتبة و الأرشيف قائلةً إن هؤلاء جنس خاص من الناس، أينما كان. فهم يكرّسون أنفسهم لعملهم، و يرتبطون معه بِصلةً شخصية.
و هي إذ تُعجب كثيراً بالكتب، و الموسيقى، و الأفلام، ترى أن هذه الأشياء جميعاً تمتلك تأثيراً ملموساً حين يخطط المرء لمشروعٍ ما. " فمثلاً، كيف يمكنني أن أفكر بكيرالا من دون التفكير بأرافيندان ( المخرج و الكاتب و الملحن و رسام الكاريكاتير الكيرالي الراحل )؟ و حين أرى مباني بيكر، فإن براعته واضحة في كل واحد منها. فهو فنان، فيلسوف. "
و أسفها الوحيد ليس ملاقاة بيكر و الدراسة لديه ( و قد توفي عام 2007 ). فهي منشغلة بالتقاط الصور لمبانيه ــ المنازل، و المكتبات، و الأماكن العامة. و لكنها، و كعادتها، ليست متأكدة مما إذا كان ذلك هو ما سيكون عليه مشروعها. " فسوف يكون هناك واحد عن العمارة لكن يمكن أن تكون هناك مشاريع أخرى أيضاً ... "
و هي تَعجب كيف يمكن للمرء أن يلتصق بفكرة واحدة في حين " أن عقلنا لا يعمل على هذا النحو. فهو يعمل على مستويات كثيرة. و هكذا أود أن أعمل. "
و إذ تأمل في أن تأتي بمعرضها هذا إلى المدينة، فإنها ترى أن ما يصل إلى المدينة يمكن أن لا يكون هو نفسه الذي في كوتشي. " فأنا أحب أن أدمج و أضيف و أستبعد بعض الأشياء من أعمالي لأبقيها جديدة و حيوية. "
" و أنا إذ أدعوه ( متحف المصادفة )، يمكنني أن أصوره كرحلتي إلى المدينة مكشوفةً أو يمكن أن يكون شيئاً ما آخر. فالشعراء يجمعون الخبرة من كل مكان يذهبون إليه ثم يستخلصون الجوهر في شعرهم، " كما تقول. الشعر في الصور التي تستحضر قصص و رسوم العصور ماضياً و حاضراً. و دايانيتا بالتأكيد شاعرة تكتب كاميرتها المقاطع و القصائد بالضوء.
و تتساءل أخيراً قائلةً " هل تدرين لماذا يبدو الناس المفتقرون بلا تهيّؤٍ هكذا حين يصوَّرون فوتوغرافياً؟ ذلك لأن الكثير من المصورين يميلون للتعامل مع هؤلاء الأشخاص كأشياء. و هم لا يسألونهم أبداً كيف يحبون أن يصوَّروا. و هذا هو السبب في أن الكثير من صور إنستَغرام Instagram ( الموبايل ) التي نراها الآن أفضل كثيراً من تلك التي يلتقطها مَن يُدعون بالمحترفين. إذ ينبغي أن يكون هناك تقمّص عاطفي هنا. و أنا على الدوام أقول لطلبة التصوير الفوتوغرافي أن يقرأوا، و يستمعوا للموسيقى، و يشاهدوا الأفلام السينمائية. و بإمكن أيٍّ كان أن يلتقط صوراً إذا ما فهم الخلفية و الضوء. "
عن: The Hindu