عبد الزهرة المنشداوي كم كنا نتمنى نحن العراقيين ان نجد أنموذجنا وقدوتنا في الوزير او النائب في مجلس البرلمان قدوتنا في تفعيل الشعور بالمسؤولية والعمل الدؤوب في جعل العراق ينسى الفترة المظلمة التي مر بها طوال عشرات السنوات .
كانت هذه الامنيات مبنية على اساس ان من ستؤول اليهم ادارة البلد قد سبق لهم وان شاركوا المواطن في المأساة التي عاشها دون بقية الناس.لذلك لابد وان يتفهموا ما يطالب به او يريده في سبيل ان يعيش حياة اكثراطمئنانا واستقرارا ولكن ما حدث ان الامور لم تجر كما كنا نتمناه. المواطن العراقي وجد نفسه بين قطب رحى الفساد والعنف ولم يجد منهما فكاكا ولكن ما تجدر الاشارة اليه ان الاخير اي ظاهرة العنف تم تحجيمها الى حدود بعيدة وهناك امل باختفائها تماما عن الساحة العراقية بجهود القوات الامنية ومؤازرة المواطن الذي وعى دوره ومهمته الوطنية اكثر من السابق. وذلك من اجل اعادة لحمة المجتمع العراقي الى سابق عهدها .قد لا نجافي الحقيقة بالقول ان الفساد في مؤسساتنا تغذى من ضرع العنف وسمن على حسابه مستغلا التركيز على مكافحة ظاهرة الاقتتال وتجنيد اجهزة الدولة بكل مفاصلها لسحق الفتن, والتباغض، والتباعد ما بين مكونات المجتمع, ونعتقد بأننا نجحنا في ذلك وسننجح بدرجة اكبر في مقبل الأيام. مقبلون على فترة انتخابية جديدة والمواطن بالأصل مصاب بخيبة امل كبيرة من الأداء غير المرضي لمجمل العملية السياسية وتفرعاتها وما نتج عنها من إخفاقات كان لها التأثير السلبي على المواطن في بيته وفي مدينته وفي محل عمله. المواطن الآن صار يقارن ما بين السياسة والتجارة ولا يفرق بينهما، ويحسب ان كل من يتصدى للسياسة هو بالضرورة يهدف الى الاستحواذ على أكثر ما يمكن من الاموال لاغير . هذا الشعور الذي يشعر به المواطن يجب العمل على تغييره لمن سوف يحالفهم الحظ في الفوز بثقته. نحن نقرأ لمفكرين ومختصين قولهم أن الإنسان في آخر الامر، وعندما يشعر بدنو نهايته وهي نهاية لابد منها، لا يحلو له تذكر او استعادة مقدار الأموال التي حصل عليها بطرق شرعية او غير شرعية. ولا بأنواع الاطعمة التي التهمها او القصور والمنازل التي امتلكها ذلك الامر سيجعله يشعر بالألم اكثر مما يجعله يشعر بالفخر والرضى على انه اكتنز من الاموال ما اكتنز او لبس أربطة الحرير والبدلات المستوردة من احدث دور الازياء في لندن وباريس، ولا حتى الفنادق التي نزلها . يقولون العكس ان كل هذه الاشياء ستجعل منه اكثر الناس حزنا وشعوراً بنهاية مفجعة عندما يراوده بأنه سيترك كل ذلك خلفه . الآخر الذي يستعيد ما فعل من خير للاخرين ويتذكر بأنه قد ساهم في حل مشكلة او تقدم لمعونة من يحتاج المعونة واستطاع منع أذى ورد أمانة سيختلف عنده الشعور . ولا نعلم حال من سولت له نفسه التعدي على المال العام والاستحواذ على مقدرات شعب باكمله من خلال جعل الفساد ديدنا له واعتبار التحايل والكذب كسبا مشروعا ويدعي ماليس فيه من خصال النزاهة والحفاظ على ما اؤتمن عليه .امنياتنا كعراقيين ما زالت محض امنيات في رؤية من المسؤول الامين الذي لايفرق بين العراقيين بمعيار القرابة ونفخ النار نحو رغيف الخبز الذي بحوزته، بينما الاخرون بمواقد مطفأة. نحن نرنو الى المسؤول الاب الذي لانخجل من ادائه.
ضـرع الفـسـاد
نشر في: 7 ديسمبر, 2009: 04:14 م