TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وزيران بصريان ... لكن

وزيران بصريان ... لكن

نشر في: 9 سبتمبر, 2014: 09:01 م

بعد خروج النائب عن البصرة محمد الطائي من قاعة البرلمان احتجاجا، في جلسة التصويت على الوزارة بدقائق، اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أسماء وزارته الذين ذكر أن أثنين منهم من البصرة، وفي الوقت الذي بدا فيه اسم كاظم حسن الراشد، الذي منح حقيبة الاتصالات معلوماً لدى غالبية سكان المدينة، توقف كثيرون عند بصرية عبد الكريم يونس وزير البلديات المولود في الفاو والساكن في الكرمة والمغادر عنها إلى المنفى ثم العائش في بغداد، لذا فأنَّ الرجلين بصريان، ومن أصول بصرية خالصة. وبذلك تكون نصف حجة الطائي ومن دعا بدعوته قد رُدّت، فمع ذلك تبقى أهمية الوزارتين(الاتصالات والبلديات) لا ترقى بالضرورة إلى أهمية وزارة النفط او النقل التي طالبوا بها.
وفي جانب من الموضوع، يقول العارفون ببواطن تشكيل الوزارة، بانها لا ترقى إلى مستوى الطموح العراقي، واحاديث كثيرة تؤكد ان التغيير غير قادم، وهنالك أسماء كثيرة أيضاً وُضعت في غير اماكنها، بمعنى ان السنوات الأربع القادمة لن تقلب معادلة الطموحات، وقضية الدفع بالكتل لاختيار مرشحيها من داخلها لن يأتِ بأسماء مهمة ومهنية، تخصصية. فما شخصية الدكتور الجعفري بصالحة للخارجية ولا قدرات باقر الزبيدي بنافعة للنقل ولا سابقة سلمان الجميلي بقادرة على التخطيط ولا جديد في خلافة حيدر الزاملي على وزارة العدل التي تسلمها من سلفه حسن الشمري (صاحب مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري) ولا أحد يتصور نتائج آلية جمع المالكي وعلاوي والنجيفي تحت خيمة واحدة. وهكذا نحن أمام وزارة أقفالها اكثر من مفاتيحها .
ضمن هذه الرؤية نتوقف عند أحلام البصريين القائلة بوجوب منح حقيبتي وزارتي النفط والنقل لوزرين من البصرة، ترى وما انتفاعكم إذا كانت الأسماء المرشحة لا تخرج عن طاعة الحزب او الكتلة، أو إذا كانت اختياراتكم تصطدم بعقبة رئاسة التيارات السياسية التي في بغداد، وهل يمكنكم اختيار شخصية مثل الخبير النفطي ومدير شركة نفط الجنوب سابقا جبار لعيبي او العودة لعامر عبد الجبار وزير النقل السابق ابن ميناء المعقل والقبطان البحري الذي خبر البحار والمحيطات ؟ وهنالك العشرات من الأسماء التي اهملها ناخبكم الراكض وراء مذهبه وطائفته وعشيرته وجاء لنا بالحزبي المغلق، والمتشدد المتشدق بالدين وأصوله، العاجز عن إدارة مدرسة ابتدائية . ترى عن أي نوّاب بصريين، بغداديين، مصلاويين، انباريين يتحدث اخواننا في المواطنة .
عند كل إخفاق خدمي إداري يتوقف سكان البصرة عند شخصية المدير العام لمصلحة الموانئ العراقية الجنرال مزهر الشاوي، في حكومة عبد الكريم قاسم المولود في بغداد والذي عمل وخلال سنوات أربع لا أكثر ما لم يعمله بصري لمدينته، وما المعالم المُقامة في مدينة المعقل، من الميناء إلى المسكن فالمدرسة إلى الشارع فالحديقة فالرصيف ووووو الباقية حتى اللحظة هذه بخافية على احد، لا بل هي التي عجز كل الذين تعاقبوا على إدارة الميناء من بعده على الإتيان ببعض منها، حيث لم تتمكن إدارة الميناء من بناء دار واحدة بعده، وهو الذي طوّع الآلاف من سكان أرياف العمارة من العاملين في منشآت الميناء على تقبل المدنية وتمثلها ليصبحوا مواطنين أسوياء، تفخر المدينة بان الطبيب والضابط والمدرس والمحامي ورجل الأعمال الناجح كانوا من أبناء جيلهم الثاني.
لا نريد وزراء تفرضهم أحزابهم علينا، نريد موظفين عابرين لمناطقهم يجعلون من العراق أجمعه نصب أعينهم، فقد كان عبد الكريم قاسم مواطنا عراقيا بامتياز، وكذلك كانت وزارته، نريد من يئد الطائفية والإرهاب لا بعسكره وبنادقه حسب إنما بتفكيره وعلمه ووعيه، نريد من يؤسس لأجيالنا القادمة حاضنة للتمدن وقبول الآخر والعمل على ترسيخ مبدأ المواطنة خارج حسابات الدين والمذهب او الطائفة والعرق، لكن أحلاما كهذه لا تلوح في الأفق مع الأسف .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ابو سجاد

    هذا كلام قديم يااستاذ طالب والاتي اعظم والظاهر السيد محمد الطائي يغشم نفسه

  2. محمد توفيق

    المرحوم عبد الكريم قاسم كانت له مقولة شهيرة أنا فوق الميول والإتجاهات والمقصود فيها أن ولائه للعراق يعلو في ولائه للطائفة أو للدين أو للقومية. ولمحمد الطائي وقفته حين انسحب من جلسة البرلمان حين تجاهلواالبصرة التي يستلمون رواتبهم من نفطها وكان حري بنواب

يحدث الآن

أرنولد: فخور باللاعبين وكأس العرب بطولة رائعة

المنتخب العراقي يودع بطولة كأس العرب من الدور ربع النهائي

الأنواء الجوية تحذر من ضباب كثيف غداً السبت قد يسبب انعدام الرؤية

وزير خارجية لبنان: تحذيرات عربية ودولية من عملية إسرائيلية واسعة

(المدى) تنشر تشكيلة العراق أمام الأردن في كأس العرب

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram