طه كمربعد ان دخلت كرة القدم العراقية في نفق مظلم لا تستطيع الخروج منه الا بقدرة قادر، لاحت في الأفق بشائر خير وفرح شهدتها هذه الايام التي تلت قرار الاتحاد الدولي (فيفا) بتعليق نشاطاتها تمثلت بعودة الطيور المهاجرة الى عشها الجميل بعد ان فرضت عليها الظروف هجره .
فقبل أيام شهد مطار بغداد وصول كوكبة كبيرة من عمالقة الكرة العراقية الذين تغنى باسمائهم جمهورنا الوفي بعد ان عاشوا في الغربة سنيناً طوالاً مبتعدين عن بلدهم لحضور مؤتمر الكفاءات المغتربة الذي ستقيمه وزارة الشباب والرياضة يوم غد في فندق المنصور والذي من خلاله ستتم مناقشة مسيرة الرياضة العراقية والتخطيط لمستقبل يضمن لنا تحقيق نتائج ايجابية على جميع الصعد المحلية والدولية . قد يسأل سائل : ألم يكن الوقت متأخرا،نجوم الامس بعد فوات الاوان ؟ فاليوم كرتنا اصبحت مجهولة الهوية بعد ان اوصلها قادتها الى هذا المنعطف الخطير واصبحنا نمنّي انفسنا في الحصول على مبادرة تلملم جراحنا بغض النظر عن صاحبها ، فقط انها تضمن لنا التواصل والتواجد في الاستحقاقات الدولية ، فأين كان هؤلاء الذين شدّهم الحنين الى الوطن عندما كانت كرتنا تتخبط وتلفظ انفاسها الاخيرة ؟ لا يسعنا اليوم الا ان نقول مرحاً بهم بين اهلهم وناسهم معززين مكرمين وهم يتوافدون على ارض الرافدين ليعيدوا للاذهان امجادهم التي سطروها من قبل فها هو ثعلب الكرة العراقية فلاح حسن وذاك مايسترو خط الوسط باسل كوركيس وزميله علي حسين شهاب وجنرال الدفاع محمد طبرة وقائمة النجوم طويلة ، فالعراق منجم لا ينضب للكفاءات سواء في مجال كرة القدم ام بقية المجالات لكن نتمنى ونطمح ونبالغ في طموحنا احياناً من أجل أن يخرج اولئك الرجال بمحصلة من هذا المأزق فهذه فرصة ذهبية لمناقشة واقعنا الكروي في مؤتمر فريد من نوعه لكن يبقى عتبنا على من اقترح موعد هذا التجمع ، فلو سبق الاحداث الاخيرة لكانت نتائجه اكثر ايجابية لاسيما ان كرة القدم العراقية تعاني اليوم العزلة واهلها مختصمون فيما بينهم . نأمل ان يكون مؤتمر الغد ايجابيا في كل ما تحمله طياته ويأخذ المؤتمرون على عاتقهم اخراج الكرة العراقية من عزلتها بأي حال من الاحوال وياحبذا ان تشمل الدعوة رئيس الاتحاد العراقي الكابتن حسين سعيد او من ينوب عنه كي يتم وضع النقاط على الحروف لا ان يكون المؤتمر فرصة لالتقاط الصور التذكارية مع نجومنا المغتربين وتقديم وجبات الطعام وغيرها من (أتكيت) المناسبات ، فنحن نطالب فلاح حسن وزملاءه الذين تربّوا على ارض الرافدين وشربوا من مياه دجلة الخير ان يقفوا وقفة صحيحة وجادة لانتشال الكرة العراقية وعودتها الى سابق عهدها ونؤكد عليهم ان الفرصة اليوم قائمة لإعادة هيبة كرتنا من خلال تواجدهم بيننا ، فآن الأوان لوضع حد لغربتهم والعودة مجددا لاننا بأمس الحاجة اليهم كل من موقعه المدرب والاداري واللاعب والحكم والمعلق والمذيع والاعلامي. واخيرا نقول مبارك لوزارة الشباب والرياضة انجازهم هذا الذي سيحسب لهم وسنتذكره مستقبلا ونتمنى ان يكون هذا اول الغيث . Taha_gumer@yahoo.com
عودة الطيور المهاجرة
نشر في: 7 ديسمبر, 2009: 05:34 م