TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وزيران من البصرة؟

وزيران من البصرة؟

نشر في: 7 سبتمبر, 2014: 09:01 م

أهل البصرة من حقهم كباقي كل العراقيين ان ينعموا بحياة كريمة تليق بما تنتجه أرضهم من خير نفطي. نعم، لا يليق بنساء البصرة ان تستجدي وهي ام النفط. ولا يليق بشبابها ان تأكل أحلامهم أنياب البطالة والضياع. والبصرة لا تستحق هكذا شوارع متربة ومياها عفنة وكهرباء شحيحة وبيوتا تحيطها الأزبال والمياه الآسنة. لكن هل سيعيش البصريون في رغد ورفاه لو تعين منهم وزيران؟
هموم واحتياجات ملايين البصرين الذين انهكهم ظلم وفشل "دولة القانون" هل تختصر بتوظيف وزيرين سينعمان بما تنعّم به أسلافهم من مخصصات وامتيازات؟ ماذا دهاكم؟
أتظنون أن رفع معاناتكم ستنتهي لو ان ميزان المحاصصة أُثقل بحجر المناطقية الجديد؟ أبعد كل ما لحق بنا وبكم من كوارث بسبب الطائفية والمحاصصات الدينية والمذهبية والعرقية، تزيدون بلدكم الغريق غطة أخرى؟
أيها البصري الطيب، تعال لنفرش عباءة الصراحة ونحن أخوة ونسأل أنفسنا: هل الكفاءة والنزاهة أم مسقط الرأس من يحدد نجاح الحاكم أو فشله؟ من قال ان العمارتلي أفضل من الكيتاوي للحكم  أو العكس؟ ومن قال ان المسلم افضل من المسيحي في بناء الدولة؟ وكذلك يصح القول في الشيعي والسني والايزيدي والصابئي والكردي والعربي والتركماني والحلاوي والنجفي والبصرواي .. الخ.
تذكروا يا اهل البصرة قول: ان الحاكم الكافر العادل خير من حاكم مسلم جائر؟ والعدل لا يحدده مسقط رأس الحاكم او دينه او مذهبه او قوميته او حزبه أو محافظته. كنت سأخرج من مكاني هذا واحضر بينكم محتجا لو انكم طلبتم ان يتضمن المنهاج الحكومي الجديد شرطا لإنصاف اهل مدينتكم بما يتناسب وحجم ما تدره من مال وفير على العراق كله. أما اذا ظننتم بان الفقر سيزول من البصرة وسيعم شوارعها الخير بمجرد توزير وزيرين منكم، فاسمحوا لي أولا بالقول ان وزارتين بصراويتين لا يساويان حجم حمصتين مما لحق بكم من حيف وظلم وجور. ثم اني، وبكل حب وحرص، أحذركم بأنكم قد خدعتم. واني والله اكاد اعرف من لعب على عواطفكم واستغل طيبتكم وحاجتكم ليتسلق صوب الكرسي ليستغني برؤوسكم أكثر، وليحقق أهدافا لا تمت للبصرة والبصريين ولا للعراق والعراقيين بصلة. وستبدي لكم الأيام، التي ستكون بيني وبينه وبينكم حكما، صدق مخاوفي.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د.مجيب حسن محمد

    المحاصصةالمناطقية الجديدة، إضافة جديدة لفكرة المحاصصة في العراق ،اطلقها كثيراً من النواب الذين يريدون التسلق باستغلال مشاعر مواطنيهم المحليين ،وهكذا سمعنا بحصة بغداد ، وحصة كركوك ،وسينتقلون بنا الى ادنى من ذلك حصة الشطرة وحصة سوق الشيوخ ،وهكذا عجلة التقز

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram