رغم أن الحكومة الأردنية تواصل النأي بنفسها، عن الجزم باستعدادها الانخراط في تحالف دولي يضم دول المنطقة، وهو قيد التشكل لمواجهة دولة خلافة البغدادي، فإن عدداً من "النوائب"، وبنهم أصدقاء مخلصين للسفارة الأميركية في عمان، طالبوا الحكومة في مذكرة نيابية، يعرفون أنها غير مُلزمة، بعدم التدخل في أي حرب ضد التنظيم الإرهابي، والمشاركة في أي حلف ضده، معتبرين أن هذه ليست حرب الأردن، وأن على عمان عدم التنسيق مع أي طرف بخصوص الحرب على "داعش "، كونه لم يدخل لحد الآن حرباً مع الأردن، وأن الحرب ليست حربنا، وعلى كل جهة أن تقلع شوكها بأيديها، في حين جدد المتحدث باسم الحكومة، أن الأردن سيعلن موقفه الرسمي، في المرحلة المتقدمة من المباحثات الإقليمية المتعلقة بهذا الملف ، ضمن فهم موقفه المتعلق بملف مكافحة الإرهاب، وهو موقف نرى أنه غير قابل للمساومة، ولا يحتمل المناكفات الخالية من أي مشاعر وطنية.
يعرف النواب المزاودون أن أمراً كهذا ليس بيد الحكومة، التي أكدت مراراً، عدم وجود أي مخاوف خارجية من داعش على الأردن، وقللت من أي مخاطر متعلقة بتنامي التنظيم في البلاد، وأن الأمر بيد الملك، الذي يشارك في أعمال قمة الأطلسي، لعرض تصور الدولة الأردنية للتحديات في الإقليم، وسبل مواجهتها، ومن بين تلك المخاطر نشوء دولة الخلافة الداعشية، بما تمثله من همجية ووحشية وتشويه للإسلام، وأن تلك المخاطر ستطال الأردن عاجلاً أو آجلاً، خصوصاً وأن فيه تياراً سلفياً جهادياً، يضم الكثيرين من مؤيدي داعش، وقد كشف ذلك أبو سياف، وهو أحد أبرز قيادات التيار، حين قال إن أي دور رسمي للأردن في حرب إقليمية، ليست من مصلحته، وأن تياره لا يؤيد توجيه السلاح لأي مسلم، سواء الدولة الإسلامية، أو جبهة النصرة، أو غيرها، وكأن الرجل يستغبينا، حين يتناسى حرب داعش ضد المسلمين بكل طوائفهم في العراق والشام.
ثمة تناغم واضح بين النواب إياهم، وبين التيار المؤيد لدولة الخلافة، وهو تناغم غير مفهوم، إلا في إطار المزاودة غير المسؤولة ولا البريئة، خصوصاً وأن من يقود هذا التحرك، اعتاد التمظهر بما ليس فيه، فيما هو يتابع مقولاته الرابحة دائماً، ولعل حركته هذه لتحريك مقاولة متعثرة، ولم يفطن النواب الذين تبعوه، إلى أن الجناح المعتدل في التيار السلفي الجهادي، يؤكد جهاراً نهاراً أنه مع الجهاد العالمي، ولم ينتبه نوابنا الأشاوس، إلى وجود أنصار لتنظيم داعش في الأردن، يقترب عديدهم من عشرة آلاف "جهادي"، وأن عدداً أقل من هؤلاء، تمكنوا من احتلال ما يقرب من ثلث الأراضي العراقية خلال عدة أيام، وأنه ليس مجدياً النوم، على حرير فكرة أن جيشنا قادر على حماية حدودنا، وأن الأردن ليس دولة مفككة كسوريا والعراق، بينما كان واجبهم وهم الذين اعتادوا المطالبة بزيادة امتيازاتهم المالية، رغم معرفتهم بظروف البلاد الصعبة، شد أزر الحكومة في هذا الملف، وإن اختلفوا معها على بعض القضايا، فالأردن لايملك ترف انتظار وصول جيوش الذبح والخلافة إلى حدوده، والوقوف معها حين تطالب بالدعم المالي الخارجي، بدل التنديد بتحملها على مدار ثلاث سنوات تداعيات اللجوء السوري، مع أن معظمهم يعتنق الفكر القومي أو يتعانق مع الشعارات القومية.
معركة المصير والوجود مع مد الإسلام الداعشي الذباح، لاتحتمل لعب الصغار ومناكفاتهم، حتى لو حمل الواحد منهم لقب النائب مع أنه وصل النيابة بأقل من ألف صوت اشتراها بماله الحلال.
النواب الدواعش
[post-views]
نشر في: 7 سبتمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
من قال لك يااستاذ حازم ان هؤلاء النواب لم يدعموا داعش انهم وغيرهم من العرب هم داعمون ومؤيدون لهؤلاء الدواعش سواء اردنيين او غيرهم من العرب