صفية المغيري بعد الحرب الأخيرة على العراق زادت إعداد الإحداث بل الأطفال الذين يعملون في كل مكان، وفي كل الأنشطة، وتراهم متواجدين بصورة لافتة للنظر وفي مواقع يصعب عمل الحدث او الطفل فيها مما يتقاطع مع القرارات والقوانين التي تمنع وجود الأطفال في مثل هكذا مواقع خطرة،
وكل هذا يجري في ظل غياب العناية من قبل الجهات المعنية بهذا الخصوص وكذلك إهمال غريب لهذه الظاهرة التي أضافت تشوها على المشهد العراقي فوق تشوهه العام. (المدى) استطلعت رأي عدد من المواطنين حيال هذا الموضوع ( تشغيل الأطفال ) في إعمال لاتتفق مع قدراتهم وتخالف القوانين . (سامي عبد العزي )/ باحث اجتماعي يقول: ثمة أسباب اجتماعية واقتصادية مثل فقدان المعيل أو كثرة أفراد العائلة الواحدة تدفع الكثير من العوائل إلى ارسال أولادها إلى فضاء العمل دون تقدير حجم الإضرار التي تلحق بهم جراء ذلك، وهم يسعون في هذا إلى درء غائلة الفقر آو التسول أو التشرد ويقبلون بأهون الشر . أما ( علي عبد الحسين )/ مهندس/ فيقول : رخص وانخفاض أجور العمال الإحداث او الاطفال دفع بالكثير من المقاولين وأصحاب العمل إلى تشغيل الأحداث مثل عمال المصبوبات والزجاج والبناء .وهناك أعمال يترفع كبار السن عن القيام بها مثل أعمال رفع القمامة والتنظيف وأعمال صيانة السيارات لأسباب نفسية واجتماعية فيما يقبل عليها الإحداث بسهولة . (حسن هادي )/ موظف/ يقول : هناك مهن تدار من قبل وسط عائلي فيتم استخدام الأحداث فيها وكذلك ثمة مشاريع تستخدم العائلة بكل أفرادها مثل معامل الطابوق حيث تسكن العائلة بجانب المعمل ويقوم جميع أفراد العائلة بالتناوب في العمل فيها . ويضيف :ترتفع نسبة زيادة عمل الأحداث في فترة العطلة الصيفية والربيعية وهذا شيئ حسن، ولكن بعضهم يستمر بالعمل وينبذ الدراسة ويستمر بهذه الأعمال التي تضيع مستقبله الدراسي . أما الباحثة الاجتماعية ( فاتن محمد ) فقد قالت لنا : لقد حددت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المهن والأعمال التي لايجوز تشغيل الإحداث فيها لكونها، أما أن تكون إعمالا مرهقة وضارة أو تسبب إمراضا ومنها المعدية أو تسممات، أوالإعمال التي تؤدي إلى سوء سلوك الحدث أخلاقيا، ومن هذه الأعمال التي لايجوز اشتغال الحدث فيها أو دخول أماكنها، أعمال البناء والمقالع والمهن التي فيها مادة الرصاص والأعمال التي تنتشر فيها نسبة من السموم والمبيدات المستعملة في مكافحة الحشرات ورش المستنقعات وأعمال الغزل والنسيج والصناعات الجلدية والدباغة وإعمال القير، والأماكن التي تصل فيها درجات الحرارة عالية جدا وأماكن العمل التي ترتفع فيها الضوضاء إلى درجات عالية ومعامل المواد الكيماوية. في العهد السابق كان الامر مفهوما نظرا لظروف الحصار المفروض على العراق،أما ألان فان نسبة عظمى من الإحداث تعمل في كل المجالات المخالفة للقوانين والأنظمة والتعليمات لأسباب كثيرة في مقدمتها الوضع الاقتصادي المتردي، وارتفاع مستوى غلاء المعيشة وإرهاق الأسرة العراقية التي زجت بأولادها في أي مجال من مجالات العمل لسد نفقات المعيشة والإيفاء بمستلزمات الأسرة في ظل ألازمات التي أرهقت ميزانية الأسرة بمتطلبات أضافية بدءا بمستلزمات المأكل والمشرب ومرورا بمقتضيات الكهرباء ( كالاشتراك في المولدات الكهربائية) وحتى لجوء بعض الأسر في بعض الأماكن إلى شراء الماء الصالح للشرب . يبين لنا عدنان عبد الهادي/ مدرس / كيفية معالجة هذه الظاهرة فيقول : يمكن معالجة الأسباب الرئيسة التي يمكن أن تحد من تشغيل الأحداث مثل معالجة الأوضاع الاقتصادية لكافة فئات الشعب وخاصة العوائل الفقيرة ومحددي الدخل، وتنشيط دور المدرسة في استيعاب وقت الحدث او الطفل لأطول فترة ممكنة مثل أقامة الدورات العلمية والأنشطة غير المدرسية والفنية لغرض تعليق فترة تواجده خارج المدرسة ومعالجة ظاهرة التسرب من المدرسة بالوسائل المشجعة والترغيب في التعليم، وتفعيل دور الجمعيات الإنسانية الخاصة بالطفولة والأحداث للحد من ظاهرة التشرد كإنشاء النوادي الرياضية والتجمعات الكشفية والجمعيات الإنتاجية والخدمية وكذلك الاهتمام بمراكز التدريب لاجتذاب الأحداث وتدريبهم على مهن يحصل فيها الحدث على مردود مادي واقتصادي ومهني .
عمالـة الاطفـال.. قـضـيـة تسـتـوجـب الـحـل
نشر في: 7 ديسمبر, 2009: 04:18 م