لا أعرف مدى صحة ما ينشر من قوائم الأسماء المرشحة للحكم. لكنها إن صدقت، أو كذبت، فإني أراها مفروضة على رئيس الحكومة المكلف. بالقوة أو بالمروة، لا يهم. المهم والمحزن أيضا، أنها تفوح برائحة تشبه تلك التي تنبعث من جدران غرفة زواج الغصب.
لا أجد تبريرا مقنعا لموافقة حيدر العبادي على هذا النوع من الحكومات القسرية. كل شيء بجانبه يسند ظهره: المرجعية، أميركا، الجيران، العالم الغربي كله تقريبا، حتى ورقة الظرف الأمني والاستياء الشعبي تقويه بوجه الفرقاء ولا تضعفه. الأقوى من ذلك كله ان بيده دليل فشل الذي سبقه. ليس واحدا بل جبل من الأدلة.
في ثماني سنوات، وبفعل تقصير المختار العصري وقلة درايته، صارت أقل الأرقام تواضعا تخبرنا ان 105 آلاف منا قد قتلوا. هذا من المدنيين المسجلين فقط. أي من دون ضحايا سبايكر وتوابيت الجنود التي حرّم علينا عدّها، ولا المدنيين في المدن والقصبات والقرى التي تحتلها داعش وتقصفها الطائرات والمدفعية كل صباح ومساء. هذا عدا عن خلو العراق من المسيحيين والإيزيديين الذين لم يبق منهم غير دافع جزية للمغتصب، أو سبية تباع في أسواق الذل والمهانة. فبأي آلاء يكافأ من حدث كل ذلك بسببه بمنصب "سيادي" جديد؟ إنها سادية لا يرتضيها إلا مازوخي مستكين.
لا أقول إنها نصيحة بل صيحة من قلب موجوع: عليك الله لا تفشلني يا حيدر العبادي وتجعلني أسحب تفاؤلي. صدقني، ولو هذه المرة فقط، إنك لو اعتذرت عن التكليف لأهون بكثير من أن تجامل شيخ الفاشلين والذين كانوا معه بمناصب تحميهم تحت ظل حكومتك بعد أن ضيعوا البلد ونكبوا الشعب. أما إذا لم تستمع فإني أراك ستظل مثل "سيزيف" تدحرج الصخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه طوال عمرك. وفي الوادي العميق، حيث تتدحرج صخرتك، ستجد عراقية منكسرة تغنيك:
إلما تريده الروح كشمرته بلوه
مثل اليصعد الماي كوّه اعله علوه
يا حيدر العبادي:لا تفشّلنا
[post-views]
نشر في: 6 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
رمزي الحيدر
لا تنتظر تغير من هذا المستنقع الطائفي.!