TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شعب برسم التصدير!

شعب برسم التصدير!

نشر في: 6 سبتمبر, 2014: 09:01 م

لماذا وكيف حدث ما حدث في الموصل منذ ثلاثة أشهر؟ .. لماذا وكيف امتد ما حدث في الموصل كالنار في الهشيم الى تكريت وسنجار وتلعفر وسهل نينوى وأطراف كل من أربيل وكركوك وبعقوبة فضلاً عن مدن وبلدات محافظة الأنبار؟ .. كيف وقع ما وقع في قاعدة سبايكر؟
لنترك أسئلة ما حدث ولنسأل عما سيحدث ويكون.. ما المخرج من هذا المأزق القاتل الذي وجدنا أنفسنا، نحن الخمسة وثلاثين مليون عراقي، محشورين فيه حشراً؟ .. كيف ومتى سنحرر ثلث البلد الذي احتله (داعش) وأقام عليه (الدولة الإسلامية) بولاية الضابط الصدامي الخليفة أبو بكر البغدادي؟ .. كيف ومتى نسترجع أو نعوّض الأسلحة المتطورة والذخائر المهولة في كميتها التي تركتها قواتنا المسلحة والأمنية هبةً خالصة وهدية مجانية لداعش؟ .. ما مصير الآلاف من المخطوفين والأسرى والسبايا والمفقودين؟
كل هذه الأسئلة وغيرها يوجد جوابها الآن في مكان واحد .. ما عليكم إلا أن تذهبوا الى الأخ الكبير (غوغل) وتنقروا على نافذته باسم وزير دفاعنا بالوكالة السيد سعدون الدليمي.. اكتبوا : "سعدون الدليمي + سبايكر" .. وسيأتيكم الجواب .. انه جواب مقتضب تضمنته إحدى مداخلات السيد الدليمي أثناء جلسة الاستجواب التي عقدها مجلس النواب الأسبوع الماضي لتقصّي الوقائع الخاصة بقضية مجزرة سبايكر(سَمّوها استضافة، فوزراؤنا وكبار مسؤولينا يستكثرون على أنفسهم أن يستجوبهم نواب الشعب لأنهم يرون أنفسهم في منزلة الملائكة والقديسين الأرفع من منزلة الشعب ونوابه).
السيد الدليمي الذي لابدّ من التذكير دائماً وأبداً بانه وزير الدفاع (وكالة) ألقى باللائمة عن كل ما جرى وحدث منذ اجتياح الموصل حتى اليوم على الشعب .. الشعب العراقي بالطبع وليس شعب الواق واق .. نعم المسؤولية عن احتلال داعش ثلث مساحة البلاد وعن الفظائع التي ارتكبها هذا التنظيم الإرهابي تقع على عاتق الشعب العراقي الذي لم يكن حاضنة لجيشه! .. الجيش الذي يقوده السيد الدليمي مع القائد العام للقوات المسلحة لم يوفر له الشعب الحاضنة المطلوبة فأطلق سيقانه للريح أمام "جرذان" (داعش) وفرّ لا يلوي على شيء تاركاً الجمل وما حمل من أسلحة فتاكة وذخائرها وأموال، وبشر أيضاً، غنيمة لـ (داعش).!
وبالطبع فان الشعب الذي لا يكون حاضنة لجيشه لا يستحق الحياة .. ونحن إذاً الآن، اتساقاً مع منطق وزير دفاعنا، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما إبادة هذا الشعب الذي لا يستحق الحياة، أو، اذا ما أردنا أن نرأف بحاله وتطبيقاً لمبدأ العفو عند المقدرة، أن نغيّر هذا الشعب ونبدّله. كيف؟ .. نفتح له أبواب الهجرة الى قارات العالم الخمس، ثم نستورد شعباً على كيف وزير دفاعنا وعلى مزاج قائده العام .. الشعب المستورد هذا سيكون من طائفة واحدة ودين واحد وقومية واحدة، بل حتى من حزب واحد، فنُقيم على ارض السواد وفي بلاد الرافدين أو ما بين النهرين، كوريا شمالية ثانية.. وكان الله يحب المستورِدين والمستورَدين!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. Jassim Marouf

    والجيش الذي لا يحمي شعبه لا يستحق الأحترام!

  2. Aljandeal

    فقط تنويه و تصحيح أن المدعو أبو بكر البغدادي لم يكن يوما ضابطا في الجيش العراقي السابق و الذي لم يكن جيش صدام كما هو اليوم جيش المالكي و ايران بل هو جيش العراق, مع التفدير

  3. alialsaffar

    بقيادتكم جيشنا وانتم معلميه وآمريه وبيدكم ثروة البلاد باحتياطها ؛ وفي ليلة واحدة ابتلعت الموصل مكملة لثلث ارض العراق وخزين مال العراق وحرائر من العراق واللوم في رأيكم على شعب العراق ؛ واعتقد جازما انكم تقولون الحقيقة !!!!! ولكن هل تعلمون كيف ؟ لأنه وضع

  4. ابو عباس

    هل سمعت او قرأت منطقاً اعوج من منطق هذا المتلون المعّوج الذي جاء به وبأمثاله حظنا العاثر ليتحكموا بمصير شعب سودت أيامه على ايدي حكامه ،ان ما يريده هذا الوزير الذي لم يجود العراق بغيره فقلدوه وزارتين هو ان الشعب مكلف بحماية الجيش وليس على الجيش ان يكون حام

  5. رمزي الحيدر

    أنا مع إبادة هذا الشعب لانه يستحق على إصراره للمرة الثانية على إنتخاب هذه الزبالة ..!!!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram