كانوا عدة أشقاء يسكنون منزلا متواضعا ...حين عمت الفوضى كل مكان بدخول الأمريكان وسقوط النظام الدكتاتوري السابق وجدوا انفسهم أمام فرصة لن تتكرر فمنزلهم كان الأقرب الى مخازن الدولة التي استبيحت على اساس ان ما تملكه الدولة هو حق مشروع للشعب خاصة وان الرئيس المخلوع حرم شعبه من الاستمتاع بما وجدوه مخبّأ في خزائن الدولة ..أمام هذ المبرر الذي (زغلل ) أعين ذوي النفوس الضعيفة ، انطلق الاشقاء الى المخازن قبل غيرهم وغرفوا من خيراتها الكثير الكثير بدءا من السيارات الحكومية الجديدة وانتهاءا بانقاض المخازن ذاتها التي تم بيعها كمواد بناء بعد تفريغها من محتوياتها ...بعد سنوات ، اصبح الاشقاء من اغنى ابناء المنطقة وانتقلوا الى منطقة افضل ..تزوج من لم يتزوج منهم وخاضوا في مجالات عمل تجارية مربحة وازدهرت حياتهم بعد جدب .. لكن اوسطهم لم يقتنع بما بلغوه من ثراء ولم يكفه السفر الى بلاد كان يراها في الافلام فقط ..كان يرى شيئا لا يعجبه في نظرات الناس اليه والى اشقائه ..وشعر بالحاجة الى تلميع صورهم امام الناس لينسوا سبب ثرائهم المفاجئ ولما لم يثر الامر اهتمام اشقائه ، سعى الى الانتماء الى احد الاحزاب الدينية التي شكلت مؤخرا درعا يحمي ابنائه وسرعان ما نبتت له ذقن وجرت بين اصابعه حبات مسبحة كما اختار السفر الى مكة هذه المرة ليحصل على لقب ( حجي ) بجدارة ..
لم يكن ما فعله توبة وتكفيرا عن ( فرهدة ) مال الدولة بل اطارا زاده جمالا وحماية في اعين الناس ، ولما خشي من تذكيره بماضيه والمقارنة مع الحاضر فقد اختار هذه المرة الانتماء الى الميليشيا المنضوية تحت لواء هذا الحزب فالقوة التي يمنحها له السلاح وارتداء الملابس المميزة لتلك المليشيا هي الحماية الحقيقية له ..ورغم كل ما فعله ، ما يزال يشعر احيانا بانه لا يقنع المقابل بإيمانه او ولائه لحزبه او المليشيا التي انتمى اليها ، ذلك لأن الكل يعرف انه يحاول التهرب من تهمة ( الفرهود ) الملتصقة به وبانه لم يصل الى ما وصل اليه لو لم يضع قدمه على عتبة الزلل ..
بهذه الطريقة يحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته التخلص من تهمة استغلال ما وصل اليه من سلطة لتمرير صفقات فاسدة ومشبوهة وتدمير مدن وإيذاء شرائح مختلفة من السكان بأن يعاود الاختباء تحت معطف الحكومة الجديدة ليطل على الشعب ب(لوك جديد ) اتضحت سماته منذ الآن أي منذ ان صار يطلق التصريحات عن احتمال فشل تشكيل الحكومة لوجود انحيازات عرقية وحزبية وطائفية وكأن فترة ولايته كانت خالية من مثل هذه الانحيازات ...والغريب ايضا انه يطالب بترشيح اسماء تخلو صفحتها من الفساد بينما حفلت حكومته باسماء لها ملفات متخمة بالفساد ....هل هو الضحك على الذقون الذي يجيده السياسيون ام هي محاولة التهرب من التبعات القانونية لتهم الماضي...سيظل اذن يحاول تلميع صورته باستمرار ، وكما قاد (الفرهود) صاحبنا وأشقائه الى القمة ومازال يشعر انه في الحضيض، لن يكون المنصب الجديد إنقاذا للمالكي من نتائج افعاله السابقة!
لوك جديد
[post-views]
نشر في: 8 سبتمبر, 2014: 09:01 م