ليس مُستهجناً من مشيخة قطر العظمى، ضربها عرض الحائط بكل الأعراف الدبلوماسية، وتسريبها محضر اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بحضور شيخها تميم، وإشارتها إلى قلق وتوتر عباس، وهو يعرض للقائد الغربي الكبير الشيخ تميم، قضيتي المفاوضات الفاشلة مع إسرائيل والعلاقة مع حماس، التي قال إن إسرائيل أبلغته بإلقائها القبض على 93 عنصراً منها، قاموا بالإعداد لانقلاب في الضفة، ونقلت عن الشيخ المعلم قوله، إنه طالب حماس بإلحاح بوقف إطلاق النار، حفاظاً على الأطفال والنساء، وأيد مفاوضات التهدئة في القاهرة، وكشفه أنه مركز ثقل في المنطقة، حيث هو على تواصل يومي مع الأميركيين، حتى أن كيري يتصل به كل يوم ألف مرة.
من المحضر المسرب لغايات مشبوهة، أن عباس أعلن عن موافقة السلطة على عرض أميركي لتجديد المفاوضات 9 شهور، وعدم الذهاب للأمم المتحدة مقابل إطلاق الأسرى، لكن رفض الإسرائيليين إطلاق الدفعة الرابعة ووقف الاستيطان، أدى إلى التصالح مع حماس وتأليف حكومة وفاق وطني، رفضت إسرائيل التعامل معها، "المعنى هنا أن المصالحة لم تكن خياراً وطنياً وإنما رد فعل اضطراري"، في وقت كانت السلطة تعرف فيه أنه منذ مجيئها وحماس تعمل لإفشالها وإسقاطها، وأنها رفضت عرضاً من عرفات، للمشاركة في السلطة عبر الانتخابات، باعتبار أن الديمقراطية حرام لأنها حكم الشعب، وليست حكم الشرع، وذكّر بأن حماس انقلبت على السلطة بعد ثلاثة شهور من قسمها تحت أستار الكعبة، على التمسك بالوحدة الوطنية.
القائد المناضل مشعل نفى رواية مؤامرة الانقلاب ضد السلطة، وطالب بلجنة تحقيق تشارك فيها قطر، وأكد اعتراضه على المبادرة المصرية، وليس على الدور المصري، وشدد على ضرورة الثقة "حتى بعد الانقلاب والمؤامرة"، وأعلن التزامه بكل ما اتُفق عليه، بشرط أن يكون قرار الحرب والسلم مشتركاً، وأن لا ينفرد أحد بالقرار السياسي، وإذا كان ممكناً تفهم فضح حوار الطرفين، وهو معروف عند كل المنتمين لفتح وحماس، إن لم نقل عند كل الفلسطينيين، فان الكشف عن التقييم القطري يبدو مزاودة تستهدف صب الزيت على النار، حيث جاء في التقرير المنشور، أن الرئيس عباس كان مسكوناً بالخوف والقلق من انقلاب حماس ضده، وأن الوفد المرافق له كان ممتعضا من تطرقه لتفاصيل وأحداث لا لزوم لها، بينما كان مشعل هادئاً، بعكس أعضاء وفده، حيث أكد واحد منهم، أن جميع ما سرده عباس لا أساس له من الصحة.
تستهدف الرواية القطرية القول، إن الفتى تميم قادر على توجيه القادة الفلسطينيين، بينما قضى عباس في النضال ضعفي عمره الفتى، وأنهم قادة لاهم عندهم غير الصراع على سلطة غير متوفرة على أرض الواقع، وأن سياسة عباس السلمية أفلست، والبديل هو حماس، باعتبارها فرعاً من تنظيم الإخوان المسلمين، ويُستشف من ما سربته الدوحة، أن مشعل رجل دولة هادئ يعرف ما يريد، بينما عباس "نرفوز يائس" ودكتاتور، حد عدم السماح لواحد من أعضاء وفده بشرح بعض التفاصيل، أمّا قطر التي اكتسبت شهرتها من فضائية الجزيرة، التي تفتش عن أي هفوة في أنحاء العالم العربي، وتُغمض عينيها عن خطايا المشيخة، التي تصر على أن يسبق اسمها وصف "دولة" تعبيراً عن شكوكها باستحقاق هذا الوصف، فإنها تعمل اليوم على نسف أي بارقة أمل، في سيادة المصالحة الوطنية على الساحة الفلسطينية، وهي كعادتها ترتكب فعلتها الشنيعة هذه، بينما يزأر صوتها بأنها المدافع الأول عن حقوق الفلسطينيين، وهذا دور مشبوه بامتياز، ولكن صحيح "اللي استحوا ماتوا".
قطر والدور المشبوه
[post-views]
نشر في: 6 سبتمبر, 2014: 09:01 م