أهل البصرة من حقهم كباقي كل العراقيين ان ينعموا بحياة كريمة تليق بما تنتجه أرضهم من خير نفطي. نعم، لا يليق بنساء البصرة ان تستجدي وهي ام النفط. ولا يليق بشبابها ان تأكل أحلامهم أنياب البطالة والضياع. والبصرة لا تستحق هكذا شوارع متربة ومياها عفنة وكهرباء شحيحة وبيوتا تحيطها الأزبال والمياه الآسنة. لكن هل سيعيش البصريون في رغد ورفاه لو تعين منهم وزيران؟
هموم واحتياجات ملايين البصرين الذين انهكهم ظلم وفشل "دولة القانون" هل تختصر بتوظيف وزيرين سينعمان بما تنعّم به أسلافهم من مخصصات وامتيازات؟ ماذا دهاكم؟
أتظنون أن رفع معاناتكم ستنتهي لو ان ميزان المحاصصة أُثقل بحجر المناطقية الجديد؟ أبعد كل ما لحق بنا وبكم من كوارث بسبب الطائفية والمحاصصات الدينية والمذهبية والعرقية، تزيدون بلدكم الغريق غطة أخرى؟
أيها البصري الطيب، تعال لنفرش عباءة الصراحة ونحن أخوة ونسأل أنفسنا: هل الكفاءة والنزاهة أم مسقط الرأس من يحدد نجاح الحاكم أو فشله؟ من قال ان العمارتلي أفضل من الكيتاوي للحكم أو العكس؟ ومن قال ان المسلم افضل من المسيحي في بناء الدولة؟ وكذلك يصح القول في الشيعي والسني والايزيدي والصابئي والكردي والعربي والتركماني والحلاوي والنجفي والبصرواي .. الخ.
تذكروا يا اهل البصرة قول: ان الحاكم الكافر العادل خير من حاكم مسلم جائر؟ والعدل لا يحدده مسقط رأس الحاكم او دينه او مذهبه او قوميته او حزبه أو محافظته. كنت سأخرج من مكاني هذا واحضر بينكم محتجا لو انكم طلبتم ان يتضمن المنهاج الحكومي الجديد شرطا لإنصاف اهل مدينتكم بما يتناسب وحجم ما تدره من مال وفير على العراق كله. أما اذا ظننتم بان الفقر سيزول من البصرة وسيعم شوارعها الخير بمجرد توزير وزيرين منكم، فاسمحوا لي أولا بالقول ان وزارتين بصراويتين لا يساويان حجم حمصتين مما لحق بكم من حيف وظلم وجور. ثم اني، وبكل حب وحرص، أحذركم بأنكم قد خدعتم. واني والله اكاد اعرف من لعب على عواطفكم واستغل طيبتكم وحاجتكم ليتسلق صوب الكرسي ليستغني برؤوسكم أكثر، وليحقق أهدافا لا تمت للبصرة والبصريين ولا للعراق والعراقيين بصلة. وستبدي لكم الأيام، التي ستكون بيني وبينه وبينكم حكما، صدق مخاوفي.
وزيران من البصرة؟
[post-views]
نشر في: 7 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د.مجيب حسن محمد
المحاصصةالمناطقية الجديدة، إضافة جديدة لفكرة المحاصصة في العراق ،اطلقها كثيراً من النواب الذين يريدون التسلق باستغلال مشاعر مواطنيهم المحليين ،وهكذا سمعنا بحصة بغداد ، وحصة كركوك ،وسينتقلون بنا الى ادنى من ذلك حصة الشطرة وحصة سوق الشيوخ ،وهكذا عجلة التقز