لم يبخل عليّ الأصدقاء بتهانيهم البارحة. رسائل وتليفونات وإيميلات امتلأت بعبارات الفرح والتفاؤل. احدى الصديقات كتبت "ليتك تكون معنا في حفلتنا العائلية لتسمع هلاهل الوالدة". يهنئوني وكأني ربحت اللوتري. يا عمّ والله لا ناقة لي ولا جمل بالحكومة الجديدة غير أملي بان يتخلص العراق والعراقيون من سنوات الهم والكدر والرعب والموت والسبي.
وكل الذين كتبوا او اتصلوا بكوم، واتصال صاحبي الصحفي الإنكليزي "دريك" بكوم. فوجئت باتصاله المتأخر على "فايبر". الرجل يكاد يطير من الفرح. هنأني وطلب مني ان أهنئكم نيابة عنه. سألته: لم أعهدك ان فرحت بهذه الطريقة من قبل خاصة وان الحكومة التي تشكلت عراقية وليست بريطانية؟ كان رده مفاجئا: I'm thrilled Nouri's gone.
ذكر لي أكثر من سبب وسبب وراء فرحته. حيّرني بتشخيصاته الدقيقة والمختصرة جدا. انه يرى بأن المالكي أحدث ضررا بليغا للعراق. اخطرها، من وجهة نظره، انه هو من مهد لقدوم داعش بعد أن وفر لها ارضا وحاضنة خصبتين. بتئولي يا دريك؟
نصحني، والانكليزي نادرا ما ينصح: أتمنى ان تكتب عمودا كله فرح. لا أستطيع يا صاحبي. لماذا؟ لأن البعض سيحسبها شماتة. وماذا تعني "بالشماتة"؟ اقصد Gloating. لكنها أيضا تعني الفرح والبهجة. ثم اردف: اسمع يا هاشم، كل شيء قد يطاق الا ان يُمنع الإنسان من التعبير عن فرحه.
ختم اتصاله الحلو مؤكدا انه يحبني أصلا لأنه يحب العراق. لا تحتاج الى دليل لأنك لو كنت لا تحبنا لما فرحت لنا.وبشيء من الصعوبة ترجمت لها هوسة أهل العمارة "فرحنا واليحبنا يفرح ويانا".