في جبال الصين الجنوبية، حديقة للتسلية، حيث يوجد 100 شخص من الأقزام يغنون ويرقصون للزوار مرتين يومياً. انها امبراطورية الاقزام – أو نعطيها اسمها كاملاً، (حديقة الصدى للفراشات) و (امبراطورية الاقزام)، وتقع في جبال جنوب الصين وقد تم انشاؤها
في جبال الصين الجنوبية، حديقة للتسلية، حيث يوجد 100 شخص من الأقزام يغنون ويرقصون للزوار مرتين يومياً.
انها امبراطورية الاقزام – أو نعطيها اسمها كاملاً، (حديقة الصدى للفراشات) و (امبراطورية الاقزام)، وتقع في جبال جنوب الصين وقد تم انشاؤها في عام 2009، وهي تجذب السياح اليها للتفرج على فعاليات الاقزام المئة، الذين يعيشون ويعملون وهم في حالة سعادة تامة، في عالم يحكمه امبراطور و امبراطورة، هذه الحديقة تبدو بالنسبة للزوار من الدول الغربية اشبه بآثار من الاستعراضات الغربية التي كانت تقدم في العصر الفيكتوري.
ففي عام 2011، شاهدت مصورة بلجيكية صورة على الانترنيت يقف فيها عدد من السياح في الصين، وهم يقفون مع اناس ذوي احجام صغيرة في منطقة جبلية، وتقول المصورة ساني دي وايلد، ان الامر بدا مثيراً وصادقاً في الوقت نفسه، ولكنه يبعث على الفضول، وفي خلال عدة اسابيع انهت اجراءات السفر الى الصين من اجل رؤية الاقزام، وتقول (لم اكن مستعدة لمواجهة الحقيقة بكل ابعادها في ذلك المكان، اذ كانت الحديقة في الصورة جميلة واشبه بالخيالية، ولكن الناس يأتون الى هذه الحديقة ويدفعون النقود من اجل مشاهدة ما يعرضه هؤلاء الاقزام من غناء ورقص، وايضاً التقاط الصور معهم).
وادركت ساني دي مايلد انها قد وجدت موضوعاً مثيراً، ولكنه ايضاً يثير التساؤلات عن غرضها، وهل انها ستستغل هذا الموضوع من اجل مكسب ما، على حساب الاقزام، وهي لاتريد كمصورة ان تكون جزءاً من مشكلة ما، وكان غرضي عرض التناقضات في المكان، وبالنسبة للغربيين، يبدو الامر نوعاً من استقلال الاقزام ويعبر عن اللانسانية، ولكن الصين لديها وجهة نظر اخرى، انهم يحضرون الى هنا لمشاهدة العروض.
ومع هذه التأملات فقد دفعت ساني دي مايلد، بعد اربعة اعوام من زيارتها للنشر كتاباً مصوراً بعنوان (امبراطورية الاقزام), وتقول (لم يهمني التصوير فقط بل التعرف على اولئك الاقزام، في حياتهم الخاصة، والحاجيات التي يستخدمونها قطع الاثاث – الاسرّة والغرف – صغير تتلائم مع احجامهم، وكذلك كل ما يستعملونه).
وبدأت ساني تصور حياتهم الخاصة، لاستخدامها في كتابها، كي يطلعوا على حياتهم اليومية، كما انها اجرت مقابلات مع عدد من الناس، والتقت زوجاً منهم قد تركوا امبراطورية الاقزام، انهما ما يزالان يعتبرانها مكاناً مدهشاً، ونوعاً من الجنة، فهي بالنسبة اليهم، كما تقول ساني، ليست مجتمعاً منفصلاً، بل يحس من فيها بالانتماء اليها.
وعندما سألت الناس هناك، ان كانوا سعداء، لم يفهموا السؤال، ففي الغرب يهمنا هذا الموضوع ولكن السعادة بالنسبة الى غالبية الصينيين، امر لايتطرقون اليه، بل يهتمون بالبقاء.
وكتاب دي وايلد، مقسم الى ثلاثة فصول، الصور التي التقطتها للأقزام، والصور التي التقطت لها من قبلهم، والجزء الثالث تضم الصور التي التقطت للفعاليات التي قدمت، اضافة الى نبذة عن حياتهم: الاسماء، تأريخ الولادة والمكان والطول، وايضاً صوراً عن حياتهم اليومية الحقيقة في الحديقة.
وماذا تقول دي وايلد عن احاسيسها تجاه امبراطورية الاقزام الان؟ وتجيب : (انه امر معقد ومتناقض، ومثالاً لذلك لقد صورت حراسين للحديقة وهما يمسكان بأحدى اصغر النسوة في كفيهما، وهي صورة طلبت نشرها عدد من المجلات والصحف).
ان حديقة الاقزام مشروع تجاري، مما يسيء بعض الشيء الى اولئك الاشخاص الذين يستخدمونهم للعرض، ولكن الامر حسب المفاهيم الصينية مختلف، فهم يدفعون للأقزام اجورهم، كما انهم يعاملونهم باحترام، وفعالياتهم، تعتبر نوعاً من تلفزيون الحقيقة.
عن: الاوبزرفر