من يلوم العراقي الأصيل ،— الضاربة جذوره في سويداء الأرض رسوخا — لو كفر بوطن لم يمنحه إلا الفقر والعوز وضنك العيش والخوف من المجهول ؟
من يلوم العراقي لو تطلع بعيون دامعة وقلب واجف الى خارج الحدود للخلاص من كوابيس مرعبة تلاحقه في يقظة او منام .
من يلوم العراقي لو راوده حلم عذب . بملاذ آمن ، يقيه شر المداهمات العشوائية ، والتفجير المبرمج والتهجير المبرمج ، والتبرير المبرمج ، والقتل على الهوية.
من يلومه وهو التواق للمعرفة ،الفاحش الثراء ، المدقع الفقر، يتشبث بأذيال الحياة ، هاربا لمجاهيل الغربة ، مرددا مقولة الإمام علي ( رض) : الفقر في الوطن غربة .والغنى في الغربة وطن .
بلوعة أعزل ، مكبل اليدين ، عاجز عن دفع الأذى عمن يحب ، نقرأ الدعوات المتواترة من دول الغرب ، حول استضافة وإيواء الآلاف من المهجرين والمهددين بالإبادة الجماعية….تلك باريس تأخذها الحمية إزاء ما يحصل لجمهرة العراقيين ،المسيحيين خاصة. تفتح ذراعيها لضمهم وحمايتهم ، تسبقها السويد ، تليها أستراليا ، تلحقها إيطاليا ، تعلنها ( ميركل ) المانيا : عن استعدادها لاستقبال عشرين الف عراقي، مباهية الدول الغربية: على المانيا تقمص دور القدوة لغيرها من الدول ، وعلى عاتقها تقع مسؤولية حماية البشر المعرضين للإبادة الجماعية !
غدا العراقي المستلب ( فرجة ببلاش )أمام أنظار العالم أجمع، وهو ما لم يحدث حتي في سنوات المجاعة وأيام الطواعين.
البحث جار عن ( مسؤولين ) وطنيين غيورين ، يلمحون في جموع المروعين ، وجوه أمهاتهم وأخواتهم وأبنائهم .فتأخذهم الغيرة وتعرق جباههم خزيا وخجلا ، ويبادرون بحل جذري وفوري ،،، يزيل من الذاكرة ، تلك المقولة (النبوءة ) المفرطة في - السادية الوحشية ،و التي لم تغادر الذاكرة بعد : حين أرحل سأترك العراق أرضا بلقعا بلا ناس !
يقينا .. ليست حرقة النادبة كحرقة الثكلى .. ومدن العراق الفاقدة اهلها ، ثكلى ، والطارئون ، والمتكالبون على المغانم ، من جاه ومال وسلطة ، لا أكثر من نادبات في مجلس عزاء (مأتم ) الوطن .
#النادبة هي المرأة المستأجرة لتأجيج الحزن في مجالس العزاء .
إلى أين ؟ حتى متى ؟
[post-views]
نشر في: 10 سبتمبر, 2014: 09:01 م