دأب الفنانون طه وهيب ونجم القيسي ورضا فرحان على المشاركة الفنية في مجال النحت, في المعارض المحلية والعربية والعالمية وحققوا من خلال ذلك حضوراً فنياً منظوراً ومميزاً. وبالرغم من تباين سبل الأداء الفني والتقني ,فأنهم يشتركون في رؤية فنية واحدة مش
دأب الفنانون طه وهيب ونجم القيسي ورضا فرحان على المشاركة الفنية في مجال النحت, في المعارض المحلية والعربية والعالمية وحققوا من خلال ذلك حضوراً فنياً منظوراً ومميزاً. وبالرغم من تباين سبل الأداء الفني والتقني ,فأنهم يشتركون في رؤية فنية واحدة مشيدة على فهم الحداثة ومديات الصلة مع الأفكار العالمية. وكما يرى بعض نقاد الفن بأن الفنون النحتية تولد المعاني وتضاعف من تأثيرها, ليس بطريقة التهويل والغرابة ,ولكن استجابة لحساسية الحقبة التاريخية .
ضمن هذا التصور أقام الفنانون الثلاثة (طه ونجم ورضا) معرضهم الموسوم(ارض الرافدين في باريس) على قاعة (حوار) لينتقل المعرض فيما بعد الى باريس في قاعة مركز(لو سكريب لاماتان).
قدم للمعرض الناقد التشكيلي صلاح عباس قائلا :-
ان الفنانين الثلاثة ,على الرغم من تباينهم في المجالات الفنية والتقنية إلا انهم يشتركون في رؤية الزمن العراقي المعبر عنه بتاريخ الأسى بعد ان استنزفته الحروب المتوالية .طه وهيب يحلق برومانسيته في السماوات الرافدينية السحيقة مستجلباً منها نشيده المعبر عن الأمل في صخب الحياة. ونجم القيسي يعطي للمتلقي ايحاءات عن الحركة المشلولة او المعطلة وتلك حركة الحياة في بلادنا. اما رضا فرحان فأنه يستل مضامينه من الذكريات المرة لأصدقائه الموتى المفتقدين في دوامة الزمن العراقي الصبور.
الفنان طه وهيب نحات وخبير في دائرة الفنون التشكيلية بوزارة
الثقافة حائز على قلادة الوفاء للوطن عام 2010 بعد ان أعاد للمتحف الفن الحديث بعض الأعمال المسروقة اشتراها وقدمها بدون ثمن ، وجائزة النحت لمهرجان الواسطي عام 2010 . أعاد
نحت تمثال محسن السعدون في ساحة النصر بعد سرقته أثناء الاحتلال الأميركي للعراق. نفذ نصب شهداء الجزيرة في محافظة ميسان عام 2011.نفذ نصب شهداء كردستان ونصب البذرة في بغداد وتمثال عبد الكريم قاسم والجندي المجهول .طه فنان يتماهى مع الأفكار التي ينشد الوصول اليها عبر آلية العمل على المجسمات النحتية .وقد ابتكر ذاته بسبل التحاور مع المواد الخام التي يتعامل معها. إلا أن السمة البارزة في فنه جعلته يتساير مع معطيات المعرفة الجديدة , وذلك بصناعة أشكال تبدو متحركة من خلال إعادة احتمال التراكيب النحتية المعبرة عنها بالشخوص الواقفة اوالجالسة او المؤدية لحركات مختلفة.
أما الفنان نجم القيسي مواليد 1961 بغداد يحمل بكالوريوس كلية الفنون الجميلة نفذ مع آخرين سياج وزارة الثقافة الذي يحمل الكثير من الرسوم المعبرة. وحاز على المركز الاول في مسابقة الأهوار ونفذ نصب الجبايش عام 2007 ,وحصل على الجائزة الاولى لتصميم جائزة بغداد للمسرح الدولي, ويحمل قلادة وفاء الوطن ,لإسهامه بإرجاع الأعمال الفنية المسروقة.
والفنان القيسي يشتغل بمنطقة زحزحة المعادلة (على وفق سياقاتها المعتادة) والإتيان بخلاصات تعبيرية مفعمة بالإثارة, ويحمل وعياً جدلياً متحرراً من العقد والشواغل, ويفكر بطرائق علمية دقيقة ,لكن الأمور تختلف مع منحوتاته .فهو يعمل على مبدأ(اله روب المستحيل) . وبذا فإنه استخدم الدراجات الهوائية لا ليسابق الزمن , بل ليكبح جماح رغائبه واندفاعاته بدلالة تجسيد عجلات الدراجات على شكل مربعات او مكعبات . هنا تكمن استحالة الحركة وذلك يأتي من شعوره بالزمن العراقي المتسم بالعجز والتعطيل .
الفنان الآخر هو رضا فرحان الذي سبق ان رسم الملايين من علامات الاستفهام المحلقة في فضاء تخيله الشارد بعيداً بسبب
حساسيته المفرطة بالوجود والحياة ,لم يكن قادراً على كبتها او
إخفائها وعلاقته بالوجوه ,علاقة تعويض وتكامل لان أي وجه يقوم
بنحته انما ليجسد ملامح صديق.غادر الحياة , ولكي يضفي طابع الإثارة الشكلية المميزة ,وذلك بإدماج مواد استهلاكية وتجميعها لا
بطريقة الكولاج كما معمول عليه في فنون الرسم, ولكن لجعل هذه المواد متداخلة في بنى القطع النحتية فتبدو المنحوتات بطابع شكلي
غرائبي .على حد قول صلاح عباس.
ورضا فرحان مواليد بغداد 1955 بكلوريوس فنون جميلة حائز على جائزة اسماعيل فتاح الترك الثانية في مسابقة قاعة حوار عام 2000 ,وجائزة مهرجان الواسطي عام 2010 وقلادة الوفاء.واقام العديد من المعارض الشخصية والمشتركة.